في وقت قصفت المقاتلات الكردية الإثنين، ولليوم الثالث على التوالي، أهدافًا لحزب العمال التركي الكردستاني، في مناطق إقليم كردستان العراق الشمالي، رفض رئيس الاقليم مسعود بارزاني بشدة تحويل الاقليم إلى ساحة للحرب بين تركيا وحزب العمال التركي الكردستاني، داعيًا الطرفين إلى التفاوض والعودة لمشروع السلام بينهما. فيما دعا حزب طالباني تركيا لوقف هجماتها الجوية على مناطق الاقليم، مؤكدًا أن الانتصار في الحرب ضد تنظيم داعش مسؤولية أكثر مصيرية من القضايا الجانبية.


لندن: حول ما قال إنه موقفه الشخصي، من المشاكل بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، أشار رئيس اقليم كردستان، مسعود بارزاني، إلى ان هناك بعض التحليلات المزاجية والسابقة للوقت، والبعيدة عن الحقيقة، قد أثيرت حول موقفه هذا، موضحاً انه قبل مجيء حزب العدالة والتنمية، كان يمنع اسم الكورد وكوردستان وأي إشارة إلى الكورد، "وحاولنا كثيرا أن نخلق أرضية لمشروع السلام في تركيا، وبعد الجلوس والحوار، تبين لنا بأن حزب العدالة والتنمية، وبالأخص الدور الشخصي للسيد أردوغان، لديه سياسة ورؤية جديدة ومختلفة عن جميع الأحزاب التركية في الماضي تجاه الكورد، لذلك حاولنا ايضا جعل حزب العمال الكردستاني مشاركا في الحوار، والتعامل مع السيد أوجلان كمفاوض أساسي في السلام، وهذا كان تقدمًا كبيرًا، لأننا شاهدنا الحكومات السابقة لحكومة العدالة والتنمية كيف كانت تعامل السيد أوجلان بشكل مهين، وهذه كانت نتائج جيدة وكانت سبباً للبدء في مفاوضات مباشرة، وكمرحلة أولى من مشروع السلام مضينا بشكل جيد، ولكنه مع الأسف الشديد ظهرت الكثير من العوائق، وبالرغم من ذلك، لكن العملية كانت موجودة، وخصوصًا بعد أن أبدى كل من الدولة التركية والسيد اوجلان وحزب الشعوب الديمقراطية إلتزامهم بالعملية والمضي فيها، لهذا السبب كنا نتمنى ان تتخطى العملية هذه العوائق، ونحن أعلنا عن إستعدادنا لتقديم مساعدتنا للطرفين، والان نطالب أيضا البدء بالمشروع مرة أخرى، وأن يتمتع الشعب الكوردي بحقوقه وأن ينعم بالأمن والاستقرار". &
&
وحول موقف تركيا وحزب العمال الكردستاني، اوضح بارزاني قائلا "نحن لسنا من يرسم السياسة التركية، ولسنا مسؤولين عن سياسات حزب العمال الكردستاني، الشيء الذي يمكننا أن نفعله هو أن ندعمهما لكي يتحاورا ويتقاربا. أقول للتاريخ، نحن شهدنا خطوات ومواقف إيجابية من الحكومة التركية حول الحل السلمي، ولكنه مع الأسف الشديد لم يستوعب هذا الأمر، بعض الأطراف واصابهم الغرور، لقد ارسلت مرارًا رسائل إلى حزب العمال الكردستاني، ودعوتهم لكي يصبروا، لأن السلام عملية شاقة لا تنجز إلا بالصبر. قلت لهم إن تركيا لن تنتهي بمقتل شرطيين، هناك فرصة كبيرة الآن لكي يعملوا من خلال صناديق الانتخابات، القلم، السياسة والعمل السلمي، لأن ما يمكن ان ينجز من خلال هذه الأدوات لا ينجز عن طريق السلاح، ومازلنا نؤمن بأنه بالامكان أن يتفق حزب الشعوب الديمقراطية، وحزب العدالة والتنمية لكي يشكلا حكومة جديدة بتركيا، لأن هذا يعد انجازًا كبيرًا للكورد ولتركيا ولكل شعوب المنطقة".
