عادت مسألة تواجد حزب الله كمنظمة عابرة للحدود إلى الواجهة من جديد، وهذا ما برز قبل أيام قليلة في أميركا اللاتينية وتحديدًا في البيرو.

بيروت: أثارت قضية مقتل مواطن من دولة البيرو في احتجاجات عمالية كثيرا من المشكلات داخل برلمان البلاد وأثارت عددا من التساؤلات حول طبيعة عمل هذه الميليشيات في دول أميركا اللاتينية.

القضية بدأت منذ عدة أسابيع، وذلك بعد خروج عدد من السكان المحليين في مقاطعة لابامبا البيروفية للاحتجاج على حزمة مشروعات حكومية وبعد اعتراضهم على رجال الأمن وسقوط أحد المواطنين قتيلا بعد تلقي رصاصة في رأسه بشكل مريب وغير معروف من قناص.

وسائل إعلام محلية في البيرو اتهمت على الفور حزب الله بالتعاون مع جماعة الدرب المنير «سينديرو لومينوسو» في أعمال العنف، وذلك لأن هذه المنطقة هي مكان تمركز لجمعية خيرية تدعمها ميليشيات حزب الله وتسمى «أنكاري إسلام»، وهي المدعومة ماديا وآيديولوجيا من قبل ميليشيات الحزب وإيران.

الكفاح المسلح

ويعمل «حزب الله» في البيرو بالتعاون مع جماعات سياسية تستهدف الفقراء والمهمشين مثل «الدرب المنير» والجماعات التابعة لها، «موفاديف» و«فوديب»، وهي جماعات تابعة للحزب الشيوعي البيروفي وتتبع التنظيم السياسي والعسكري للشيوعيين الماويين في البيرو، كانت انطلقت تحت غطاء «الدرب المنير» عام 1980 لتقيم حكم الديمقراطية الجديدة. ويعتمد الحزب على النظرية الماركسية اللينينية الماوية ويتبع نهج الكفاح المسلح وإطلاق الحرب الشعبية من أجل إقامة الجمهورية الاشتراكية والثورة الثقافية من أجل الوصول للمجتمع الشيوعي منذ اعتقال زعيم الحزب أبيمال غوزمان في عام 1992 وتدعو بعض الفصائل من «الدرب المنير» الآن للقتال من أجل إجبار الحكومة على التوصل إلى معاهدة سلام مع الثوار.

وكانت بالفعل أثيرت أزمة في البيرو منذ أشهر بعد أن قرر عدد من مواطنيها التحول إلى المذهب الشيعي وتكوين حزب رسمي يدعى «حزب الله الالبيروفي» وهم عدد من الشباب الذين قامت إيران بتدريبهم واحتضانهم في طهران، وبث الشباب بصحبة إمام شيعي من أصل أرجنتيني مقطع فيديو لهم داخل البيرو وهم يدعون إلى تكوين حزبهم الجديد مما أثار عددا من التساؤلات حول الدور الذي تلعبه إيران و«حزب الله» في دولة مثل البيرو، ولماذا تستهدف إيران عبر ما يسمى «حزب الله» الطبقات الفقيرة والسكان الأصليين لدول مثل بوليفيا والبيرو؟

هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها فقد تكررت في البيرو حوادث أخرى تورط «حزب الله» فيها، كان آخرها القبض على مواطن من أصل لبناني اتهمته السلطات بصلته بميليشيات «حزب الله» وعثرت معه على متفجرات بعد أن دخل البلاد بتأشيرة سياحية مدعيا الزواج من مواطنة بيروفية.

شبكة واسعة

«لوسيانا ليون» رئيسة لجنة الدفاع في البرلمان البيروفي توجهت بطلب إحاطة إلى وزير الداخلية كارلوس باسومبريو منذ أسابيع، وطلبت منه الكشف عن حقيقة عمل أنصار الحزب في البلاد وعلاقاته مع الأحزاب الشيوعية ومثيري الشغب بعد واقعة مقتل المواطن البيروفي المحتج، وبخاصة أن أجهزة الأمن أكدت أنها لم تطلق الرصاص على المحتجين، وهو ما يدفع إلى تورط جماعات العنف لقتل المحتجين لإثارة السكان الأصليين في المنطقة وإغراق المنطقة في صراع قبلي يتكسب من ورائه أصحاب المصالح، التي أشار إليها الإعلام البيروفي أنها ميليشيات «حزب الله» التي تستخدم تلك التقنيات والمناورات لدعم الجماعات اليسارية هناك.

يذكر أن البيرو كانت اعتقلت عام 2014 لبنانياً اتهمته بالانتماء لحزب الله، لا سيما بعد أن وجدت أدوات لصنع متفجرات في منزله.

وفي عام 2012، صرح ميت رومني، المرشح السابق للرئاسة الأميركية، أن لدى حزب الله قاعدة في أميركا اللاتينية، وأن المنطقة الأكثر ارتباطاً بالشبكة اللبنانية تقع على الحدود الثلاثية بين الأرجنتين وباراغواي والبرازيل، حيث يعيش عدد كبير من العرب.

وفي عام 2011، قال باتريك ميهان، رئيس اللجنة الفرعية الأميركية لمحاربة الإرهاب، إن لدى حزب الله شبكة واسعة في المنطقة، ولكن البرازيل وباراغواي سرعان ما نفتا هذه المعلومات.