في ظل انقسام حركة فتح بالإضافة إلى أسباب أخرى تدفع إلى التطرّف في مخيمات لبنان الفلسطينية، بات واضحًا أن تنظيم داعش بدأ يتمدّد من مخيم عين الحلوة فهل يهدّد أمن لبنان؟.

بيروت: يتم الحديث عن تشكل خلايا لتنظيم داعش داخل مخيم عين الحلوة الفلسطيني في لبنان، وقد بدأ هذا الأمر يثير التساؤلات التي تخشى أن يتحول هذا الأمر إلى ظاهرة في المخيم، بخاصة أن داعشيي عين الحلوة، وهم فلسطينيون وسوريون، يستقطبون صغار السن وفتية يغريهم القتال والشهادة في لبنان، بخاصة في سوريا، وهو ما حصل بالفعل مع انتقال عدد من شباب المخيم الى محافظة الرقة، عرين داعش في سوريا، والسؤال الذي يطرح ما مدى خطورة ذلك على مخيم عين الحلوة وعلى لبنان بصورة خاصة؟

تعقيبًا على الموضوع يعتبر النائب خالد زهرمان (المستقبل) في حديثه لـ "إيلاف" أن الساحة اللبنانية الداخلية نظرًا لتورط حزب الله في سوريا، ونظرًا للحدود اللبنانية غير المضبوطة، تجعل كلها الساحة اللبنانية عرضة للأخطار، وتبقى المخيمات الفلسطينية الحلقة الأضعف في هذا المجال، وبكل الأحوال يبقى الرهان على الجيش اللبناني، رغم أن المخاطر كبيرة جدًا ما يستدعي جهوزية الجميع، ويتم التنسيق بين الأجهزة الأمنية والفصائل الفلسطينية كي لا تُستعمل المخيمات الفلسطينية من أجل هز الاستقرار في لبنان، وهناك ثقة لبنانية بالفصائل الفلسطينية في هذا الموضوع، لأن لديهم غيرة بعدم المس باستقرار الوضع في لبنان، وفي المخيمات خصوصًا.

خلايا داعش

وردًا على سؤال مع بدء تشكيل خلايا تنظيم داعش في مخيم عين الحلوة هل سيتحول الأمر إلى ظاهرة تهدد لبنان أم ستبقى محصورة نوعًا ما؟ يجيب زهرمان أن ما يُحكى قد يكون مضخمًا، لكن سيبقى هناك محاولات من قبل تنظيم داعش لهز الأمن اللبناني، والأجهزة الأمنية في لبنان تقوم بجهد جبار كي تبقى الأمور مضبوطة مع عدم السماح بوجود خلايا تشكل خطرًا على الوضع الداخلي.

ولدى سؤاله مع استقطاب صغار السن واغرائهم للقتال من مخيم عين الحلوة هل الأمر يعني استحداث خلايا نائمة جديدة تهدد أمن لبنان؟ يرى زهرمان أن هذا يعيدنا إلى نقطة أساسية وهي موضوع العلاج الأمني حيث تقوم الأجهزة الأمنية بدور كبير في هذا المجال، وأي تجربة لهز الأمن وبناء خلايا يتم تفكيكها من قبل الأجهزة الأمنية، ولكن في الوقت عينه من المفروض أن يكون هناك معالجة لأسباب جنوح بعض الشباب نحو هذا التطرّف، والأسباب كثيرة في هذا المجال، ومسؤوليتنا جميعنا تبقى في معالجتها، من ضمنها الفقر والظلم والقهر حيث بعض الشباب يلاحظون كيف يتم التعاطي في لبنان بتمييز.

هذا يجعل شريحة من الشباب تشعر بالقهر والظلم، إضافة إلى الوضع المعيشي والاقتصادي الصعب، وإذا أردنا مساعدة المخيمات الفلسطينية، كي لا تصبح بؤرًا لفكر متطرف في المستقبل، المفروض مد اليد للفلسطينيين ومساعدتهم كي يعيشوا حياة بالحد الأدنى كريمة.

فتح المنقسمة

وردًا على سؤال كيف تساهم حركة فتح المنقسمة في مخيم عين الحلوة في نمو نفوذ تنظيم داعش في المخيم؟ يجيب زهرمان إن أحدى المشاكل التي تشهدها المخيمات الفلسطينية تبقى الإنقسام وخصوصًا في حركة فتح، لكن يبقى رهاننا أن كل الفصائل الفلسطينية لديها الحرص على استقرار المخيمات وألا تكون عامل اهتزاز للمحيط اللبناني.

ولدى سؤاله من يعمل اليوم على تفجير العلاقات الفلسطينية اللبنانية؟ يؤكد زهرمان أن هناك أطرافًا لديها غاية أن يكون هناك مشكلة بين المجتمع الفلسطيني والمجتمع اللبناني.

مخيم نهر البارد

هل مصير مخيم عين الحلوة سيكون شبيهًا لمصير مخيم نهر البارد شمال لبنان؟ يجيب زهرمان أن الظروف مختلفة اليوم ومخيم عين الحلوة ممسوك بشكل أكبر مما كان عليه مخيم نهر البارد قبل مشكلة الفتح الإسلامي، حيث كانت هناك أياد خفية تسمح تدريجيًا بسيطرة هذا الفصيل على مخيم نهر البارد، وبمخيم عين الحلوة يبقى الوضع مختلفًا، والتمدد الذي يتم الحديث عنه من قبل تنظيم داعش في مخيم عين الحلوة لن يكون بالشكل الواسع الذي حصل في مخيم نهر البارد، ولكن مناعة لبنان أصبحت أخف من العام 2007، يومها كانت مناعتنا أكبر.

التعاطي بواقعية

بدوره يؤكد النائب قاسم هاشم في تصريح لـ "إيلاف" أنه علينا أن نتعاطى بواقعيّة مع الموضوع، أي موضوع تمدّد داعش بدءًا من مخيم عين الحلوة، ونقول الحرب بدأت بمواجهة داعش ولا بد أن تستمر، وعلينا أن نقول أن الكل معني لمواجهة هذا "الإرهاب" وعناوينه، إلى أن يتم القضاء عليه، لأنه يبقى هناك خطر وعلينا ألا نطمئن حتى اللحظة الأخيرة.

ويضيف :" لبنان في دائرة الإستهداف، وعلينا التوقع دائمًا بأن يستهدفنا "الإرهاب" وأن نكون حذرين.

ويقول هاشم إن للجيش اللبناني الدور الأساس في محاربة "الإرهاب" لأن الجيش يبقى الضمانة الوطنية الأساسيّة، ويجب الاحتضان الوطني للجيش اللبنانيّ وهذا ما يؤكد أن تضحيات الجيش وبطولاته هي التي تحمي الوطن، ويجب تعزيز قدراته.