أطلق شيخ الأزهر استراتيجية جديدة لتطوير الخطاب الديني، تتضمن 15 محورًا، لنشر الإسلام الوسطي. وتعتمد على مخاطبة الجماهير مباشرة، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، أو من خلال المحطات الفضائية أو الصحف، واللقاءات المباشرة في النوادي والمقاهي.

إيلاف من القاهرة: أطلق شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، استراتيجية جديدة لتطوير الخطاب الديني، سواء أكان ذلك داخل مصر أو خارجها، وتزامنت مبادرة الأزهر الجديدة مع مرور عامين على دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي ﻠـ"تجديد الخطاب الديني"، وهي المهمة التي أوكلها الرئيس المصري لرجال الأزهر والأوقاف، ودعا السيسي خلال كلمته في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف قبل عامين، إلى ضرورة تدشين عملية تطوير فكري تنبذ الآراء والاجتهادات التي وصفها بـ"المتطرفة"والبعيدة عن جوهر الدين.

وحصلت "إيلاف" على نص الإستراتيجية الجديدة، وتحمل عنوان "الإصلاح والتجديد"، وتقوم على 15 محورًا، وتسعى للوصول إلى الجماهير في مصر ومختلف أنحاء العالم مباشرة، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والمحطات الفضائية والصحف الورقية، والقوافل الدعوية.

انطلاقة قوية

&وجاءت المبادرة أو الخطة على النحو الآتي، أولًا: انطلاقة قوية على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي تستهدف الملايين حول العالم؛ لمكافحة الفكر المتطرف.&

ثانيًا: إطلاق عدة برامج تلفزيونية دينية واجتماعية للمرة الاولى&خلال شهر رمضان المقبل لشباب دعاة الأزهر الشريف، يُقدِّمون فيها محتوى اجتماعيًّا ودينيًّا، وبأسلوب جديد يأنس إليه الشباب، ولغة بعيدة عن التقعر والتعقيد، كما سيُشارك أساتذة وعلماء الأزهر في أكثر من برنامج في محطات تلفزيونية وإذاعية مختلفة حول العالم.

&ثالثًا: بث عشرات المقاطع الدعويَّة عبر شبكة الإنترنت لمجموعةٍ من شباب علماء الأزهر الشريف، تتناول قضايا دينية وفكرية وشبابية وحياتية، مع توضيح حكم الشرع فيها، وفْق المنهج الأزهري الوسطي، بما يُسهم في تحصين الشباب ضد دعاوى التطرف والإرهاب.

&رابعًا: تطوير آليَّة العمل بالمركز الإعلامي بالأزهر ليُواكب المتغيِّرات والعمل على مدار الساعة، وتحقيق التواصل مع المؤسسات الإعلامية داخليًّا وخارجيًّا، من خلال ضَمِّ عناصر جديدة وتدشين مركز إعلامي عالمي مُجهَّز بكافة الإمكانات التقنية والتكنولوجية الحديثة.

&خامسًا: إطلاق مركز الأزهر للرصد والفتوى الإلكترونية (أون لاين) بلغات عدة، يتولاها علماء متخصصون بالأزهر الشريف؛ للإسهام في القضاء على فوضى الفتاوى، وتصدُّر المجترئين على فتاوى القتل والتكفير والتفجير واستباحة الدماء المعصومة.

&سادسًا: انطلاقة جديدة لبوابة الأزهر الإلكترونية لتُواكب أحدث التطوُّرات التكنولوجية وبتصميمات جاذبة من شأنها تسهيل عملية تصفُّح مواقع الأزهر المختلفة.

خطة للتواصل

&سابعًا: تطوير صحيفة صوت الأزهر من حيث الشكل والمضمون؛ لتكون صحيفةً لكل المصريين تهتمُّ بالشأن الإسلامي المحلي والعالمي، وتُواجه الفكر المتطرِّف، على أن يتمَّ توزيعها عبر السفارات ومكاتب الرابطة العالميَّة لخرِّيجي الأزهر في كافَّة دول العالم.&

ثامنًا: إطلاق قناة الأزهر الشريف خلال العام الجاري لتكون صوت الأزهر الوسطي إلى العالم، ودعمها بمجموعةٍ من شباب علماء الأزهر لنشر الوسطية والسلام ومواجهة الفكر المتطرِّف.

&تاسعًا: إصدار كتب مُتخصِّصة في تصحيح المفاهيم المغلوطة، والرد على الفكر المنحرف، مع نشر عيون التراث الأزهري في القديم والحديث.

عاشرًا: وضع خطة محددة للتواصل مع كافَّة فئات المجتمع من خلال عقد لقاءات مُكثَّفة في الحدائق والمقاهي ومراكز الشباب، تستهدف الشباب بمخاطر الفكر المتطرف، وتضع حلولًا لمشكلاتهم وتفند الشبهات المثارة في أذهانهم، وفقًا لمنهج الأزهر القويم .