واضاف بارزاني أن منع أوجلان وحزب الشعوب الديمقراطية، من ان يكونا صاحبي القول الفصل في موضوع القاء السلاح وانهاء النضال العسكري كان خطأ فادحًا جدًا من قبل حزب العمال الكوردستاني، لأن هذا يكون سبباً لكي لا تعترف تركيا بالسيد اوجلان كطرف في المفاوضات، وسبب ضغوطًا سياسية وبرلمانية كبيرة على حزب الشعوب الديمقراطية بعد فوزه الكبير في الانتخابات التركية الاخيرة.
وقال: "هناك حرب كبيرة في المنطقة والتحالفات الاقليمية يجب أن تلعب دورًا مهمًا مع التحالف الدولي ولسنا بحاجة إلى مشاكل جانبية صغيرة، لا بد لكل الاطراف في المنطقة ان يعملوا معًا لكي يقضوا على داعش واسباب ظهوره، نحن ننظر إلى تحالف تركيا واميركا للقضاء على داعش، كخطوة مهمة ذي نتائج كبيرة، ستكون للدور التركي العسكري نتائج مهمة ومقررة في هذه الحرب بقيادة اميركا، وعلينا ان نقرأ هذه التطورات بشكل جيد".
&
واكد بارزاني انه "منزعج جدًا من هذا الوضع الجديد ومن ظهور رائحة البارود مرة اخرى، انا لا احب الحرب ولا اؤيد الحرب، ولو للحظة واحدة مع انه لدي ملاحظات كثيرة حول سياسات حزب العمال الكوردستاني وخصوصاً حول تدخلاته في الشؤون الداخلية لإقليم كردستان والأجزاء الأخرى من كوردستان وسيطرتهم الكاملة على روژاڤا لكن ما يهمني أكثر من أي شيء آخر هو القضية العادلة للشعب الكوردي. لا تحل المشاكل عن طريق الهتافات، اكبر دعم مني هو ان اطلب من كلا الطرفين ان يعودا إلى طاولة المفاوضات، وان يستمرا في العملية السلمية".
وشدد رئيس اقليم كردستان العراق أن ادامة الحرب تكون لها اضرار للمواطنين في المناطق الحدودية ومن حق الناس ان يسألوا لماذا يصبح اقليم كوردستان ساحة للحرب؟ مؤكدا "ان التفاوض هو الحل الوحيد للملمة الامور ونحن سنفعل ما بوسعنا لكي ندعم المفاوضات وعملية السلام".
واليوم الاثنين، جددت الطائرات الحربية التركية اختراقها لأجواء إقليم كردستان وقصف عدة قرى في جبل خواكورك .
وبدأت الطائرات التركية منذ السبت الماضي بقصف مقرات لحزب العمال الكردستاني بمنطقة قنديل وآميدية وسيدكان وخواكورك في اقليم كردستان العراق الشمالي، ما تسببت في مقتل واصابة عدد من الاشخاص والحاق أضرار كبيرة في غابات وقرى الاقليم وممتلكات المواطنين . &

طالباني يدعو تركيا إلى وقف هجماتها في كردستان
ودعا حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني تركيا لوقف هجماتها الجوية، على مناطق اقليم كردستان، مشيراً إلى ان وقف هذه الهجمات سيساهم بشكل مباشر في تعزيز جبهة التصدي للارهاب مؤكدًا أن الانتصار في الحرب ضد تنظيم داعش مسؤولية أكثر مصيرية من القضايا الجانبية .
وقال المكتب السياسي للحزب في بيان صحافي اطلعت "إيلاف" على نصه الاثنين، إن سلاح الجو التركي ووفق خطة معدة مسبقاً، وهو ما كان يخشى منذ فترة، قام بخرق أجواء العراق وكردستان وبقصف عدد من المناطق التي تتواجد فيها قوات حزب العمال التركي الكردستاني ومواطنون مدنيون بأعداد كبيرة. واشار إلى انه حينما يكمن مفتاح الحل السياسي بيد الدولة التركية وتجرى فيها عدة انتخابات ويتم تداول الحكومة فيها، ويكون حزب العدالة والتنمية هو الفائز في الدورات الانتخابية‌ الأربع، وعدم تقدم المفاوضات مع حزب العمال خطوة واحدة، لا شك انه سيترك الوضعين السياسي والعسكري على مشارف احتماليات الإنفجار، خاصة وأن المنطقة حافلة بالحروب والمخططات والمشاكل القديمة والجديدة.
