بهية مارديني: قال أبو زهير الشامي القائد العام لغرفة عمليات دمشق وريفها لـ"إيلاف"، إن صراعات الفصائل المسلحة كلفت سوريا حوالى "700 شهيد في الغوطة"، وسط تكتم شديد من الفصائل على الأعداد الحقيقية، في حين تنطلق مظاهرات حاشدة في عدة بلدات في ريف دمشق غدًا الجمعة تنديدًا بصراع الفصائل.

وكانت قد أوقعت اشتباكات عنيفة مستمرة منذ مطلع الشهر الجاري دون توقف، رغم المبادرات والمناشدات، نتيجة صراع على النفوذ بين فصائل &جيش الاسلام وفيلق الرحمن في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، عشرات القتلى من المقاتلين كما سقط مدنيون، واستغل النظام السوري هذا الاقتتال ليحقق تقدمًا على الأرض.


وخرجت تظاهرات في بلدات عدة في الغوطة الشرقية في أوقات سابقة محاولة للضغط على الفصائل المتقاتلة لوقف المعارك.
&
&
واشار الشامي الى عدة تساؤلات، وتعجب&لدى سماعه "عن أية مبادرات لحل الأزمة الدائرة بين " أمراء الحرب أو قادة هذه الفصائل المسلحة، واﻹقتتال الذي لا تزال رحاه تدور بينهم للبحث عن النفوذ والسيطرة، قبل "إسقاط النظام السوري" في مناطق الغوطة الشرقية ".

واعتبر "أن السؤال الأهم حول هذه المهازل القائمة، ماذا لو تم اعتماد هذا النموذج مستقبلاً لحل أي نزاع داخلي بينهم، والعمل بأي من هذه المبادرات الهزلية للفصائل التي تعمل على اﻻراضي السورية؟ ".

وسخر قائلاً&إنه سوف نسمي" مستقبلاً، حقيبة وزارية جديدة من نوع آخر في سوريا "الحرة" ألا وهي وزارة فض المنازعات والخلافات والمبادرات للصلح".

&ورأى الشامي أنه "قد يكون &الراعي الدولي هو من يملك قرار وهب وتوزيع الوزارات والهيئات والمبادرات والمصالحات فيها، وعليه يتم تعيين وزير وحاكم ومحتكم لهذه المبادرات الهزلية لحل النزاعات القائمة وطرح المصالحات بين قادة هذه الفصائل برعاية دولية ويحصن ايضًا بها أمراء الحرب كأدوات دولية مهمة لبقاء الصراع مستمر".

&وعبّر عن مخاوفه أن يصل صراع الفصائل "إلى طاولات &المفاوضات&ونعيد مسلسلات جنيف وفيينا"، وقال ساخرًا "ممكن ان يصل التفاوض لجزر القمر والفلبين وموزنبيق ولكن بنكهات أخرى".

ولفت الى أن "السؤال الأهم حول هذه المهازل القائمة، ماذا لو تم قبولنا بأي من هذه المبادرات الهزلية او قبلنا منذ بدايتها على نهج الصلح وقتل من قتل بسبب صراعاتهم المستمرة؟".

وتساءل الشامي أيضًا "هل لهذا اﻹقتتال علاقة بتدمير النظام لمدينة حلب وخاصة أنه في ذات التوقيت"، واكد انه لو هناك "حاضنة شعبية لهؤلاء القادة، حسب اعتقادهم، لما ثار عليهم &شعب ".

وأورد مجموعة تساؤلات ايضا مشددًا "هل ستكون هذه المبادرات التي تدور رحاها اليوم لحل النزاع تحمل البلسم الشافي لرأب الصدع الحاصل، إيجابية أم عار على جبين كل من يدخلها، كونها ستكون البداية لتشكيل كانتونات مقسمة لتعظيم وتفخيم مراكز قوى أمراء الحرب والتي لن يكون ضحيتها إلا المدنيين؟".

