&نصر المجالي: رأى خبراء أن إحدى فرضيات الانسحاب الروسي من سوريا، هي رغبة موسكو في تجنب خوض صراع سافر مع الرياض، إذ أظهرت موسكو أنها ما زالت منفتحة على &تسوية الأزمة السورية عن طريق المفاوضات، التي ستأخذ&في الاعتبار مصالح جميع الأطراف، بما فيها الرياض.

&
أوردت المجلة الأميركية المتخصصة في الشؤون الدولية (ذي ناشينال إنتريست) في تقرير لها عدداً من الفرضيات حول إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سحب الوحدات الأساسية للقوات الروسية من سوريا.&
&
وأشارت المجلة إلى أن الفرضية الأبسط تكمن في أن يكون نشر القوات الفضائية الروسية بسوريا في أيلول (سبتمبر) العام 2015 قد جاء منذ البداية كعملية قصيرة الأمد. &
&
ولفتت المجلة في تقريرها الذي نقلت وكالة (نوفوستي) الروسية فقرات منه، إلى تغيّر الديناميكية السياسية لعملية تسوية الأزمة السورية، الأمر الذي يدل عليه بوضوح عدم طرح استقالة الرئيس السوري بشار الأسد من قبل أحد كشرط أساسي لتنفيذ عملية السلام في البلاد. &&
&
ذروة النجاح
&
وتقول إحدى الفرضيات، إن موسكو تسعى إلى وقف عمليتها العسكرية وهي في ذروة النجاح. وتوضح المجلة أن "التدخل الروسي في الأزمة السورية غيّر بشكل حاد صورة الكرملين ليس في الشرق الأوسط فحسب إنما في العالم برمته، حيث عرض العسكريون الروس قدرتهم على إعلان وتنفيذ العمليات العسكرية خارج حدود بلادهم، وأظهروا أن موسكو تستطيع تغيير الأوضاع في سوريا بصرف النظر عمّا يريده كل من واشنطن وبروكسل والرياض وأنقرة".
&
فخ أفغانستان
&
كما يرى الخبراء الغربيون السبب الرئيس لسحب موسكو قواتها الجوية الفضائية من سوريا في سعي روسيا إلى تجنب "الفخ الأفغاني".
&
وتقول المجلة الأميركية:" عندما أطلقت روسيا عملية نشر قواتها في سوريا، بدأ بعض المعارضين السوريين بالبحث عن وسائل تحويل سوريا إلى أفغانستان ثانية بالنسبة لروسيا". &
&
وأشارت في الوقت نفسه، إلى أن هذا السيناريو لم يتحوّل إلى واقع، والأوضاع في سوريا استقرت، رغم توجس سلطات الدول الغربية.
&
وتقول فرضية أخرى، حسب تقرير (ذي ناشينال إنتريست)، إن روسيا تسعى إلى إظهار أن دعمها لدمشق من غير الممكن أن يستمر إلى ما لانهاية، لا سيما وأن الرئيس السوري بشار الأسد أصبح أقل ميولاً للمشاركة في المفاوضات بعد النجاحات التي حققها جيشه في الآونة الأخيرة.
&
ولهذا السبب، أعادت موسكو، حسب المجلة إلى أذهان سلطات دمشق، أن روسيا تسعى إلى التسوية السلمية للأزمة السورية.
&
إعلان شويغو
&
يذكر أن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، كان أعلن يوم الاثنين 14 آذار (مارس) أن القوات السورية مدعومة بسلاح الجو الروسي تمكنت منذ بدء العملية الروسية في البلاد من تحرير 400 مدينة وقرية سورية واستعادة السيطرة على أكثر من 10 آلاف كيلومتر مربع من أراضي البلاد.&
&
وأضاف شويغو أن سلاح الجو الروسي نفذ، في إطار عمليته بسوريا أكثر من 9 آلاف طلعة، مشيرًا إلى أن القوات الروسية تمكنت من عرقلة تجارة الإرهابيين بالنفط أو القضاء عليه بشكل كامل في بعض المناطق، كما استطاعت وقف أو تدمير الإمدادات الأساسية لتمويل الإرهابيين ونقل الأسلحة إليهم.
&
وقال شويغو أيضًا إن الطيران الحربي الروسي دمر في سوريا حوالى 209 منشآت خاصة بإنتاج النفط، فضلاً عن أكثر من 2000 شاحنة لنقل المنتجات النفطية، لافتًا إلى أن القوات الروسية في سوريا قتلت أكثر من 2000 مسلح، بمن فيهم 17 قائدًا للمجموعات الإرهابية، انتقلوا إلى البلاد من أراضي روسيا.
&
وفي الأخير، شدد شويغو على أن العسكريين الروس ضمنوا متابعة التزام أطراف الهدنة بنظام وقف الأعمال القتالية، وذلك باستخدام طائرات من دون طيار ووسائل استخباراتية أخرى ومجموعة الأقمار الاصطناعية الروسية.
&