قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للأمم المتحدة إن خطط الولايات المتحدة وروسيا لإنهاء الصراع في سوريا يجب إنقاذها لأنه لا بديل عن ذلك. وجاءت تصريحات لافروف في الوقت الذي تتعرض مدينة حلب شمالي سوريا لهجمات جوية متواصلة مع إصرار القوات السورية على استعادة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. وانهارت هدنة مدتها سبعة أيام بواسطة أمريكية روسية يوم الاثنين الماضي. وأنحى لافروف باللائمة على الولايات المتحدة لإخفاقها في السيطرة على الجماعات المسلحة التي تدعمها. وقال لافروف إن شرطا رئيسيا للهدنة كان أن تنأى الجماعات المسلحة المعتدلة التي تدعمها الولايات المتحدة بنفسها عن الجماعات المتشددة. وأوضح قائلا "مع الأسف لم يتمكن التحالف بقيادة الولايات المتحدة، الذي التزم بالفصل بين الجماعات المعتدلة والمتشددة، من ذلك"، ولكنه أضاف أن "صديقه" وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أكد أن الولايات المتحدة ستظل متعهدة بذلك. وقال لافروف إنه إذا تم تحديد مواقع مسلحي "جبهة النصرة"، فإنه على قناعة من إمكانية تنطبيق الهدنة وتوصيل المعونات الإنسانية مطالبا بالعمل "للحيلولة دون تعطيل" الاتفاقات الأمريكية الروسية. وتحدث لافروف أيضا عن "الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اللذين يدميان" نتيجة لـ "المواقف المتغطرسة ومحاولات الدفع بحلول أحادية متهورة". وفي المقابل، قال كيري إنه قابل لافروف في وقت سابق من الجمعة وإن "تطورا طفيفا حدث" في الخلافات بشأن سوريا. وقال كيري "إننا نناقش بعض الأفكار المشتركة بطريقة بناءة وهذا كل شيء". ولكن جيمس روبنز المراسل الدبلوماسي لبي بي سي في نيويورك قال إنه يبدو أنه لا يوجد سوى أمل ضئيل للغاية في حدوث تقدم دبلوماسي، وإنه مع استمرار العنف في سوريا هذا الأسبوع، تحولت النقاشات المسهبة بين الجانبين إلى حرب فعلية. وتعرضت حلب إلى يوم من الهجمات الجوية المتواصلة قتل فيه 45 مدنيا على الأقل، حسبما قال المرصد السوري لحقول الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا. ولكن مدير مستشفى في الجزء الشرقي من حلب، الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة، قال لرويترز إن 91 شخصا قتلوا في القصف يوم الجمعة. وبين الغارات حاول متطوعون من جماعة الدفاع المدني تعرف باسم "الخوذ البيضاء" البحث بين أنقاض المباني المدمرة عن الناجين والضحايا باستخدام أدوات بدائية أو أياديهم أحيانا. وأظهر فيديو فتاة تصرخ بينما يحاول متطوعون إخراجها من بين الأنقاض، وأظهر فيديو آخر رضيعا وقد فارقته الحياة. وقال كارلوس فرانسيسكو رئيس بعثة أطباء بلا حدود في سوريا "في الكثير من المناطق، لا يوجد مكان يمكن للمصابين والمرضى الذهاب إليه على الإطلاق. يتركون للموت". وقالت "الخوذ البيضاء" إن المراكز التي تقام لمساعدة المدنيين ضحايا القصف جرى استهدافها وإن ثلاثة من بين أربعة مراكز اصبحت غير قادرة على العمل. وقال عمار السلمو رئيس الدفاع المدني شرقي حلب لرويترز إن 40 مبنى على الأقل دمرت. وقال نشطاء إن طائرات حربية سورية وروسية شاركت في الهجمات الجوية، ولكن روسيا لم تؤكد مشاركتها في الهجمات. وفي إعلانها عن الهجمات في التلفزيون الرسمي يوم الخميس، حذرت الحكومة السورية سكان حلب وطلبت منهم "الابتعاد" عن "مواقع الإرهابيين". وقال الجيش السوري إن الهجمات الجوية سيعقبها هجوم بري."تطور طفيف"
- آخر تحديث :
التعليقات