&لا يزال قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالإنسحاب العسكري من سوريا يُلقي بظلاله على مجمل المشهد في المنطقة والعالم، لا سيما في ظل التحليلات التي تقارب التدخل والانسحاب انطلاقًا من تحقيق الأهداف المعلنة والمضمرة من جانب الطرف الروسي.

&
موسكو: فاجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العالم خلال اجتماع لحكومته، يوم الاثنين، بالإعلان عن سحب الجزء الأكبر من القوات الروسية من سوريا، قائلًا إن روسيا حققت أهدافها هناك.&
&
ويؤكد اعلان بوتين ما حذر منه محللون وفصائل المعارضة السورية منذ بداية التدخل الروسي في اواخر ايلول (سبتمبر) الماضي، وهو أن هدف الكرملين في سوريا لم يكن ذات يوم ضرب تنظيم داعش، بل دعم نظام بشار الأسد وحمايته من السقوط. &
&
وكان سيرغي ايفانوف، مدير مكتب بوتين، قد صرح فور بدء الضربات الجوية أن هدف روسيا هو "حصرًا توفير اسناد جوي لقوات الحكومة السورية في كفاحها ضد داعش".&
&
&
انهيار المبررات
&
ولكن مبرر روسيا لتدخلها بدأ ينهار فور اعلانه تقريبًا، وبدلًا من استهداف مناطق داعش، كانت الضربات الجوية الروسية توجَّه ضد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة وحدها تقريبًا، بالإضافة إلى اسناد قوات النظام في هجومها على هذه المناطق. وبعد اسابيع على بدء الضربات الجوية الروسية، اظهر تحليل نشرته وكالة رويترز أن 80 في المئة من الغارات الجوية الروسية لم تكن موجهة ضد مواقع داعش أو مقاتليه.&
&
وقال ويل ماكانتس، الباحث المختص بشؤون داعش في معهد بروكنز لصحيفة ذي وورلد بوست، بعد ايام على بدء الضربات الجوية، إن الروس "يصورون هذا على انه حرب ضد داعش لتبرير تدخلهم العسكري المتزايد"، واضاف أن الهدف الرئيس للتدخل هو دعم الأسد.&
&
وكانت الرواية التي نسجتها روسيا واستمرت طيلة أشهر الحملة الجوية، انها تدخلت لاستهداف الارهاب، ولكنها في الواقع أعطت الأسد قوة جوية خلال هجمات قواته الواسعة لاستعادة مناطق تقع تحت سيطرة المعارضة، وبإسناد من روسيا ومقاتلي حزب الله المدعوم من ايران، تمكن الأسد من التقاط انفاسه والتحرك من موقع قوة. &
&
واثار تعزيز قبضة الأسد المهزوزة على ما تبقى من سوريا تحت سيطرته استنكار منظمات حقوق الانسان، التي أدانت استهدافه منشآت مدنية، بينها المستشفيات، وقالت تيرانا حسن، مديرة الاستجابة للأزمات في منظمة العفو الدولية: "إن المستشفيات في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في محيط حلب أصبحت الهدف الرئيس للقوات الروسية والسورية".
&
&
خدمة كبيرة!
&
وتسبب هجوم قوات النظام على حلب بنزوح 35 الف شخص على الأقل، وأثار مخاوف من قطع المساعدات الغذائية عن مئات الآلاف المهددين بالحصار، ونقل موقع هفنغتون بوست عن محللين أن الغارات الجوية الروسية، بالاضافة الى ما اشارت اليه المنظمات الحقوقية عن ضرب اهداف مدنية، قدمت خدمة كبيرة للجماعات الجهادية التي استغلت مشاعر العداء للتدخل الروسي من أجل تعزيز مواقعها.&
&
ولكن تدخل روسيا حقق برأيها عددًا من الأهداف، بينها العودة الى الساحة الدولية بوصفها قوة عظمى قادرة على العمل العسكري خارج حدودها وتحقيق نصر دعائي كبير في الداخل والنجاح في منع سقوط حليفها الأسد، بالإضافة إلى أهداف أخرى.
&
كما بدأت روسيا تغيّر خطابها بشأن أهداف التدخل، وقال بوتين حين أعلن سحب قواته: "إن العمل الفاعل الذي انجزه الجيش الروسي أوجد الظروف لإنطلاق عملية السلام". &
&
وغرّد السفير الروسي في لندن الكسندر ياموفينكو على تويتر مكررًا كلام رئيسه، &لكن موقف السفير كان مختلفًا في تشرين الثاني (نوفمبر)، حين اعلن في تغريدة "أن هدف روسيا في سوريا ليس دعم الأسد ضد المعارضة، بل وقف تقدم داعش والمساعدة في هزيمته".&
&