&الحادي عشر: إتاحة الفرصة لشباب الدعاة بالمشاركة في تطوير الخطاب الديني، ومنحهم الثقة في مواجهة خطاب التطرُّف والإرهاب، والاستعانة بأكثر من (500) قيادة شابة بمختلف قطاعات الأزهر.

&الثاني عشر: استمرار تطوير وتنقيح المناهج الأزهرية لتُواكب تطورات العصر، وتعكس القيم الحقيقية السمحة للإسلام.&

الثالث عشر: تطوير مدارس الأزهر الإسلاميَّة، ودمجها جميعًا في معهد واحد مركزي في القاهرة، يدرس فيه الطالب دراسة داخلية، بحيث يتلقَّى الطالب فيه العلوم الشرعية الرصينة، وفق المنهج الأزهري المطوَّر، كذلك معهد البعوث الجديد المزمع إنشاؤه لاستقبال الطلاب الوافدين من شتى بقاع الأرض ؛ لتكوين جيلٍ جديد من كتائب الدُّعاة قادر على حمل لواء الوسطيَّة الذي يَتَّسِمُ به الأزهر الشريف على مرِّ الأزمان.&

الرابع عشر: تطوير منظمة الرابطة العالميَّة لخرِّيجي الأزهر من خلال دعم التواصل مع مكاتبها الموجودة حاليًّا، وافتتاح مكاتب خارجية جديدة لتحقيق التواصل مع خرِّيجي الأزهر الشريف في كافَّة رُبوع العالم، ونشر الفكر القويم من خلالهم أولًا بأوَّل.&

الخامس عشر: دراسة عقد مؤتمر عالمي للسلام بنهاية العام الجاري بمشاركة الفاتيكان ومجلس حكماء المسلمين.

جهود ناجحة

&وقال وكيل الأزهر الشريف، الدكتور عباس شومان، إن استراتيجية الأزهر الشريف لـ"الإصلاحِ والتَّجدِيد"، تعد استمرارًا لجهود الأزهر الناجحة التي بدأت منذ عامين نحو تطوير الخطاب الديني ونشر الإسلام الوسطي المعتدل، مشيرًا إلى أن &محاور الاستراتيجية الجديدة متعددة، وسوف يشارك فيها جميع علماء الأزهر، وتم البدء&بتنفيذ الاستراتيجية الجديدة مع بداية شهر رمضان .

وقال وكيل الأزهر ﻠـ"إيلاف"، إن ما عرضه الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في استراتيجية الإصلاح والتجديد جزء وليس كل المحاور، لافتاً إلى أن هناك عدة محاور يعمل عليها الأزهر لتصحيح صورة الإسلام في العالم الغربي.

وأفاد بأن جولة الإمام الأكبر الأخيرة في أوروبا كشفت أن العالم الآن لم &يعد يعتمد على طرق الحوار التقليدية في تجديد الخطابات الدينية وتصحيح المفاهيم، فهناك الكثير من الشعوب تحتاج الى وسائل جديدة من أجل الوصول إليهم؛ مشيراً إلى أنه كان لزامًا على الأزهر العمل على تطوير وسائل التواصل مع الآخر؛ لتصحيح صورة الإسلام ومواجهة الأفكار المتطرفة التي تبثها التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش".

فشل

بينما يرى الدكتور محمد الحسيني، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن ما يقال عن تجديد الخطاب &مجرد &"شو إعلامي"، لا وجود له على أرض الواقع، بدليل تكرار الحوادث الطائفية ما بين الحين والآخر، ومنها ما حدث مؤخراً في محافظة المنيا، تعرية السيدة المسنة القبطية على يد مسلمين".

وأضاف ﻠـ"إيلاف"، أن الخطاب الديني لم يتغيّر حتى الآن، فالمؤتمرات الصحفية والدعوة لمبادرات جديدة غير كفيلة بالتغيير، فالإمام على المنبر لم يصل إليه أحد، كما أنه يعاني العديد من المشكلات، من شأنها التأثير على لغة خطابه الديني، ونفس الشيء بالنسبة لفكر المواطنين، فلم يحدث تغيير في لغة خطابهم الديني في ظل تواجد سلفي قوي داخل الشارع أدى إلى نشر بعض الأفكار المتطرفة عن الدين الإسلامي، وخاصة ما يتعلق بحقوق أصحاب الديانات الأخرى .

ولفت إلى أن العامين الماضيين شهدا صراعًا بين المؤسسات الدينية الثلاث متمثلة في الأزهر، والأوقاف، ودار الإفتاء؛ لنيل رضا الرئيس عبد الفتاح السيسي حول تجديد&الخطاب الديني، فسعى كل طرف في إهدار ملايين الجنيهات على إقامة مؤتمرات وندوات دون وجود نتائج فعلية نحو تجديد الخطاب الديني.

وتوقع فشل استراتيجية الأزهر الجديدة في تحقيق تقدم ملموس في ملف تجديد الخطاب الديني بالداخل والخارج، في ظل بحث قيادات الأزهر على الشو الإعلامي فقط دون النزول للناس في الشوارع.