« إيلاف» من دبي: أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، أنه تعلم المبادئ الأساسية للتسامح على يد الوالد المرحوم الشيخ راشد، والذي كان مجلسه يضم الجميع دون أي تمييز، سواء من البدو أو الحضر، وكذلك المواطن والمقيم، الكبير والصغير.

وأشار في رسالة وجهها للشباب الإماراتي والمقيم بمناسة يوم التسامح، إلى أن علاقته بقيم التسامح تعمقت بحكم المغفور له الشيخ زايد الذي استضاف الجميع في مجلسه على اختلاف أصولهم وقبائلهم وطوائفهم ومذاهبهم وحتى دياناتهم، ولفت إلى وجود بعض النعرات عبر مواقع التواصل الإجتماعي التي تتنافى مع روح التسامح.

وأضاف: « ما زالت ذكرياتي عن مجلس والدي الشيخ راشد رحمه الله منذ أكثر من أربعة عقود حاضرة في ذهني لليوم... ذكرياتي عن شكل المجلس وطبيعة رواده. كان المجلس يضم المواطنين صغيرهم وكبيرهم، حاضرهم وباديهم... مواطنين من قبائل مختلفة، ومن مذاهب وطوائف مختلفة، ومن أصول وأعراق مختلفة أيضاً... لكنهم جميعاً مواطنون أمام راشد... لهم جميعاً القدر ذاته من الاحترام والتقدير والحقوق والواجبات، وحتى الهبات. وكان أقربهم من راشد مجلساً أكثرهم خدمة وعملاً وتأثيراً في مجاله. ولم يكن المقيمون الذي يحضرون مجلس راشد بأقل من مواطنيه... مقيمون من مختلف الديانات والجنسيات والثقافات، احتضنهم مجلس راشد... واحتضنتهم دبي... فقابلوا ذلك بمحبة وعرفان وولاء نعرفه فيهم وفي أبنائهم حتى اليوم.

زايد الأب

وتطرق الى علاقته بالشيخ زايد ووصفها بعلاقة الابن بأبيه، والطالب بمعلمه. وأكد: « إن أكثر ما نفاخر به الناس والعالم عندما نسافر ليس ارتفاع مبانينا، ولا اتساع شوارعنا، ولا ضخامة أسواقنا، بل نفاخرهم بتسامح دولة الإمارات... نفاخرهم بأننا دولة يعيش فيها جميع البشر - على اختلافاتهم التي خلقهم الله عليها - بمحبة حقيقية وتسامح حقيقي... يعيشون ويعملون معاً لبناء مستقبل أبنائهم دون خوف من تعصب أو كراهية أو تمييز عنصري أو تفرقة بناء على لون أو دين أو طائفة أو عرق».

نعرات مواقع التواصل

وبالحديث عن مواقع التواصل الإجتماعي قال الشيخ محمد:«أصدر خليفة بن زايد، رئيس الدولة، ووريث حكمة زايد وتسامح زايد، قبل فترة قانوناً لمكافحة التمييز والكراهية، وفيه من المواد الرادعة ما يصون المجتمع وما يحفظ إرث زايد لنا وللأجيال القادمة، وتوجيهاتنا لوزيرة التسامح بمتابعة تنفيذ هذا القانون وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي. لا نريد إثارة نعرات طائفية أو عنصرية أو مذهبية في مجتمعنا، ولا نريد خلق فتن بين الناس، ولا نريد أي تمييز بناء على لون أو طائفة أو أصل. نوجه الوزيرة بمتابعة تطبيق القانون، ولا حصانة لأحد، صغير أو كبير، موظف أو مسؤول؛ لأن مصلحتنا جميعاً هي أن نحافظ على سمعة دولتنا... مصلحتنا في ترسيخ مجتمع متسامح مترابط متلاحم... مصلحتنا جميعاً في حماية إرث زايد... مصلحتنا جميعاً حماية الإمارات، وأهم مكتسبات الإمارات هي قيمها وأخلاقها ومبادئها التي يحترمنا العالم من أجلها، والتي نريد أن ننقلها للأجيال القادمة بإذن الله».