وقال إنه للاسف بدلاً من أن يدفع الظرف الحالي لحشد الأطراف العالمية والإقليمية والقوات التحررية في خندق مقارعة داعش والارهابيين، فإنه على النقيض من ذلك سيكون بداية لتصدع ذلك الاستقرار ويوشك افساد المفاوضات بين انقرة وحزب العمال التي جرى العمل على بنائها منذ سنوات.
&
ودعا الحزب تركيا إلى وقف هجماتها على كردستان .. وقال "إن شعبنا وقوات البيشمركة والكريلا(مقاتلي العمال الكردستاني) والشرفان (مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي) يخوضون حرباً ضروساً ضد تنظيم داعش والانتصار في الحرب ضده مسؤولية أكثر مصيرية من القضايا الجانبية غير المرغوب فيها، التي حدثت خلال هذا الاسبوع. واشار إلى انه لذلك، فإن ايقاف هجمات تركيا يساهم بشكل مباشر في تعزيز جبهة التصدي للارهاب. كما طالب حزب العمال في الوقت نفسه بتمديد وقف إطلاق النار وألا تصدر منه ردود فعل ليست في محلها إزاء عمل غير صائب، وكذلك فإن من مسؤولية حزب العدالة والتنمية عدم اتاحة الفرصة لأعداء السلام، داخل تركيا والمنطقة لتحقيق أغراضهم.
وأكد الحزب على ضرورة قيام رئاسة الاقليم وحكومة كردستان بالعمل على ايقاف هذه الهجمات والمشاركة الفعالة في معالجتها واتخاذ خطوات سريعة بشأن ذلك، داعيًا إلى عقد اجتماع رفيع لسائر القوى السياسية بأسرع وقت، لكي تشارك جميع الأطراف مشاركة حقيقية في كيفية معالجة المشاكل.
وشدد حزب طالباني على انه في غاية الاهمية أن تلعب دول الغرب والإتحاد الأوروبي في هذا الوقت دوراً مؤثراً في معالجة المشاكل السياسية، حيث ان هذا هو الطريق الوحيد لضمان تعزيز الحرب ضد الارهاب، وحذر انه بعكس ذلك "فإن الأمن والاستقرار سيتزعزعان في المنطقة، ويطول بقاء داعش وقواها الإرهابية ويجعلها مسعورة أكثر". &&
&
وكان الرئيس العراقي فؤاد معصوم قد دعا امس نظيره التركي رجب طيب اردوغان إلى العودة إلى عملية السلام مع حزب العمال وخلال مباحثات هاتفية تم بحث التطورات الاخيرة في الحرب ضد الإرهاب في المنطقة، حيث أكد معصوم ان دخول تركيا في الحرب ضد الإرهاب كفيل بالمساهمة بشكل فعال في تقليص خطر الإرهاب على عموم دول المنطقة وفي تحقيق هزيمة الإرهابيين بشكل شامل.
والليلة الماضية، اعلن مجلس حلف الاطلسي استجابته لطلب تركيا بعقد اجتماع للحلف لبحث العمليات العسكرية التي تخوضها ضد الإرهاب والتهديدات الموجهة ضد أمنها القومي. وقال المجلس إن سفراء دول الحلف الـ28 الأعضاء، سوف يجتمعون غدا الثلاثاء لإجراء مشاورات. وأوضح بيان صحافي للمجلس أنه "بموجب المادة 4 من معاهدة واشنطن المؤسسة لحلف شمال الأطلسي يمكن لأي عضو أن يطلب التشاور كلما رأى تهديدًا لسلامته الإقليمية واستقلاله السياسي أو الأمني".
يذكر ان القصف التركي لمواقع حزب العمال الكردستاني التركي في دهوك واربيل العراقيتين الشماليتين قد أثار غضبًا كرديًا عراقيًا وسط دعوات لضبط النفس، فيما تم الاعلان عن استعداد بارزاني للتوسط بين الطرفين لوقف إطلاق النار والعودة إلى مشروع السلام الموقع بينهما مؤخرًا.