أعرب الكرملين عن أمله أن يبدي وفد الحكومة السورية مرونة خلال محادثات السلام مع المعارضة. وتزامناً، وصف وزير الخارجية الروسي تقارير عن اتفاق مزعوم بين روسيا والولايات المتحدة بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد بأنها "تسريبات قذرة".


نصر المجالي: قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحفي عبر الهاتف، يوم الجمعة، إننا "نأمل أن تستمر هذه المشاركة (لوفد دمشق) بطريقة بناءة... وإظهار المرونة اللازمة بالطبع في إطار الحدود الممكنة."

وقبل أيام على موعد انطلاق الجولة الجديدة من المباحثات السورية، اضاف بيسكوف: "يجب أن تشمل المفاوضات الجميع... بما في ذلك الأكراد من أجل التوصل إلى حل دائم حقيقي...وتمكين السوريين من تقرير مصيرهم بأنفسهم."

وشدد بيسكوف: "يجب أن تشمل المفاوضات الجميع.. بما في ذلك الأكراد من أجل التوصل إلى حل دائم حقيقي.. وتمكين السوريين من تقرير مصيرهم بأنفسهم"، في إشارة إلى مصير الأسد وعملية الانتقال السياسي في سوريا.

مستقبل بشار&

ويشكل مستقبل الأسد نقطة خلاف جوهرية في مفاوضات جنيف التي اختتمت جولتها الأولى الأسبوع الماضي، على أن تستأنف في 9 نيسان (أبريل) الجاري، برعاية مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، الذي يصر على الانتقال السياسي.

وبموازاة موقف دي ميستورا المستند إلى قرار مجلس الأمن 2254، تصر الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة، على رحيل الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية، في حين يتمسك الوفد الحكومي برفض مناقشة عملية الانتقال السياسي ومصير الرئيس السوري.

وبالتزامن مع المؤتمر الصحفي للمتحدث باسم الكرملين، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات منفصلة، إن "مصير الأسد يقرره الشعب السوري وحده من خلال انتخابات ديمقراطية حرة"، بعد يوم على إعلان الرئيس السوري إنه مستعد لانتخابات رئاسية مبكرة.

وكان الأسد قال في مقابلة مع وكالة (ريا نوفوستي) الروسية نشرتها وكالة الأنباء السورية، إنه مستعد لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في حال توفرت "رغبة شعبية".

وهذه المرة الأولى التي يعرب فيها الرئيس السوري عن استعداده لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، علما بأن الأسد كان قد &أعيد انتخابه لدورة رئاسية جديدة من 7 سنوات في آخر انتخابات رئاسية نظمت في حزيران (يونيو) 2014 رغم المعارك الضارية على معظم الأراضي السورية.

تسريبات قذرة

وإلى ذلك، وصف وزير الخارجية الروسي يوم الجمعة تقارير عن اتفاق مزعوم بين روسيا والولايات المتحدة بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد بأنها "تسريبات قذرة".

وفي مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الصربي في موسكو يوم الجمعة قال: "فيما يتعلق بهذه المزاعم، فإنها تنمّ عن قلب للحقائق ومساع لطرح المرجو كأنه واقع".

واضاف لافروف: "شركاؤنا الأميركيون لا يستطيعون التشكيك علنا في هذه المعادلة التي تنص على أن...الشعب السوري وحده هو الذي يقرر جميع الأمور المتعلقة بمستقبل سوريا."

وتابع قوله "من خلال هذه التسريبات القذرة التي تشوه الواقع نرى بوضوح عجز واشنطن عن إجبار بعض حلفائها في المنطقة وأوروبا... على منح الشعب السوري الحق السيادي في تقرير مصيره واختيار من سيقوده."

وأعاد إلى الأذهان أن قرارات مجموعة دعم سوريا تؤكد أنه لا يحق لأحد باستثناء الشعب السوري تقرير مصير القيادة السورية، ومصير الرئيس السوري بشار الأسد.

مبادىء اساسية&

وأكد أن الاتفاقات بين موسكو وواشنطن تتعلق بالمبادئ الأساسية للتسوية في سوريا، وذكّر بأن مضمون هذه الاتفاقات معروف للجميع، كما سبق لمجموعة دعم سوريا ومجلس الأمن الدولي تبني هذه المبادئ أيضا.

واستطرد قائلا: "نعم، هناك الكثير من التلاعبات، لكن ذلك لا يعكس سوى تسريب شركائنا الأمريكيين مضمون المحادثات، وترويجهم معلومات مضللة بشكل ممنهج وعلى جميع المستويات".

ووصف لافروف عمليات التسريب هذه بأنها غير نزيهة وترمي إلى تشويه الواقع، معتبرا أنها تأتي جراء عجز واشنطن عن إجبار بعض حلفائها في الشرق الأوسط وأوروبا على تنفيذ قرارات مجلس الأمن وترك الحقوق السيادية للشعب السوري في أيديهم بما في ذلك الحق في اختيار زعيمهم المستقبلي.&

تضليل

وأوضح أن التسريبات حول الاتفاق المزعوم الذي قيل إنه عقد خلال الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى موسكو، تستهدف التأثير على الرأي العام الدولي، والتضليل، والحصول على تنازلات جديدة انتهاكا للاتفاقات التي تم التوصل إليها في وقت سابق.

وشدد قائلا: " لا يحق ذلك إلا للشعب السوري. ويتم حل مثل هذه المسائل خلال انتخابات ديمقراطية حرة، وهو أمر منصوص عليه في الأطر المحددة للعملية السياسية في سوريا والتي وافق عليها مجلس الأمن".

وخلص لافروف الى القول: إن واشنطن عاجزة عن التصدي لحلفائها الذين يتجاهلون قرارات مجلس الأمن ويحاولون طرح إنذارات، مطالبين برحيل بشار الأسد عن منصب الرئيس كشرط مسبق قبل بدء التفاوض حول أي مواضيع أخرى.