موسكو: يشارك النواب الروس المنتخبون حديثا في انتخابات شهدت فوزا كاسحا للحزب الموالي للكرملين، الاربعاء في الدورة الجديدة لمجلس الدوما في حضور الرئيس فلاديمير بوتين الذي بات مشارفا على المرحلة الاخيرة من ولايته قبل الانتخابات الرئاسية عام 2018.

ويأتي انعقاد الدورة الأولى لمجلس النواب الروسي في سياق أسوأ تدهور في العلاقات بين موسكو والغرب. 

وادى تعليق المفاوضات هذا الاسبوع بين الروس والأميركيين في الملف السوري الى تصعيد كلامي غير مسبوق منذ ثمانينات القرن الماضي عندما وصف الرئيس الأميركي رونالد ريغان الاتحاد السوفياتي بـ"امبراطورية الشر".

وستحمل اولى اعمال النواب الـ450 الذين ينتمي ثلاثة ارباع عددهم الى حزب روسيا الموحدة برئاسة فلاديمير بوتين، علامة هذا المناخ من المواجهة.

وستكون اولوية النواب تأييد قرارين للكرملين، الاول تعليق الاتفاق الموقع في أوائل القرن الحادي والعشرين مع واشنطن حول إعادة تدوير عشرات الأطنان من البلوتونيوم الصادر عن الرؤوس الحربية النووية، والثاني انشاء قاعدة جوية دائمة في ايلول/سبتمبر 2015 في حميميم في سوريا يستخدمها سلاح الجو الروسي منذ عام لتنفيذ آلاف الغارات الجوية.

وسيعمل المجلس الجديد ايضا على مشروع الموازنة التي ستحيله اليه الحكومة. وقد انهارت أسعار النفط والغاز ما اثر على موارد البلاد التي تجهد في الاستقرار بعد عام ونصف عام من الركود ووسط الحاجات الملحة لروسيا في مجال السياسات الاجتماعية. 

لا معارضين في الدوما

ويلقي الرئيس الروسي كلمة ظهر الاربعاء بعد افتتاح الدورة من قبل عميد البرلمانيين. 

وانتخب مجلس النواب الروسي لمدة خمس سنوات اثر انتخابات تشريعية في 18 سبتمبر شابها تزوير رغم جهود الكرملين لضمان مزيد من الشفافية. 

ويهيمن على المجلس 343 نائبا من اصل 450 ينتمون الى روسيا الموحدة. اما المقاعد الباقية فتتقاسمها ثلاثة أحزاب أخرى لا يمكن اعتبارها معارضة نظرا الى ان تصويتها منسجم عموما مع حزب روسيا الموحدة. 

وسجل الشيوعيون أدنى مستوى تاريخي لهم منذ سقوط الاتحاد السوفياتي بحصولهم على 42 مقعدا عشية الاحتفالات في 2017 بالذكرى المئوية لثورة تشرين الاول/أكتوبر.

وقد حد الحزب الوطني برئاسة الشعبوي فلاديمير جيرونوفسكي من خسائره، فتمثل في المجلس بـ39 عضوا منتخبا من خلال اجتذابه الشباب خصوصا. 

اما القوميون في حزب روسيا العادلة فحلوا في المرتبة الاخيرة مع 23 مقعدا، فيما لم تتمثل المعارضة الليبرالية والاجتماعية بأي عضو.

ومن المرجح ان يصبح فياتشيسلاف فولودين المقرب من بوتين الرئيس الجديد لمجلس الدوما. وهو يعتبر مهندس الاجراءات المحافظة والمعادية للغرب التي تبناها الكرملين في السنوات الأخيرة، وقد ادرج اسمه في لائحة الأشخاص المستهدفين بالعقوبات الاميركية على اثر الأزمة الأوكرانية، وكان منذ العام 2010 نائب رئيس الإدارة الرئاسية. 

وسينضم الى الدوما نواب غير تقليديين بينهم مغنية اوبرا وبطل اولمبي ورائد فضاء سابق أو حتى مجرم سابق. 

ومن بين هؤلاء أيضا فيتالي ميلونوف النائب البلدي السابق في سانت بطرسبرغ، والمعروف عنه أنه صاغ قانونا يفرض عقوبات على "الدعاية لمثليي الجنس". 

وسيتردد من الان فصاعدا صدى تصريحاته الشعبوية ودعواته الى انشاء "شرطة للاخلاق" وتنفيذ مداهمات ضد نوادي المثليين في البلاد، وحظر الشيشة والإجهاض.

وهناك ايضا وافدة جديدة هي نتاليا بوكلونسكايا، المدعية العامة في شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا عام 2014. 

وبوكلونسكايا ممنوعة من الدخول الى الاتحاد الأوروبي وقد شاركت في قمع تتار القرم الذين صنفت معظمهم بانهم "منظمة متطرفة"، وباتت تشكل أحد أوجه مجلس الدوما الجديد.

وبات يمكن للرئيس الروسي الاستعداد بهدوء لولاية رابعة بعد الانتخابات الرئاسية عام 2018.