رأت الولايات المتحدة الثلاثاء أن تعهد الرئيس السوري بشار الأسد باستعادة "كل شبر" من سوريا ليس أمراً مشجعاً، داعية روسيا وإيران إلى الضغط على حليفهما لإحترام وقف إطلاق النار.

وأعلن الرئيس السوري في خطاب ألقاه الثلاثاء، أمام مجلس الشعب الجديد، للمرة الاولى منذ انتخابه، رفض دمشق لأي حلول خارج ورقة المبادئ التي طرحتها في مفاوضات جنيف غير المباشرة مع المعارضة، ما أثار شكوكًا حيال التزامه بعملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة.

وقال الأسد: "لا خيار أمامنا سوى الانتصار"، قبل أن يعلو التصفيق في البرلمان الذي انتخب في ظل حرب أهلية تعصف بالبلاد، واعتبرته واشنطن ودول عدة مناهضة للنظام السوري فاقدًا للشرعية.

وفي هذا السياق، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر أن الخطاب لم يكن مفاجئًا، ووصفه بأنه "حصيلة ما قام به الأسد"، مضيفًا أن واشنطن ستدعو روسيا، التي تشاركها رئاسة المجموعة الدولية لدعم سوريا، إلى كبح حليفها.

وقال تونر: "ما زلنا نعتقد أن روسيا وإيران قادرتان على الأقل على توجيه نداء إلى أولئك الموجودين في النظام&ليمنعوه من السماح بالسقوط التام لإتفاق وقف الأعمال القتالية".

وتابع "أكرر، أن ليس هناك ما يثير الدهشة في ما قاله اليوم، ولكن كما تعلمون، لم يكن مشجعاً".

من جهته، قال المتحدث باسم الرئيس الأميركي جوش إرنست، إن تمسك الأسد بالسلطة "يفاقم الفوضى والاضطراب"، معتبرًا أن لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القدرة على تغيير حساباته.

وأضاف أن "الرئيس بوتين التزم باستخدام نفوذه لدفع نظام الأسد إلى الالتزام باتفاق وقف الأعمال القتالية".

وجرت منذ يناير ثلاث جولات غير مباشرة من مفاوضات السلام بين الحكومة والمعارضة السوريتين في جنيف برعاية الامم المتحدة، الا أنها لم تحقق أي تقدم. ولم يتم تحديد موعد لجولة جديدة في ظل التباعد الكبير في وجهات النظر.

وتطالب المعارضة بتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات مشترطة رحيل الاسد مع بدء المرحلة الانتقالية، في حين تصر دمشق على ان مستقبل الاسد ليس موضع نقاش في جنيف مقترحة تشكيل حكومة وحدة تضم ممثلين للمعارضة "الوطنية" والسلطة الحالية.