نصر المجالي من لندن:&أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال لقائه مع زعيم "تيار المستقبل" اللبناني سعد الحريري، اليوم الثلاثاء، أن تحسين الوضع في لبنان سيكون أسهل من خلال تسوية الأزمة السورية.

واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن البعض في واشنطن سعوا منذ بداية المحادثات الروسية الأميركية حول سوريا لإفشال الاتفاق، وهم يعدون الآن خططاً لسيناريو استخدام القوة.

وأعلن الوزير الروسي عن عزم بلاده تقديم المساعدات الإنسانية والمالية للبنان لمواجهة تدفق اللاجئين. وأكد لافروف أن بلاده لا تتهرب من المسؤولية عن الوضع في سوريا وأن الأزمة السورية لا يمكن معالجتها إلا بالعمل الجماعي، "بما في ذلك بمشاركة الولايات المتحدة". & &

وقال لافروف: "للأسف الشديد كان في الإدارة الأميركية منذ البداية مسؤولون كثيرون حاولوا إفشال الاتفاقات"، وأردف قائلا: "كما تعرفون، نجح أولئك الذين عارضوا التسوية السياسية وتنفيذ قرارات مجلس الأمن بهذا الشأن وأعدوا بصورة معلنة خطط سيناريو لاستخدام القوة، هدفهم هو (إفشال الاتفاق مع موسكو)".

فشل

&وأعاد وزير الخارجية الروسي إلى الأذهان أن واشنطن فشلت في الوفاء بالتزامها الرئيس المتعلق بفصل المعارضة المعتدلة عن تنظيم "النصرة".

وأكد أن روسيا ستواصل جهودها في مسار التسوية السورية وستصر على تنفيذ قرارات مجلس الأمن رغم قرار واشنطن تعليق قنوات التعاون معها.

وشدد قائلا: "إننا نعتقد أن المجموعة الدولية لدعم سوريا تقدر ويجب أن تلعب دور زعامة هام في هذه الجهود".

خلافات أميركا الداخلية&

وقال لافروف إن الولايات المتحدة بسبب خلافاتها الداخلية، أصبحت عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها في إطار الاتفاقات مع موسكو في ما يخص الفصل بين المعارضة المعتدلة و"جبهة النصرة"، وفتح طريق الكاستيلو لحل قضايا حلب الإنسانية.

وأكد أن موسكو لدى تعاملها مع أي نزاع في العالم، تنطلق من قناعتها المبدئية بأن الشعوب نفسها يجب أن تتفق بشأن التسوية، وإذا كانت داخل دولة ما خلافات عميقة، فعلى جميع الأطياف السياسية والعرقية والطائفية أن تبحث عن توافق.

اتهامات&

وتابع لافروف في معرض تعليقه على الاتهامات الموجهة إلى روسيا على خلفية الوضع في حلب السوري: "في ما يخص ما قيل عن كون العالم برمته ينظر إلى روسيا على خلفية الوضع في حلب: إنني آمل في أن العالم سينظر إلى أطراف أخرى باستثناء روسيا، لكي لا يغض النظر عن أولئك الذين يواصلون تغذية الإرهابيين وأولئك الذين يقفون عاجزين عن فصل الإرهابيين عن المعارضة المعتدلة. أما نحن فلا نتهرب من مسؤولتنا".

وشدد لافروف على أن الطريق الوحيد لتسوية الأزمة يكمن في جهود دولية تبذلها روسيا والولايات المتحدة وأوروبا وكافة الدول الرئيسة في المنطقة. وأردف قائلا: "وباستثناء ذلك ستتم تهيئة الظروف لسيناريو استخدام القوة، وهو أمر مرفوض بالنسبة إلى دول المنطقة وللشعب اللبناني وللسياسيين العقلانيين".

كما أكد الوزير أن روسيا تدعم جهود الجيش اللبناني لحماية حدود البلاد من إرهابيي "داعش" و"جبهة النصرة". وذكر بأن روسيا تقدم للبنان مساعدات مالية وإنسانية لدعمه في معالجة قضية اللاجئين السوريين.

كلام الحريري

بدوره أعرب الحريري زعيم تيار "المستقبل" عن قناعته بأن روسيا قادرة على معالجة الأزمة السورية وإيجاد حل عادل للوضع في حلب، وأكد أن دور دول المنطقة السياسي قد يساهم في إيجاد حل للنزاع السوري.

وأكد أن الأزمة السورية أصبحت تحديا كبيرا أمام الاستقرار الداخلي في لبنان، معيدا إلى الأذهان أن بلاده تستضيف ما يربو عن مليون و200 ألف لاجئ من سوريا في أراضيها.

وقال الحريري إن روسيا تحمي دائما مصالح الشعوب الشرق أوسطية، بما فيها شعوب فلسطين وسوريا ولبنان، وأعرب عن أمله في أن تواصل موسكو لعب دورها هذا.&

لافروف والحريري (صورة من موقع الحريري على تويتر)

&

حزب الله معطل

وشكر الحريري: لافروف على استقباله في موسكو، وقال: نحن نعتبر أن لروسيا دورا مهما تلعبه في المنطقة، وكما تعلمون فقد قمنا بعدة مباردات لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان، ولكن حتى الآن هناك معطل أساسي هو "حزب الله"& ومن دون شك، فإن الأزمة السورية تشكل بالنسبة لنا حملا ثقيلا، وهناك تحديات كبيرة لدينا، وخاصة مع وجود أكثر من مليون و200 ألف لاجئ سوري في لبنان. ولكن هؤلاء هم سوريون ومن الشعب السوري والأزمة السورية يجب أن تنتهي بأسرع وقت ممكن بحل سياسي يكون عادلا للشعب السوري، لأن الشعب السوري، مثل كل شعوب المنطقة، يريد الحق في الحياة الكريمة والعادلة.

وقال زعيم تيار المستقبل: هؤلاء أتوا إلى لبنان قبل ظهور "داعش"& عندما كان النظام في سوريا لا يعامل شعبه بالشكل الذي يجب أن يعامله فيه، ولدي كل الثقة بأن روسيا، وهي لطالما دافعت عن حقوق الشعوب في منطقتنا، وخاصة في فلسطين ولبنان وسوريا، ونحن نرى أن روسيا يجب أن تستعيد هذا الدور لمصلحة الشعوب في المنطقة".

ضد الارهاب

وأضاف: "أنا لبناني معتدل، مسلم سني، ضد أي نوع من الإرهاب، فالذين يدّعون أن هذا هو الإسلام من داعش أو النصرة أو القاعدة أو غيرها من المنظمات الإرهابية لا يمثلون أي نوع من الإسلام. الشعوب العربية في المنطقة تنظر إلى روسيا، وخاصة في هذه المرحلة، بأن تلاقي الحل بشكل عادل للشعب السوري وللمواطن السوري وللأطفال السوريين، وخاصة ما يحصل في حلب. هذه مشكلة كبيرة برأيكم وبرأي كل العالم ونحن نرى أن دوركم السياسي وكذلك ما تقومون به مع الولايات المتحدة والدول في المنطقة، هو أساسي ويجب أن يستكمل لإنهاء هذه الأزمة.

وفي الختام، قال الحريري: أنا أريد أن أشكركم وأشكر الرئيس فلاديمير بوتين على المساعدات للجيش اللبناني وأيضا المساعدات المادية التي تأتي للاجئين السوريين، وهذا أمر نحن بحاجة له وخاصة وسط هذه الأزمة.

&

&