قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو تراهن على العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية وليس على العمليات العسكرية. واتهم &من طرف آخر السلطات التركية بدعم المتطرفين بقدر أكبر مما تعمله للتصدي لهم.

موسكو: في حواره السنوي المباشر مع المواطنين الذي بثته القنوات الروسية الخميس وتابعته (إيلاف)، قال الرئيس الروسي إننا نعول كثيرا على أن يقود امتناع قوات أطراف النزاع السوري بدعم (اللاعبين الخارجيين) بمن فيهم نحن، ليس إلى التهدئة فحسب بل وإلى عملية سياسية.&

وأكد بوتين&ضرورة الجلوس إلى طاولة المفاوضات وتبني دستور جديد، وإجراء انتخابات مبكرة على أساس هذا الدستور، والخروج من الأزمة بهذه الطريقة.

يذكر أن المرة الأولى التي أجرى فيها الرئيس بوتين حوارا مباشرا مع سكان بلاده كانت في 24 كانون الأول (ديسمبر) العام 2001 وتلقى حينها 400 ألف سؤال.

واستغرق الحوار المباشر السابق بين الرئيس بوتين وسكان روسيا في 16 نيسان (أبريل) 2015، ثلاث ساعات و57 دقيقة رد خلالها بوتين على 74 سؤالا.

سحب القوات

وذكر الرئيس الروسي في رده على أسئلة مواطنيه أن قرار موسكو سحب الجزء الأساسي من قواتها التي كانت منتشرة في سوريا، لم يؤد إلى تراجع قدرات الجيش السوري.

وأوضح: "لقد سحبنا جزءا كبيرا من مجموع قواتنا في سوريا. لكننا بعد سحب القوات الأساسية، تركنا الجيش السوري في حالة تسمح له بإجراء عمليات هجومية واسعة النطاق بدعم قواتنا المتبقية في سوريا. وبعد انسحاب قواتنا الأساسية، استعاد الجيش السوري تدمر".

كما ذكر بوتين أن الجيش السوري تمكن أيضا من استعادة بلدات أخرى ذات أهمية استراتيجية، وأشار إلى زيادة عدد البلدات التي انضمت إلى المصالحة.

وأكد الرئيس أن موسكو ستبذل كل ما بوسعها من أجل الحيلولة دون تدهور الوضع الميداني في سوريا ولا سيما في ريف حلب، قائلا إن الوضع في هذه المنطقة الاستراتيجية معقد جدا.

تحرير حلب&

وفي معرض تعليقه على سؤال حول المواعيد المحتملة لـ "تحرير حلب" قال بوتين: "الوضع في محيط حلب معقد جدا.. إنها منطقة ذات أهمية استراتيجية وحلب هي العاصمة الصناعية للبلاد".

وأوضح أن "ما يسمى المعارضة المسلحة موجودة في هذه المنقطة وبجوارها توجد "جبهة النصرة" وهي تنظيم معترف به دوليا أنه إرهابي. ومن الصعب أن نفرق بينهم، ولهؤلاء تصرفات متفاوتة، وهم يحاولون في الوقت الراهن تحسين وضعهم واستعادة ما فقدوه سابقا".

وأضاف الرئيس الروسي أن الأطراف التي تخوض المعارك في ريف حلب هي الفصائل الكردية وبعض التشكيلات المسلحة الأخرى بالدرجة الأولى وليس الجيش السوري &وذكر أن هذه التشكيلات تشتبك مع بعضها البعض ومع الفصائل الكردية أيضا.

وقال بوتين: "إننا نراقب هذه التطورات عن كثب، ونفعل كل ما بوسعنا لمنع تدهور الوضع".

كما اعتبر الزعيم الروسي أن الجيش السوري في عملياته داخل ريف حلب لا يحتاج إلى المساعدات الروسية.قائلا: "الجيش السوري ليس بحاجة إلى تحسين وضعه، لأنه حقق مساعيه &قبل إعلانه عن الانضمام للهدنة. ونحن ساعدناهم، وليسوا في حاجة إلى تحسين &أي شيء&في وضعهم".

الإرهاب&

وأكد الرئيس الروسي أن الإرهاب ما زال يهدد روسيا، رغم الضربة القوية التي وجهتها القوات الجوية والفضائية الروسية إلى الإرهابيين في سوريا.

وردا على سؤال حول احتمال أن يطل الإرهاب برأسه مجددا، قال بوتين: "سيبقى هذا الخطر دائما، إن لم نعير الاهتمام الضروري لمحاربة الإرهاب".

وأوضح أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية ودولا كثيرة في الشرق الأوسط وآسيا، تعاني من خطر الإرهاب. وذكّر بأن روسيا قد تكبدت خسائر كبيرة في مواجهتها للإرهاب.

وبشأن موقف أنقرة من محاربة الإرهاب، اعتبر بوتين أن السلطات التركية تدعم المتطرفين بقدر أكبر مما تعمله للتصدي لهم.

تركيا&

وأكد أن تركيا ما زالت مقصدا خطيرا بالنسبة للسياح الروس. وأكد أنه واثق من أن السلطات التركية تسعى لضمان أمن السياح ، علما بأن السياحة تمثل أحد أهم ركائز العائدات في الميزانية التركية، لكنه شكك في قدرة أنقرة على القيام بهذه المهمة فعلا.

