تتسارع الأحداث في الملف السوري عبر ثلاثة محاور "العملية السياسية الجارية في جنيف" و"انسحاب القوات الروسية العسكرية من سوريا "و"محاولة المعارضة تنظيم نفسها عسكريًا وسياسيًا".

بهية مارديني: أكدت مصادر في المعارضة السورية لـ"إيلاف" أن عددًا من الفصائل العسكرية المعارضة تجتمع اليوم في أنقرة. وأوضحت المصادر أن اجتماع فصائل المعارضة يهدف إلى تشكيل جسد عسكري موحد، بعد محاولات عدة، نجح بعضها في توحيد بعض الفصائل. وأشارت إلى أنه من بين الفصائل جيش الإسلام وأحرار الشام وفيلق الشام والزنكي والفرقة الشمالية والفرقة الأولى والثانية.

حوار طرشان
فيما توقع عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض منذر آقبيق أن تكون العملية السياسية في جنيف طويلة ومعقدة. وقال آقبيق في تصريح لـ"إيلاف" أن "أجواء المفاوضات تبدو وكأنها ستكون حوار طرشان.. النظام يتكلم في شيء، والمعارضة تتكلم في شيء مغاير تمامًا".

واعتبر "أنه كان على المعارضة السورية أن تذهب بسقف أعلى مما تعبّر عنه حاليًا، وهذا من أصول التفاوض". وأضاف "على أي&حال لا أتوقع أن تؤدي العملية إلى أية نتائج على المديين القصير والمتوسط، ولكن حان الوقت كي تحسن المعارضة أداءها الإعلامي، حيث يبدو فوضويًا، ولا يستند إلى أسس فنية".

وحول الانسحاب الروسي العسكري من سوريا، رأى "أن هذه الأخبار مشجعة"، وقال "إذا اعتمدت موسكو من الآن وصاعدًا على سياسات متوازنة تضغط باتجاه التنفيذ الكامل لبيان جنيف بما فيه انتقال السلطة إلى هيئة انتقالية حاكمة، فإن ذلك سيكون إيجابيًا".

وقررت روسيا أن تسحب الجزء الاكبر من قواتها العسكرية وسط ترحيبات أميركية وروسية ومن مجلس الأمن، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن العاملين في قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا بدأوا إعداد الطائرات لمغادرتها إلى روسيا.

شحن معدات
وأكد المكتب الإعلامي للدفاع الروسية في بيان "أن العاملين في&القاعدة يقومون الآن بشحن طائرات النقل العسكرية بالمعدات والأجهزة التقنية وغيرها من الممتلكات، استعدادا للعودة إلى الوطن".

وقال البيان إن الطائرات الروسية في حال قيامها بقطع مسافة تربو على 5 آلاف كيلومتر، ستهبط بشكل إضافي في مطارات روسية للتزود بالوقود، والتأكد من سلامة حالتها التقنية.

يأتي ذلك بعدما أوعز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، بسحب القوات الروسية الرئيسية من سوريا بدءًا من اليوم، وذلك عقب لقاء ثلاثي جمع بوتين بشويغو ووزير الخارجية سيرغي لافروف، مساء أمس في الكرملين.

وأعلن الكرملين أن "جميع ما خرج به اللقاء الثلاثي تم بالتنسيق مع الرئيس السوري بشار الأسد". فيما قال ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن الرئيس الروسي ونظيره السوري لم يناقشا مستقبل الأسد في مكالمة هاتفية أمس الاثنين.

قرار مفاجئ
واعتبر الرئيس الروسي أن المهمات التي كلفت بها القوات الروسية في سوريا تم انجازها، مضيفا أن "الجانب الروسي سيحافظ، من أجل مراقبة نظام وقف الأعمال القتالية، على مركز تأمين تحليق الطيران في الأراضي السورية"، وأكد أن القاعدتين الروسيتين في حميميم وطرطوس ستواصلان عملهما كما في السابق.

فيما اعتبرت صحيفة ديلي تليغراف البريطانية أن قرار الرئيس الروسي المفاجئ وغير المتوقع بسحب القوات الروسية من سوريا، خاصة في هذه المرحلة، يمثل لحظة مفصلية في الحرب الأهلية التى تشهدها البلاد منذ 5 سنوات.

وقالت إن "القرار شكل مفاجأة للولايات المتحدة والغرب، خاصة أنه جاء في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات بين ممثلي نظام الرئيس السوري بشار الأسد ووفد المعارضة المعترف بها من الغرب في جنيف".

