ربما يحس باراك أوباما اليوم بحسرة الأميركي العاطل عن العمل في رحلة بحث عن وظيفة، فهو يوشك على مغادرة نعيم البيت الأبيض إلى جحيم عالم الوظيفة الذي يضيق بالأميركيين.

إيلاف من دبي: حسنًا... أسابيع قليلة ويجد باراك أوباما نفسه رئيسًا سابقًا للولايات المتحدة. فلا المكتب البيضاوي مكتبه، ولا البيت الأبيض بيته، ولا زوجته سيدة أولى، ولا طائرته "إير فورس وان"، ولا الزر النووي في يده، ولا سورية واليمن والعراق وداعش على مائدة غدائه، ولا أوباما كير على طاولة العشاء.

ناشط مستمر

فما سيفعله الرئيس "السابق" لأقوى دولة في العالم بعدما ينتقل من دار القرار إلى دار الفرار من هذه المسؤوليات كلها؟ ما زال الأمر مجهولًا، فهو نفسه لا يدري ماذا يفعل، كما قال في إحدى خطبه في ولايته الرئاسية الثانية.

هل يستمر في ما بدأه، ولو من خارج الادارة الأميركية الرسمية، خصوصًا أنه بادر في خلال ولايتيه إلى التصدي لمشكلات عدة، منها إصلاح النظام الجنائي، والحد من الهجرة، وتقنين العلاقات بين الأعراق المختلفة، وتنظيم انتشار السلاح، ومنع انتشار السلاح النووي؟

هذا ما رجّحه محللون بحسب صحيفة "يو. إس. إيه. توداي"، خصوصًا أن أوباما يتمتع بشعبية كبيرة نسبيًا بين الأميركيين كأول رئيس أميركي من اصول أفريقية، وهذا ما يتيح له تقديم المساعدة البناءة في تنظيم المجتمع. وهذا ما لمّح إليه هو بنفسه حين قال لطلاب في المرحلة المتوسطة في العام الماضي: "سأتابع أداء أعمال أديتها سابقًا، لعلني أجد السبل المكينة لمساعدة الناس، مساعدة الشباب في تحصيلهم العلمي وحصولهم على الوظائف، إضافة إلى تأسيس شركات في أحياء تفتقر إلى الأعمال، فهذا ما أحب إنجازه فعلًا".

كاتب.. محرر

يميل أوباما إلى أن يبقى فردًا ناشطًا في المجتمع في مرحلة ما بعد الرئاسة، ويساعده في ذلك أنه في الخامسة والخمسين، أي صغير السن نسبيًا، ويتحلى بصفات أخرى ما زالت تواكبه منذ شبابه، إذ كان مؤلفًا بارعًا قبل أن يصبح رئيسًا. كما يهوى كتابة المذكرات. فمنذ عام 2005، حقق أكثر من 15,6 مليون دولار من كتبه الثلاثة: "أحلام أبي"، و"آمال جريئة"، و"لأجلك أغني"، وهذا الأخير كتاب قصص للأطفال. وهو وقّع عقدًا مع دار راندوم هاوس لكتاب عن انتخابه رئيسًا.

ويذكر في هذا الاطار أن أوباما وافق على دعوة قدمت له للعمل محررًا في مجلة &Wired &المختصة بالتكنولوجيا الحديثة. وبحسب موقع Wired الرسمي، يصدر العدد الشهري من هذه المجلة في نوفمبر المقبل بمشاركة أوباما الذي سيكتب عن تأثير التقانة الحديثة في السياسة. وأوضح سكوت داديتش، رئيس تحرير Wired، أن أوباما هو الأنسب ليشرح للقرّاء كيف تؤثر التكنولوجيا في القيادة السياسية.

عرض... إماراتي

وإلى ذلك، العمل في القانون، مدرسًا أو محاميًا، من المهن التي ربما تدر الكثير من الأموال على أوباما بعد خروجه من البيت الأبيض. والفرصة متاحة له، في أميركا وفي الامارات. ففي مايو الماضي، عرض المحامي الإماراتي عيسى بن حيدر وظيفة على أوباما بعد انتهاء فترة ولايته. فقد دعا المحامي الاماراتي أوباما إلى الانضمام إليه والعمل معه في شركة بن حيدر للاستشارات القانونية، وقال إنه على بينة من خلفية أوباما القانونية الذي تخرج في جامعة هارفارد في عام 1991، وعرض تقديم راتب جيد وبدل للسكن وتذاكر سفر.

وغرد المحامي على تويتر قائلًا: "الرئيس أوباما، علمت أنك ستكون من دون عمل قريبًا، أعرض عليك وظيفة في مكتبي".

وأوضح أن هذا العرض يشمل الراتب والسكن وتذاكر سفر إلى الدول العربية، ليعرف الرئيس الأميركي "عن قرب معنى سماحة الإسلام".

أضاف المحامي: "أعلم أن عرضي غريب بعض الشيء، لكن يجب أن تعايش المسلمين لتعرفهم عن قرب، بعيدًا عن المسرحيات السياسية التي تقود أميركا بطولاتها".

لا يعمل

والجدير بالذكر هنا أنه حتى لو قرر أوباما ألا يفعل شيئًا، فوظيفته كرئيس أميركي سابق مهنة بحد ذاتها، إذ يتلقى راتبًا طوال حياته وفقًا لقانون أقره الكونغرس في عام 1958، يهدف إلى الحفاظ على كرامة الرؤساء السابقين بعدم إجبارهم على البحث عن وظيفة حقيقية.

وبحسب هذا القانون، يتلقى الرؤساء السابقون راتبًا سنويًا يصل إلى 205700 دولار مدى الحياة، إضافة إلى منافع صحية وحماية أمنية على مدار الساعة، واستفادتهم من مكتب وموظفين ونفقات يومية.

على الرغم من هذا، وعلى سبيل التندر، نشرت صفحة البيت الأبيض على فايسبوك فيديو تمثيليًا لأوباما يخوض خلاله رحلة البحث عن عمل بعد انتهاء فترة رئاسته.

على كنبة

في هذا الفيديو بعنوان "قاعد على الكنبة"، تظهر فيه زوجته ميشيل أوباما، ونائبه جون بايدن، ورئيس مجلس النواب السابق جون باينر، ويحاولون جميعًا مساعدة أوباما للعثور على وظيفة.

ينصح بايدن أوباما بالتركيز على الرياضة، لكنه يفشل فى الحصول على وظيفة مدرب لفريق "واشنطن ويزردز" لكرة السلة، بعدما اتصل عارضًا خبراته التي اكتسبها من تدريب فريق ابنته، إذ يُفاجأ بأن مكلمه أقفل سماعة الهاتف في وجهه.

وفي لقطة طريفة أخرى، وفي محاولة لمدح برنامج "أوباما كير" للرعاية الصحية عبر برنامج سناب شات، يظهر أوباما ساخرًا في شكل وحش، ما يغضب زوجته.