إيلاف من الجزائر: شرع الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال في زيارة عمل إلى السعودية تدوم يومين ينتظر منها أن تدفع العلاقات الاقتصادية بين البلدين خطوة جديدة إلى الأمام، كما ستكون فرصة لبحث مختلف القضايا الدولية التي شكلت في الوقت السابق اختلافًا في وجهات النظر بين البلدين النفطيين اللذين يرغبان معًا في ضبط سوق النفط الذي يعيش حالة عدم استقرار منذ أشهر.

وقالت الوزارة الأولى الجزائرية إن زيارة سلال إلى الرياض تندرج في إطار اللقاءات الدورية للحوار والتشاور بين مسؤولي البلدين.

تقييم

وسيرافق سلال في زيارته وفد وزاري هام لبحث مختلف المجالات القطاعية مع نظرائهم السعوديين.

ويتشكل الوفد الجزائري من وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، ووزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، ووزير الطاقة نور الدين بوطرفة، ووزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد السلام شلغوم.&

وبحسب الوزارة الأولى، فإن هذه الزيارة "ستسمح بدراسة وتقييم العلاقات الثنائية وكذلك السبل والوسائل الكفيلة بتعزيزها في جميع المجالات". &

وترى الوزارة الأولى الجزائرية الأولى أن هذا اللقاء سيكون&فرصة للطرفين " لتبادل واسع لوجهات النظر حول عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك".&

الاقتصاد أولا

وينتظر أن يشكل الملف الاقتصادي محورًا هامًا في مباحثات سلال مع مختلف المسؤولين السعوديين.

وتتضمن أجندة عبد المالك سلال المشاركة في&منتدى اقتصادي مخصص لـ " تشجيع المتعاملين بالبلدين على تطوير الاستثمار المنتج وتكثيف مبادرات الشراكة الكفيلة بتعزيز علاقات الأعمال القائمة".&

وينتظر أن تشكل هذه الزيارة فرصة لتقييم أين وصل تنفيذ الاتفاقات التي وقعت خلال الدورة &الـ11 للجنة المشتركة &للبلدين، التي احتضنتها الرياض في ديسمبر& 2015، والتي تتعلق بالتعاون في قطاعات النقل البحري والأسواق المالية والتخطيط والاستشراف والإحصائيات والتعاون العلمي والثقافي والموارد البشرية.&

&وسيقف وفدا البلدين أيضا خلال المنتدى الاقتصادي الذي سيحضره سلال على مدى تنفيذ 12 مشروعًا للشراكة بين رجال أعمال البلدين بقيمية ملياري دولار، نوقشت أثناء مجلس الأعمال الجزائري-السعودي الذي احتضنته العاصمة الجزائر شهر مارس الماضي.

ويميل الميزان التجاري بين البلدين لصالح السعودية، فقد بلغت التبادلات &التجارية ما قيمته 619 مليون دولار سنة 2015، تزيد فيها الواردات الجزائرية من الرياض 612 مليون دولار.&

تفاؤل

لكن رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة محمد العيد بن عمر يبدي تفاؤله بمستقبل التعاون بين البلدين.

&ويرى بن عمر أن الأوضاع الاقتصادية الراهنة المتسمة بانهيار أسعار النفط تفرض على البلدين "بذل المزيد من الجهود لإيجاد سبل جديدة لتنويع الاقتصاد والشراكة بهدف التقليل من الآثار السلبية التي قد تفرزها التحولات الاقتصادية العالمية على البلدين بشكل عام".&

ودعا بن عمر رجال أعمال البلدين إلى اغتنام هذه الفرصة لبحث سبل التعاون المشترك، خاصة في مجالات الفلاحة والصناعات التحويلية وصناعة الأدوية والصناعات البتروكيماوية التي تتوفر فيها الجزائر على مؤهلات "واعدة".

أما الكاتبة الصحافية فتيحة بوروينة مراسلة صحيفة الرياض من الجزائر فتشير في حديثها مع "إيلاف" إلى أهمية التعاون بين البلدين في مجال اقتصادهما الرئيس، وهو الطاقة عبر جمع هذه الجهود من أجل المساهمة في إعادة التوازن إلى أسعار البترول.

وذكرت بوروينة بأن الجزائر استطاعت في سبتمبر الماضي جمع المملكة وإيران حول طاولة واحدة، وحصلت من السعودية على موافقة مبدئية على تخفيض إنتاجها بهدف رفع الأسعار.

علاقات ممتازة

وكان عبد المالك سلال قد وصف العلاقات بين البلدين في مقابلة سابقة مع صحيفة "الشرق الأوسط" بـ" الممتازة في إطار تشاور وتنسيق مستمرين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك في الفضاءات العربية والإسلامية والدولية".

غير أن المراسلة الصحافية فتيحة بوروينة ذكّرت في حديثها مع "إيلاف" أنه على عكس تصريحات المسؤولين في البلدين تظل الصحافة الجزائرية تصف&علاقات البلدين بـ"الفاترة" على خلفية تباين مواقفها حول الوضع في سوريا والحرب في اليمن .

وقالت بورينة إن " الزيارة التي تقود سلال اليوم الثلاثاء إلى المملكة لا شك أنها ستكون مناسبة لتقييم العلاقات اقتصاديًا وسياسيًا، بالأخص وأن سلال حرص قبيل توجهه إلى الرياض على التأكيد انه حامل رسالة أمن وأمان للسعودية، ما يعني&رغبة الجزائر في وضع الخلافات، التي لا يعبر عنها رسميًا، جانبًا لصالح علاقات براغماتية".