وأشار إلى ازدياد عدد الهجمات الإرهابية في الأراضي التركية، موضحا أن السلطات الروسية ملزمة بأن تحذر المواطنين من المخاطر المحدقة بالسياح في تركيا.

وبشأن الوضع الأمني في تركيا قال بوتين، إن "حربا أهلية تجرى في الواقع بجنوب تركيا... ويحاول المجتمع الدولي أن يغض النظر عن هذه الحرب، لكنها واقعية لا سيما أنها تجرى باستخدام أسلحة وآليات ثقيلة ومدفعية وأسلحة أخرى". وأضاف أن هجمات إرهابية تهز تركيا بصورة شبه أسبوعية.

وأكد بوتين أن موسكو تعتبر تركيا والشعب التركي من أصدقائها، لكن "لديها مشاكل مع بعض السياسيين الأتراك الذين يتصرفون بصورة غير مناسبة".

وأضاف: "كما ترون، إننا نعمل بهدوء"، وأكد استعداد الجانب الروسي لبناء علاقات حسن جوار مع الشعب التركي". لكنه أكد أن موسكو ملزمة بتقديم الرد على الخطوات غير الودية تجاهها من جانب بعض السياسيين.

الرحلات لمصر&

وذكر بوتين أن أسبابا مختلفة دفعت بالسلطات الروسية إلى فرض قيود على الرحلات السياحية إلى تركيا ومصر، لكن كل هذه الأسباب ترتبط بانعدام ضمانات أمن السياح الروس في هذين البلدين.

وأعاد إلى الأذهان أن السلطات المصرية تحارب المتطرفين، لكن هذه الجهود لم تتكلل بالنجاح في العديد من الحالات. واستطرد قائلا: "في هذه الظروف ليس من حقنا أن نخفي عن الناس أن السفر إلى هذه البلاد أمر خطير".

وتابع الرئيس الروسي أن عودة الطيران الروسي إلى مصر تتطلب أولا إيجاد حل مشترك بين السلطات الروسية والمصرية لتفتيش الركاب والحقائب والوجبات التي تقدم على متن الطائرات.

وأضاف: "حتى الآن، لم نتوصل إلى مثل هذه الآلية في عملنا مع الشركاء المصريين، رغم مواصلة التعامل بين الاستخبارات والأجهزة الأمنية الروسية والأصدقاء المصريين لإيجاد حل لهذه المسألة".

قضايا أخرى

في شأن النزاع المسلح في قره باغ، قال بوتين: روسيا سوف تبذل قصارى جهدها لإيجاد حل للأزمة في ناغورنو قره باغ. روسيا تريد العمل بشكل متكامل مع أذربيجان وأرمينيا. هذه مسألة حساسة للغاية، وعلينا التعامل معها وفقا لمبدأ طبي شهير - "لا تضر".

- وحول ما وراء إنشاء الحرس الوطني في روسيا؟، أجاب بوتين: السبب الرئيسي هو السيطرة على تداول الأسلحة في البلاد. إنشاء قوات الحرس الوطني خضع للنقاش&فترة طويلة. الحرس الوطني هو&هيئة تابعة لوزارة&الداخلية.&

- وعن اتفاقية مينسك وأزمة أوكرانيا، قال الرئيس الروسي: كثير من نقاط اتفاقية مينسك في أوكرانيا عالقة. تتأجل عملية توقيع الإصلاح الدستوري لمناطق جنوب شرق&أوكرانيا، ولم يتم توقيع العفو العام من قبل كييف.&

وإذا شركاؤنا من الولايات المتحدة يريدون أن نعبر هذا الطريق معا، فعليهم التأثير على شركائهم في كييف. لماذا يقولون إن "على روسيا القيام بشيء ما؟". نحن قمنا بكل ما علينا.

- وحول العقوبات الغربية ضد روسيا، قال بوتين: لا أظن أن الغرب قد يرفع عقوباته المفروضة ضد روسيا. وفي حال استمرار العقوبات، فإن روسيا ستمدد عقوباتها المتبادلة ضد الغرب.&

- وعن شخصية رمضان قاديروف، قال الرئيس الروسي: لقد حارب إلى جانبنا في الغابات، حاملا سلاحا في يده إلى جانب أبيه. لم يجبره أحد على ذلك. واستنتج أن جمهورية الشيشان يجب أن تكون جزءا من روسيا. وهذا كان أمرا مفيدا للشعب الشيشاني.

- وبالنسبة للانتخابات الأميركية: من أسوأ بالنسبة لروسيا - كلينتون أم ترامب؟، قال بوتين: لا بد من البحث عن الأفضل. التعاون بين بلدينا&يتعلق بمسألة حظر أسلحة الدمار الشامل، ومكافحة الإرهاب، والبرنامج النووي الإيراني. وكلما اقتربت الانتخابات ازدادت الهجمات الإعلامية. وعلى واشنطن التخلي عن طموحاتها الأمبراطورية لدى التعامل مع روسيا.

- وردا على سؤال ما إذا وجدت غريقين فأيهما ينقذ: بوروشينكو أم إردوغان؟، قال بوتين: إذا قرر الشخص الانتحار غرقا فمن المستحيل إنقاذه

ولكن نحن مستعدون لمساعدة أي واحد يريد المساعدة.

- وفي الأخير، أجاب بوتين عن الأدوية التي يستخدمها عندما يمرض: روسية أم أجنبية؟، فقال: أحاول أن لا أمرض. أمارس الرياضة.&
&