إيلاف من لندن: أعلنت قيادة "جيش الإسلام" و قيادة "فيلق الرحمن" في الجيش السوري الحر عن توصلهما لاتفاق على خطةٍ لحلّ الخلاف بين الطرفين وإنهائه بشكل كامل بعد اعلان بيان تضمّن آلية الاتفاق وتحريم الاقتتال وضرورة وقفه.

وقال بيانٌ مشترك للطرفين إن الاتفاق تمّ على عدة خطوات إيجابية أهمها "تحريم الاقتتال الداخلي لأي سبب من الأسباب". وأكد الطرفان على صفحاتهما في مواقع التواصل الاجتماعي على"صون الجبهات ووضع كل الامكانيات لأية جبهة تستدعي الحاجة للدفاع عنها".

ونصَ الاتفاق على "رد الحقوق من الطرفين خلال سقف زمني و إقفال هذا الملف بالكامل". ووعد البيان أهل الغوطة الشرقية إن "المرحلة الماضية كانت مرحلة استثنائية و قد طويناها و لن تعود بإذن الله و نبشركم بما يسرُّكم و يثلج صدوركم".

ووجه البيان رسالة للنظام السوري بعد اتهامات الناشطين للطرفين بالانشغال بالاقتتال الداخلي وتركهما النظام العدو الرئيسي دون قتال "لن نقيل ولن نستقيل وسترى منَّا بأساً و إقداماً".

خنجر في خاصرة الثورة

وعبًّر المحامي السوري البريطاني بسام طبلية في لقاء مع "إيلاف" عن أسفه للاقتتال الداخلي بين الفصائل التابعة للجيش الحر، واعتبره "خنجرًا مسمومًا في خاصرة الثورة"، محذّرًا أن الشعب السوري دعم فصائل الجيش الحر وأيّدها نحو مسعاه في الديمقراطية والحرية ومن أجل تحقيق هذا المسعى، وليس ليختلفوا ويحيّدوا النظام جانبا.

وأضاف "أن هذه الخلافات تصب في مصلحة النظام وقد تجعل المجتمع الدولي يضع يده في يد النظام لتنفيذ أجندات مختلفة وليشرعن النظام نفسه من جديد باستغلال ما يجري".

وطالب هذه الفصائل أن تشكل جسما عسكريًا واحدًا، وأشار إلى أن استمرار هذا القتال ليس في مصلحة الا النظام وحده، وقد يجعل هذه الفصائل في قائمة الجماعات المسلحة التي يمكن تصنيفها ارهابية وخاصة بعد ازهاق كل هذه الأرواح.

وكانت خلافات متكررة، لم تصلح معها الوساطات، تطورت إلى نزاع مسلح بين الطرفين اندلع في غوطة دمشق الشرقية بالقرب من العاصمة دمشق في (أبريل) الماضي والتي يسيطر عليها الفصيلان، ومات خلالها المئات من عناصر الطرفين، ومكنت النظام من التقدم على عدة محاور في غوطة دمشق.

شباب داريا

الى ذلك أعادت جبهة فتح الشام "جبهة النصرة سابقا" أسلحة وذخائر لواء (شهداء الإسلام) الوافد من مدينة داريا في الغوطة الغربية إلى إدلب، والتي احتجزتها (فتح الشام) الأسبوع الماضي.

وأكد أبو وائل داريا قائد لواء (شهداء الإسلام)، في تغريدة نشرها على حسابه في تويتر انه "بجهود المنصفين في جبهة فتح الشام، وإخلاص إخوة محبين في الفصائل، عادت الحقوق لشهداء الإسلام، وحل الخلاف مع جبهة فتح الشام، اللهم اجمع كلمتنا".

وكان تمام أبو الخير المسؤول الإعلامي السابق في لواء (شهداء الإسلام)، قال على حسابه في تويتر "تم حل ما حصل بين لواء شهداء الإسلام وجبهة فتح الشام في الأيام الماضية، وتم التعهد بإعادة السلاح المحجوز لدى الجبهة".

وكانت جبهة فتح الشام أواخر الأسبوع الماضي اعتقلت حوالي 10 من عناصر (شهداء الإسلام)، وصادرت سيارتين تحملان أسلحة وذخائر للواء، قبل أن تفرج عن المعتقلين في ذات اليوم.

و اعتبر عبد الله المحيسني القاضي العام لغرفة عمليات جيش الفتح، إن "‏ما حدث من إخواننا في فتح الشام من اعتقال لشباب داريا ثم إطلاقهم خطأ، ويجب محاسبة من أمر بذلك، فلشباب داريا وكل من هجر من أرضه محبة في قلوب الجميع، فهم آساد صبروا وقاتلوا كتب الله أجرهم".

الدعم الأميركي المحدود

من جانب آخر وحول تصريحات الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب حول وقف دعم المعارضة المسلحة قال أبو زهير الشامي القائد العام لعمليات دمشق وريفها في تصريح لـ "إيلاف": "هل يعلم الرئيس ترامب أن تهديداته بإيقاف دعمه للمعارضة المسلحة ليست إلا من صالحنا ونعمة ربانية من السماء، و يكفي أن من نتائجها سيكون إيقاف الدعم لبعض المجموعات التي أثرت على الثورة بشكل سلبي ومن الممكن حينها أن تلتفت هذه الفصائل لتنفذ اجندة الشعب فقط دون داعميها وهي اسقاط النظام".

وأكد أنه "باعترافات الأميركان أنفسهم أن الدعم قليل ولا يذكر وأن واشنطن فشلت في تدريب مجموعة متماسكة".

كما أكد الشامي أن لواء المهام السرية في الجيش السوري الحر اغتال العميد معن دعبول والعامل في فرع الأمن العسكري فرع 293 قنصا في قلب دمشق.

مأساة في حوران

في غضون ذلك عاشت درعا مأساة كبيرة حيث نبشت بعض عناصر الجيش الحر قبر عبد الرحمن برمو في مسقط رأسه في "طفس" بعد أن وافته المنية في درعا وأحرقت الجثة وكسرت بيت عزائه بدعوى أنه كان يعمل لدى النظام وأنه عضو قيادة سابق في حزب البعث.

وانتقد ناشطون وعدد من النخبة والمعارضين تحدثوا الى "إيلاف" هذا التصرف الذي اعتبروه "لا أخلاقيا ولا يمت الى الانسانية بصلة " وأكدوا أنه "لا يجب أن يصدر عمن يقول أنه فصيل من الجيش السوري الحر".

وكتب العديد من الناشطين على صفحاتهم في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك مستنكرين هذا العمل المدان.