بوينوس ايرس: يزور باراك اوباما النصب التذكاري في بوينوس ايرس الخميس، في اول تكيرم من رئيس اميركي الى ضحايا الديكتاتورية العسكرية التي حكمت الارجنتين من 1976 الى 1983. 

وتتزامن زيارة اوباما مع الذكرى الاربعين لانقلاب 24 اذار/مارس 1976، الذي يجد الناشطون ضد الديكتاتورية صعوبة في نسيانه. وادى وعد من البيت الابيض بفتح محفوظات وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) والجيش الاميركي عن تلك الفترة القاتمة من تاريخ الارجنتين، الى التخفيف من حدة الجدال الدائر.

واعتقادا منها بأن العسكريين هم افضل وسيلة لوقف تقدم الحركات اليسارية، دعمت واشنطن عددا كبيرا من الديكتاتوريات في اميركا اللاتينية وفي الارجنتين، قبل ان يبدأ الرئيس الديموقراطي جيمي كارتر تحولا ديموقراطيا.

ولم يعبرباراك اوباما الاربعاء عن ندامة بشكل ريح او يطلب العفو او يقر بعلاقة بلاده بالديكتاتورية. لكنه شدد على ان حقبة التغيرات القسرية قد ولت وعلى ان الولايات المتحدة "لا تحتاج الى اجراء نقد ذاتي". وقال انه يفضل "الديموقراطية على الديكتاتورية".

وقد حفرت اسماء حوالى تسعة آلاف شخص على جدران النصب التذكاري القريب من مصب نهر ريو دو لا بلاتا الذي ألقي فيه معارضون من طائرات عسكرية.

النهاية في جبال الانديس

خلال الزيارة السابقة التي قام بها الرئيس الاميركي بيل كلينتون الى بوينوس ايرس في 1997، لم يكن موضوع الديكتاتورية مدرجا في جدول الاعمال. فقد كان العسكريون في تلك الفترة يتمتعون بقانون للعفو.

ومنذ ذلك الحين، فرض الرئيسان السابقان نستور وكريستينا كيرشنر في الارجنتين، واجب تذكر اولئك الضحايا. وقد حوكموا منذ ذلك الحين، ويمضي مئات منهم عقوبات بالسجن في الوقت الراهن. وقبل اوباما، زار الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند النصب التذكاري في اواخر شباط/فبراير الماضي.

وقد استمرت الديكتاتورية الارجنتينية، التي تعد الاعنف في اميركا الجنوبية، سبع سنوات. واتسمت اول سنتين بالقمع الوحشي لناشطي "جيش الشعب الثوري" او منظمة "مونتونيروس" السياسية-العسكرية، وهما حركتان اختارتا محاربة السلطة بقوة السلاح.

وتنتهي الزيارة الرسمية في النصب التذكاري، ثم يتوجه اوباما عند الظهر الى باريلوش في سلسلة جبال الانديز حيث ينوي القيام برحلة في الجبال. وسيعود مساء الخميس الى واشنطن، مختتما زيارة استمرت اربعة ايام الى اميركا اللاتينية ادرجت تحت شعار المصالحة.

وفي كوبا، دعا الى رفع الحظر وطلب من الكونغرس الاميركي الذي يهيمن عليه الجمهوريون تبني موقفه، والى مزيد من الحرية في كوبا الشيوعية التي يتولى حكمها الاخوان كاسترو منذ 1959.

وبعد فترة رئاسية في الارجنتين استمرت اثني عشر عاما قال انها كانت "معادية للسياسة الاميركية"، قدم باراك اوباما دعمه الى الرئيس ماوريسيو ماكري (يمين الوسط) الذي يتولى الحكم منذ ثلاثة اشهر، والذي اعاد وضع الارجنتين على سكة الاقتصاد الدولي.

ويقول الرئيس الاميركي ان هذه التدابير ستتيح لثالث اقتصاد في اميركا اللاتينية ان يستعيد ازدهاره بعد ركود استمر سنتين. وفي الارجنتين، شرب المتة التي تعد المشروب التقليدي للشعب الارجنتيني، وحضر استعراضا لرقصة التانغو، لكنه اعرب عن اسفه لأنه لم يتمكن من لقاء نجم كرة القدم الارجنتيني ليونيل ميسي.

وخلال حديث مع شبان ارجنتينيين، نصح الرئيس الاميركي بالتخلص من العقائد السياسية. وقال "شهدت الفترة السابقة انقساما بين اليمين واليسار، بين الرأسمالية والشيوعية، تحلوا بمزيد من الواقعية، واختاروا الافضل".