وأكدت الصحيفة أن "القرار في حال تنفيذه سيكون علامة واضحة ودليلًا على رغبة روسيا في وضع حد للصراع في سوريا، والذي تسبب في قتل أكثر من 300 ألف شخص، وشرد الملايين"، ولكنها لفتت إلى "تحذيرات عدد من المحللين السياسيين، الذين قالوا إن قرار روسيا لن يشكل أي تغيير على الساحة السورية إذا لم توقف موسكو غاراتها الجوية على فصائل المعارضة".

موقف المعارضة من جنيف
وكان رئيس الائتلاف الجديد أنس العبدة قد قال إنه "لا بد من الذهاب إلى جنيف، فهي معركة سياسية، لا تقل وطأة عن المعركة العسكرية على الأرض".
وتحدث في تصريحات، تلقت "ايلاف" نسخة منها، "أن هذين&مساران متلازمان سياسيا وعسكريا، ولا بد أن نكون حيث تكون مصلحة الشعب السوري، البعض لا يرى أن الذهاب مجديًا".

واعتبر "أنه من المهم جدا ألا تسمح للخصم أن يأخذ موقعك لا من الناحية العسكرية ولا من الناحية السياسية، وهذا أحد أهم أسباب الذهاب إلى جنيف3".

وأشار الى أن "استمرار بقاء بشار الأسد خط أحمر بالنسبة إلى قوى الثورة والمعارضة، هذه أولى الثوابت إضافة إلى وحدة سوريا أرضا وشعبا، وكذلك إقامة الدولة المدنية الديمقراطية لكل السوريين. المعارضة في جنيف قوية بشعبها وبالتضحيات التي قدمها الشعب السوري، كما إن الفصائل القوية والفاعلة على الأرض فوّضت الهيئة بالتفاوض ما يعزز وجودها أمام النظام".

واستبعد النظام السوري مناقشة مسألة الانتخابات الرئاسية أو منصب الرئيس في محادثات السلام. وقال وليد المعلم وزير الخارجية إن المعارضة ستكون واهمة إذا اعتقدت أنها ستتسلم السلطة في جنيف. ووجّه المعلم انتقادات لمبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا، قائلا إنه لا يملك أو غيره الحق في الحديث عن الانتخابات الرئاسية في سوريا، وطالبه بالحياد والموضوعية.

فهم خاطئ
وأضاف" أن وفد الحكومة سيرفض أي محاولة لوضع الانتخابات الرئاسية على جدول أعمال المحادثات"، مؤكدا "نحن لن نحاور أحدا يتحدث عن مقام الرئاسة". وأضاف "أنا أنصح المعارضة إذا كان هكذا تفكيرهم ألا يأتوا إلى المحادثات. بكل بساطة لا يتعبونا ولا يتعبوا أنفسهم".

تابع أن فهم الحكومة السورية لمصطلح الانتقال السياسي هو الانتقال من الدستور الحالي إلى دستور آخر، والانتقال من الحكومة الحالية إلى حكومة أخرى وبمشاركة من الطرف الآخر. وتريد المعارضة السورية أن تركز المحادثات على تشكيل هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة ورفضت فكرة الانضمام إلى حكومة سورية موسعة، حيث ترغب في التركيز على تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة مثلما نص بيان جنيف 2012 الذي كان أول محاولة لإنهاء الصراع.

وشاركت الهيئة العليا للمفاوضات في المحادثات بعد اشادتها بجدول الأعمال الذي وضعه دي ميستورا بالتركيز على الحكم الانتقالي ووضع دستور جديد وإجراء انتخابات.

وقال محمد علوش كبير المفاوضين في جنيف إن المعارضة تهدف إلى الاتفاق في جنيف على تشكيل هيئة حكم انتقالية لا مكان فيها للرئيس السوري بشار الأسد، وأكد علوش "حضرنا لتشكيل هيئة انتقالية من دون وجود الأسد في السلطة".

وتم استبعاد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يسيطر على مساحات كبيرة من الأراضي في شمال سوريا من حضور المفاوضات في جنيف استجابة لطلب تركيا، فيما استضافت باريس لقاء حول سوريا جمع وزير خارجية فرنسا جان مارك إيرولت مع نظرائه الأميركي جون كيري والألماني فرانك فالتر شتاينماير والإيطالي باولو جنتيلوني والبريطاني فيليب هاموند ومسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني.

&