إيلاف من الرياض: اصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قرارًا ملكيًا اليوم الأحد، قضى بتعيين ثامر السبهان السفير السعودي السابق في العراق، وزير دولة لشؤون الخليج العربي في وزارة الخارجية. 

جاء ذلك بعد يومين من تعيين عبدالعزيز الشمري قائمًا بالأعمال في سفارة السعودية في بغداد خلفًا للسبهان، في خطوة اعتبرها مراقبون تخفيضًا لمستوى التمثيل الدبلوماسي السعودي في العراق.

في أول تعليق له بعد تعيينه وزير دولة لشؤون الخليج العربي في المرتبة الممتازة في وزارة الخارجية، علق السبهان على القرار بالقول إنه يتمنى أن يكون منصبه الجديد عونًا له على خدمة الدين والوطن. وأضاف في تغريدة له على حسابه في "تويتر": "اللهم لك الحمد، واجعل هذا المنصب عونًا لي في خدمة ديني ومليكي ووطني وأهلي، في دولة الإسلام والعروبة والحزم والكرامة، ربي احفظها من كل شر".

المحلل السياسي جمال خاشقي قال في حديثه لـ "إيلاف" إن القرار خطوة موفقة، وتستحق فعلًا منطقة الخليج العربي هذا التخصيص، مشيرًا إلى أن الخارجية السعودية لديها مسؤولون عن القطاعات الأوروبية أو الآسيوية، لكنه للمرة الأولى يتم فيها تعيين شخص على مرتبة وزير. 

وحول ما إن كان العراق إحدى مسؤوليات السبهان القادمة باعتباره قريبًا من النطاق الجغرافي الخليجي، قال خاشقجي "أنا لا استبعد ذلك، لكن خطوة التخصيص في حد ذاتها ممتازة، وهي موجودة في الخارجية الأميركية والخارجية البريطانية، والتي غالبًا ما يتم وفقها تعيين وزير ومفوض لدولة معينة أو دول في نطاق جغرافي متقارب".

استبعد خاشقجي أن يكون تعيين السبهان بمثابة رد على العراق، وقال "نحن معنيين بتحسين أدائنا الدبلوماسي، وهذه الخطوة تدخل ضمن تطوير أداء الخارجية السعودية، ومن الممكن أن نسمع قريبًا تعيين وزير دولة لشؤون اليمن أو لشؤون المغرب العربي".

وكانت السعودية قد أعلنت في أغسطس 2015 تسمية ثامر السبهان سفيراً لها في العراق، بعدما كان السفير السعودي في الأردن ممثلاً لها في العراق كسفير غير مقيم منذ عودة العلاقات العراقية السعودية في العام 2007، وهو العام الذي افتتح فيه وزير الخارجية العراقي السابق هوشيار زيباري السفارة العراقية في الرياض، فيما لم تتمكن الرياض من القيام بخطوة مماثلة بسبب الوضع الأمني في العراق آنذاك.

وبعد ثلاثة أشهر من تسمية ثامر السبهان كسفير سعودي في العراق، وأدائه القسم أمام العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصل السبهان في ديسمبر 2015 إلى العاصمة العراقية بغداد ليباشر مهام عملة الرسمي في السفارة السعودية، ومذاك ذلك الوقت تعرض السبهان لحملات إعلامية منظمة، هدفت إلى تشويه دوره، فضلًا عن التهديد باغتياله، وذلك بهدف إغلاق السفارة للتراجع عن الدور الذي يمكن أن تقوم به المملكة في العراق.

وفي أغسطس 2016 تقدمت وزارة الخارجية العراقية إلى السعودية بطلب تغيير السبهان على خلفية تصريحات صدرت منه وصفتها بغداد بأنها تجاوز للتمثيل الدبلوماسي ومهام السفراء، فيما قال السبهان حينها إن طلب الخارجية العراقية باستبداله، جاء بضغوط إيرانية، وحتى تتجنب حكومة بغداد الإحراج بعد التهديدات التي تلقتها بالقتل من ميليشيات مندرجة تحت الحكومة العراقية، في إشارة إلى قوات الحشد الشعبي.