ورأى ان الفشل الدولي ممثلا بستيفان ديمستورا الموفد الأممي "هو من أوعز بشكل لو بآخر الى من يدعم قادات الفصائل بهذه المهمة ليكفر الشعب بمسيرة الثورة،&ولتشكيل ميليشيات وفصائل صغيرة"، وطالب بعدم السكوت لأنه "ان سكتنا عليها ستمتد صراعات الفصائل الى كل المحافظات السورية".

مبادرات

وكان &المجلس الإسلامي السوري قد أطلق مبادرة لحلّ الخلاف. وتضمنت وقف القتال والتصعيد الإعلامي فوراً، وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل اندلاع القتال، وإلغاء الحواجز وحصار المقرات.

وطالب جميع الهيئات الشرعية والمدنية برفض الاقتتال. وأكد المجلس استعداده لتشكيل هيئة تتابع تنفيذ الخطوات المذكورة بالمبادرة، والإشراف على معالجة الآثار الناتجة عن القتال، والبحث في أسباب ما جرى، والإعلان عن الجهات التي تمتنع عن وأد الفتنة، بحسب ما ورد في بيان المجلس.

وكان الناطق باسم جيش الاسلام اسلام علوش حذّر فيلق الرحمن في تصريحات خاصة لـ"إيلاف" من عدم الالتزام بالمبادرات، وعلمت "إيلاف" ايضا ان اجتماعات جرت في عواصم عربية لاحتواء المشكلة دون الوصول الى نتائج.

إعلام النظام

وقالت وسائل اعلام النظام إن "الجیش السوري" وسع بالتعاون مع ما أسمته "رجال المقاومة نطاق سیطرته فی عمق الغوطة الشرقیة، محققًا" تقدمًا كبیرًا بشنه هجوم واسع على مواقع" ارهابیي جبهة النصرة وجیش الاسلام" في المحور الشرقي لبلدة دیر العصافیر، حیث سیطر على بلدة "حوش آل خطیب" و" بلدة نولة "و مزارعها بعد اشتباكات عنیفة أسفرت عن مقتل اعداد كبیرة من المسلحین وفرار من تبقى منهم".

وأوضح مصدر میداني: "أنه وبعد السیطرة على "حوش الخطیب" ستضیق القوات السوریة الخناق على الجماعات" الارهابیة" داخل "دیر العصافیر" التي باتت تحت مرمى نیران الجیش وخصوصًا من الجهة الجنوبیة الغربیة عبر مزارع بلدة "الركابیة"، والتي سیطر علیها الجیش مؤخرًا، في حین أصبح المخرج الوحید لانسحاب المسلحین من المنطقة هو "حوش جربو"، والذي یشهد معارك حالیًا بین الجیش والفصائل "الارهابیة"".

إلى ذلك لا تزال الاشتباكات مستمرة بین" الجیش والمجموعات المسلحة فی الاطراف الشمالیة الغربیة لـبلدة "زبدین"، والتي تعتبر ثاني أكبر معقل لهم بعد" دیر العصافیر"".

وبدأت الاشتباكات اثر هجمات عدة شنها فصيل فيلق الرحمن وفصائل معه، على مقرات جيش الاسلام، الفصيل الاكثر نفوذًا في الغوطة الشرقية.
&
واستهدفت الهجمات مقرات جيش الاسلام في القطاع الاوسط للغوطة، الذي يشمل مناطق عدة، بينها "سقبا" و"بيت سوى" و"جسرين" و"زملكا "و"مسرابا". واعتقل المهاجمون في وقت سابق "أكثر من 400 مقاتل من جيش الاسلام وصادروا أسلحتهم".
&
وتدور اشتباكات بين الطرفين كان من ضمن أشدها على مدى اليومين الماضيين، وتردد أنه استخدمت دبابات وأوقعت "عشرات القتلى من المقاتلين" وسط احباط شديد بين صفوف المعارضين والسوريين على شبكات التواصل الاجتماعي.

وفي بلدة" بيت سوى"، منعت الاشتباكات العنيفة المزارعين من حصاد محصولهم، كما اتلفت الكثير من المحاصيل الزراعية الشتوية، وفق ما جاء في بيان للمجلس المحلي للبلدة.