«إيلاف» من لندن: اقتحمت القوات العراقية اليوم ناحية حمام العليل المتاخمة لمدينة الموصل، واستطاعت تحرير عدد من القرى المجاورة لها، فيما هددت تركيا بالتحرك عسكريًا اذا خرق العراق ما قالت انها خطوطها الحمراء، ومن بينها تمركز مسلحي حزب العمال التركي قرب المدينة أو محاولة تغيير تركيبتها السكانية.

فقد اعلن الفريق رائد شاكر جودت، قائد قوات الشرطة الاتحادية، عن اقتحام قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع لناحية حمام العليل التي تبعد 20 كيلومترًا عن مدينة الموصل جنوبًا. واشار الى ان القوات الامنية تخوض حاليًا معارك طاحنة داخل الناحية مع عناصر داعش الذين احتلوا الناحية في يونيو عام 2014..

وتعتبر حمام العليل آخر ناحية تخضع لسيطرة تنظيم داعش من الجهة الجنوبية للموصل حيث يتوقع&أن تتوجه القوات إلى اقتحام الأحياء الجنوبية من مدينة الموصل ثم الدخول إليها من الجانب الأيمن على الضفة اليمنى لنهر دجلة غرب النهر.

كما دخلت قطعات الشرطة الاتحادية قرية القاهرة على مشارف حمام العليل فيما تمكنت قوات الحشد الشعبي من تحرير قرية خبيرات غرب الموصل. وقالت خلية الاعلام الحربي إن قوات الحشد الشعبي "تمكنت من تحرير قرية خبيرات غرب الموصل من سيطرة تنظيم داعش الارهابي وتكبيده خسائر كبيرة".
واضافت الخلية في بيان صحافي الاربعاء، اطلعت على نصه "إيلاف"، أنه استنادًا الى معلومات مديرية الاستخبارات العسكرية الدقيقة، فقد وجهت طائرات اف 16 ضربات جوية لعناصر وتمكنت من "دك اوكار الارهاب في الموصل" وقتل 29 ارهابيًا وجرح 25 آخرين في منطقة الغابات وقتل 10 ارهابيين وجرح 15 آخرين في مقر ما يسمى ديوان الجند بولاية نينوى وقتل 10 ارهابيين يعملون حرسًا في مستودع للاسلحة والاعتدة وتدمير الموقع بالكامل، اضافة الى تدمير موقع الدفاع الجوي لداعش تدميراً كاملاً، وقتل 67 ارهابيًا من جنسيات مختلفة وجرح اعداد أخرى في تجمع لهم في فندق اوبر وي.&

يذكر أن القوات العراقية المشتركة وبمساندة طيران الجيش والتحالف الدولي تواصل يومها السابع عشر على التوالي عملية استعادة الموصل من قبضة تنظيم داعش، وذلك بعد إعلان القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي فجر السابع عشر من الشهر الحالي انطلاق عملية تحرير نينوى وعاصمتها الموصل التي يحتلها التنظيم منذ يونيو عام 2014 .

تركيا تهدد بالتدخل

وهددت تركيا بالتحرك عسكريًا اذا خرق العراق ما قالت انها خطوطها الحمراء، ومن بينها تمركز مسلحي حزب العمال التركي قرب المدينة أو محاولة تغيير تركيبتها السكانية.

وقال وزير الدفاع التركي فكري إيشيق في تصريحات نقلتها وسائل اعلام تركية اليوم إن تركيا لديها خطوط حمراء في العراق الا انها ملتزمة دائمًا بتعهداتها في حال لم يتم تجاوز تلك الخطوط.. محذرًا من انه "في حال تم تجاوز تلك الخطوط الحمراء، فإن تركيا لن تتردد بفعل ما يلزم".
واضاف ان" خطوط تركيا الحمراء هي بالاخص عدم تغيير التركيبة الديمغرافية للموصل وزيادة التهديدات الارهابية ضد تركيا هذا موقفنا منذ البداية ولن نسمح بوجود تهديد للتنظيمات الارهابية نحو تركيا هناك مهما كان الثمن".
واوضح قائلاً "لدينا خط احمر في هذه المسألة وتركيا ستفعل ما يلزم اذا ما حاولت منظمة حزب العمال الكردستاني التمركز في المنطقة وخصوصًا في سنجار بشمال العراق". ونوّه الى ان "التعزيزات العسكرية التي تدفعها بلاده الى الحدود مع العراق تأتي في اطار التحضيرات للتطورات بمحاربة الارهاب في داخل تركيا وخارجها، وان تركيا ليس لديها طموح البقاء طويلاً هناك، ولم تتحرك في أي وقت من الاوقات بهذا المنظور".
واشار الى أن "تركيا مضطرة للحفاظ على امنها وليست مجبرة للانتظار خلف حدودها، هناك اتفاقية بين العراق وتركيا، وهذا يعطينا الحق في هذا الشأن وتركيا ستواصل الجهود الدبلوماسية حتى النهاية". وقال إن بلاده تجري لقاءات وتعمل مع الحكومة العراقية وحكومة شمال العراق للحيلولة دون حدوث تطورات تتسبب في تهجير السكان المحليين من مناطقهم لتغيير التركيبة الديمغرافية في نينوى.

خطوط تركيا الحمراء هي بالاخص عدم تغيير التركيبة الديمغرافية للموصل وزيادة التهديدات الارهابية ضد تركيا

&تصاعد التوتر

وكانت تركيا دفعت امس بقافلة عسكرية تضم حوالى ثلاثين آلية تنقل خصوصًا دبابات وقطعاً مدفعية في طريقها الى منطقة قريبة من الحدود العراقية. وغادرت القافلة انقرة بعد الظهر وتتجه نحو سيلوبي فيما عبرت تركيا عن رغبة في اشراكها بالهجوم ضد تنظيم داعش في الموصل بشمال العراق.

وامس، رد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على نشر الجيش التركي دبابات وقطعًا مدفعية على الحدود مع بلاده بتصريحات نارية حذر فيها من "تفكيك تركيا" مما يعكس تصاعد التوتر بين البلدين الجارين. وفي مؤتمر صحافي قال العبادي: "لدينا خشية من أن تكون هناك خطوة متهورة" من جانب تركيا، في إشارة إلى إرسال أنقرة تعزيزات إلى الحدود، مضيفًا "نتمنى ألا تحصل، ليس خوفًا منهم بل خوفًا من التداعيات".

وأكد العبادي أن بلاده لا تريد حربًا مع تركيا ولا تريد المواجهة "لكن إذا حصلت المواجهة فنحن مستعدون لها"، مشيراً إلى أن "أي اجتياح تركي للعراق سيؤدي إلى تفكيك تركيا"، لأنه "ليست لدى تركيا القدرة على القتال خارج حدودها".

&وتتخوف الحكومة التركية من تمدد المقاتلين الأكراد غير التابعين لحكومة أربيل في المنطقة، خاصة أن إقليم شرناق الذي تقع به سيلوبي يعد إحدى مناطق الصراع الرئيسية بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني الذي له قواعد في شمال العراق.

يشار إلى أن تركيا وهي منضوية تحت التحالف الدولي ترغب في المشاركة بالهجوم على داعش في الموصل، ويتمركز مئات من جنودها في قاعدة بعشيقة في نينوى، رغم معارضة بغداد التي تعتبرهم "قوة احتلال".


&&