نصر المجالي: ينتظر أن ترد روسيا اليوم على قرار واشنطن طرد 35 دبلوماسياً والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة ضد روسيا على خلفية المزاعم عن "قرصنتها" للانتخابات الرئاسية، وأعلن الكرملين أن موسكو سترد بما هو مناسب على الإجراءات الأميركية.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إن العقوبات التي فرضتها إدارة باراك أوباما "تبدو وكأنها عدوان مفاجئ من قبل أناس عليهم أن يرحلوا بعد ثلاثة أسابيع".

وأوضح أن الرئيس فلاديمير بوتين تحدث عن هذا العدوان بالذات خلال مؤتمره الصحفي الكبير، في 23 ديسمبر، ومع "أنه لم يذكر الولايات المتحدة بين هذه الدول المعتدية المحتملة.. إلا أننا نرى الآن المظاهر الملموسة (لهذا العدوان)".

لا اتصال بموسكو

وبحسب بيسكوف، فإن الجانب الأميركي لم يتصل بموسكو قبل فرض العقوبات الجديدة، مذكّرًا بأن هذا القرار "سبقته تصريحات عدوانية جدًا"، تضمنت اتهامات موجهة إلى روسيا بالقيام بهجمات سيبرانية ضد الولايات المتحدة.

وصرح بيسكوف بأنه لا يعلم بعد كيف سترد روسيا على خطوة واشنطن، لكنه أكد أن "مبدأ المعاملة بالمثل هو وحده المطبق في أمور كهذه.. بالطبع سيكون هناك رد مناسب وستتم صياغته في سياق الاتجاه الذي سيحدده الرئيس الروسي".

بوتين لن يستعجل

وردًا على سؤال عمّا إذا كان الرئيس الروسي ينوي المبادرة إلى محادثة نظيره الأميركي، قال بيسكوف إنه لا علم له بهذا الأمر، مضيفًا: "لا أعتقد أن الأمر يستدعي استعجالاً ما، ولا أظن أن الرئيس الروسي سيستعجل".

وجدد بيسكوف موقف موسكو القائل إن مثل هذه القرارات والعقوبات لا مبرر لها، وغير مشروعة من ناحية القانون الدولي". وتابع: "نرفض رفضًا قاطعًا أي مزاعم لا أساس لها واتهامات وجهت إلى روسيا".

واعتبر بيسكوف أن تصرفات (الإدارة الأميركية المنتهية صلاحياتها) "تلحق ضررًا كبيرًا بمواقع الإدارة القادمة على صعيد السياسة الخارجية، مضيفًا أنها تصرفات "لم يشهد تاريخ الولايات المتحدة سوابق لها على ما يبدو".

ضربة لسياسة ترامب

وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية إن الكرملين يعتبر أن المراد من فرض العقوبات ضد روسيا من قبل إدارة أوباما هو توجيه ضربة للسياسة الخارجية للرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، إضافة إلى أن من شأنها إفساد العلاقات الأميركية الروسية بشكل نهائي.

ومن جانبها، قالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن قرار إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما طرد الدبلوماسيين الروس أهان الولايات المتحدة وشعبها.

وكتبت زاخاروف في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الخميس 29 ديسمبر، "اليوم في أميركا، الشعب أهين من قبل رئيسه. وفي هذه المرة، تلقت واشنطن صفعة من صاحبها، وتضاعفت بذلك إلى أقصى حد القضايا الملحة المرحلة إلى الإدارة المقبلة".

وأضافت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية: "غدًا، الإعلان الرسمي عن الإجراءات المضادة والكثير من هذا القبيل".

سياسات موتورة

ووصفت المتحدثة باسم الدبلوماسية الروسية إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايتها بأنها "مجموعة السياسة الخارجية الفاشلة من الموتورين وضيقي الأفق".

وأشارت زاخاروفا إلى أن أوباما "اعترف بذلك رسمياً"، وذلك لأنه "لم ينجح في تسجيل أي إنجاز على الساحة الدولية في تاريخه الرئاسي. وعنّ للحائز على جائزة نوبل وضع قاطعة ملطخة بدلاً من أخرى أنيقة.

وصرّحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أيضا بأن العالم يرقب الآن "ضربة قاصمة بسمعة أميركا وريادتها وجهها باراك أوباما وفريق السياسة الخارجية قليل التأهيل التابع له"، وأبدت زاخاروفا في الوقت ذاته تضامنها مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي قالت إنه كان موضع سخرية زملائه طيلة أربع سنوات.