نصر المجالي: مع توليها رئاسة مجلس الأمن رسمياً في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر، حذرت روسيا من إن "العدوان المباشر" الأميركي على الحكومة والجيش السوريين سيؤدي إلى "تغيّرات مخيفة ومزلزلة" في الشرق الأوسط.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا يوم السبت، في حديث تلفزيوني: "مهمتي هي توضيح أهمية الالتزام بالاتفاقات. إذا بدأ عدوان أميركي مباشر على دمشق والجيش السوري، فسيؤدي ذلك إلى تحولات (تكتونية) فظيعة. ليس على أراضي هذا البلد فقط، وإنما أيضا في المنطقة".

وأضافت "لن يؤدي تغيير النظام إلى فراغ السلطة والفراغ السياسي فحسب، بل سيملأه إرهابيون غير معتدلين من كافة الأطياف تتعذر السيطرة عليهم". وتابعت قائلة "قد يزيد السيناريو العراقي الوضع تعقيدا. نعلم أن الجيش العراقي شكل قاعدة لـ"داعش" على الأرض".

وانهار وقف لإطلاق النار توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا في سوريا في الآونة الأخيرة وقصفت طائرات حربية روسية يوم السبت مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة السورية في مدينة حلب.

رئاسة مجلس الأمن

وإلى ذلك، ترأست روسيا اعتبارا من الـ1 من تشرين الأول/ أكتوبر رئاسة مجلس الأمن الدولي الذي سيعقد أولى جلساته في ظل رئاسة روسيا في الـ3 من هذا الشهر للاتفاق على برنامج عمله للشهر الجاري.

ومن المنتظر، حسب وكالة (نوفوستي)، أن تنظم المفوضية الروسية الدائمة لدى مجلس الأمن انعقاد زهاء 20 جلسة لهذا الشهر، لبحث جملة من القضايا الدولية الملحة في مقدمتها النزاعات في دارفور، والكونغو، ومالي وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان، إضافة إلى التطورات في سوريا وليبيا واليمن، فيما من المقرر عقد مداولات علنية حول التسوية الشرق أوسطية في الـ19 من هذا الشهر في إطار جدول عمل المجلس الربعي.

كما سيبحث مجلس الأمن في الـ25 من الشهر تقرير السكرتير العام للأمم المتحدة الذي يسلط الضوء فيه على قضايا "المرأة والسلم الدولي والأمن".

الدفاع المشترك

وذكر مصدر في المفوضية الروسية الدائمة أن "الحدث الرئيس المدرج على جدول أعمال مجلس الأمن في ظل رئاسة روسيا له، المداولات المزمعة في الـ28 من الشهر حول التعاون بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية "كمنظمة معاهدة الدفاع المشترك"، ومنظمة شنغهاي للتعاون، ورابطة الدول المستقلة.

خليفة بان كي مون

وبين الأحداث الهامة كذلك في عمل مجلس الأمن، انتخاب السكرتير العام لمنظمة الأمم المتحدة في الـ5 من الشهر، حيث أجرى مندوبو الدول دائمة العضوية منذ الـ21 من تموز/ يوليو الماضي خمس جولات من التصويت، خلصت إلى تصدّر أنطونيو غوتيريش رئيس الوزراء البرتغالي الأسبق جميع المتنافسين، وتعزيز فرصه في الفوز بهذا المنصب الدولي الرفيع.

الملفت في عملية التصويت التي ستنتهي إلى اختيار أمين عام جديد للأمم المتحدة، أنه جرى منذ الـ5 من الشهر الماضي اعتماد لونين متباينين لبطاقات التصويت، بين الأعضاء الخمسة الدائمين، والآخرين المؤقتين لتكشف عمّا إذا كان المرشح حاصلا على تأييد الأعضاء الدائمين في المجلس.

ويتطلب فوز المرشح لمنصب السكرتير العام حصوله على أصوات 9 أعضاء في مجلس الأمن من أصل 15، فيما لا يتمتع الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن بحق النقض "الفيتو" لرفض هذا المرشح أو ذاك.

وفي تعليق بهذا الصدد، قال مصدر مطلع في المفوضية الروسية لدى الأمم المتحدة: "سوف يستمر مجلس الأمن، بل قد ينتهي من صياغة التوصيات اللازمة لعرضها على الجمعية العامة في إطار انتخاب أمين عام جديد للأمم المتحدة. سيتم الاختيار النهائي ما بين أنطونيو غوتيريش، ووزير الخارجية الصربي السابق فوك يريوميتش، ووزير الخارجية السلوفاكي ميروسلاف لايتشاك، من أصل تسعة متنافسين.&

كما التحقت بالمتنافسين مؤخرا مفوضة الاتحاد الأوروبي كريستالينا غيورغيفا التي رشحتها بلغاريا، لتكون بذلك البلغارية الثانية التي تخوض انتخابات السكرتير العام بعد إيرينا بوكوفو المديرة العامة لـ"يونسكو".

سوريا&

وكرست الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ71 المنتهية مؤخرا، اهتماما كبيرا للأزمة السورية وسبل حلها، وإحلال السلام في سوريا وإيصال المساعدات لمحتاجيها في المناطق المتضررة هناك، حيث عقدت "مجموعة دعم سوريا" على هامش أعمال الجمعية جلستين لبحث الوضع في سوريا، فيما كرّس مجلس الأمن الدولي اجتماعا وزاريا خاصا أفرده لسوريا أيضا.

وجرت العادة في برنامج عمل مجلس الأمن الشهري في الآونة الأخيرة، على أن يتضمن ثلاث جلسات يخصصها لبحث الأوضاع السياسية والإنسانية في سوريا وسير نزع ترسانتها من الأسلحة الكيميائية، فضلا عن التئام الجسلت الطارئة إذا ما اقتضت الضرورة ذلك.