سكيستو: يشكل شهر رمضان هذه السنة تحديا للمهاجرين الذين يعيشون في ظروف صعبة داخل مخيم سكيستو في اليونان، في حين تؤكد السلطات انها تبذل ما في وسعها لتأمين ظروف افضل للصائمين.

وتقول شهناز السادات البالغة 22 عاما وتنتظر ولادة توأميها في غضون بضعة اشهر "البطاطس هي العشاء الذي يقدم الينا كل ليلة، لكن لا يمكننا تناولها".

وتضيف لوكالة فرانس برس في مخيم سكيستو الذي يديره الجيش قرب اثينا "كيف يمكننا صوم رمضان مع هذا الطعام؟ الاكل ليس جيدا، خصوصا للنساء والاطفال والحوامل والجميع".

وللحصول على مياه الشرب، يضطر سكان المخيم للانتظار في طابور امام حنفية الحمام في المخيم الذي كان قاعدة عسكرية مهجورة في المنطقة الصناعية في أثينا.

اما الان فيؤوي المخيم 1700 شخص من كل الأعمار، غالبيتهم العظمى من افغانستان. وقالت السلطات ان نحو 700 من سكان المخيم ابدوا رغبتهم في الصوم. 

ولا تتوافر ارقام محددة عن سكان المخيمات الأخرى التي تؤوي اكثر من 45 الف شخص علقوا في اليونان عندما بدأت دول البلقان اغلاق حدودها أمام المهاجرين في شباط/فبراير.

ويؤكد مسؤولون يونانيون ان الصائمين يحصلون على وجبتي الافطار والسحور لتناولهما متى شاؤوا.

ويقول مصدر حكومي يوناني "هناك جهد منسق للتعامل مع وضع يتسع نظاقه بشكل غير مسبوق في اليونان". 

وتشمل اللائحة الرسمية للطعام المقدم لسكان المخيم والتي حصلت عليها فرانس برس، الفاصولياء والمعكرونة والارز والدجاج والحمص والبازلاء والبيض والبطاطس المسلوقة والفواكه.

ويضيف المسؤول الحكومي "درسنا (اللائحة) مع المهاجرين ومع خبراء دينيين من وزارة التعليم". 

ويردف "لقد تم ارسال تعليمات واضحة الى المشرفين على المخيم بشأن هذا الموضوع... نحن نقدم اطعمة ذات قيمة غذائية عالية يمكن ايضا حفظها خارج الثلاجة". 

ويقول المشرف المدني على مخيم سكيستو، بانايوتيس كركاتسانيس ان "الامور تسير بشكل أبطأ" خلال النهار، اذ ان العديد من الصائمين يحاولون الحفاظ على طاقتهم الى حين حلول موعد الافطار. 

لكن في شمس الصيف الحارة تصبح الخيم ساخنة جدا ما يجعل البقاء بداخلها امرا صعبا، بحسب شاهناز.

السيطرة على النفس

ويقول احمد تميم، طالب الاقتصاد من كابول والبالغ 22 عاما "علينا ان نسيطر على انفسنا. لكن ذلك اصعب بقليل هنا"، وهو ما يعكس انزعاجه بعد قضاء اربعة اشهر داخل المخيم. 

ومخيم سكيستو مرفق مفتوح يتيح للمهاجرين الدخول والخروج متى شاؤوا، لكنه يقع على بعد عدة كيلومترات من اقرب سوق.

وفي حين يركب بعض سكان المخيم حافلات المدينة المتجهة الى بيريوس، تفضل الغالبية الاعتماد على مواد غذائية يؤمنها متعاقد مع الجيش، وتختلف الاراء بشأن جودتها.

ويضيف احمد "الغذاء جيد، لكنه يعتمد على الشخص ومدى تطلبه. وهو لا يشبع". 

ويقول محمد مهدي اسحق، وهو خريج ادارة اعمال يعمل مترجما في عيادة المخيم "(...) في أفغانستان كنت مع عائلتي. كانت أمي تعد كل شيء، وهنا اشعر بان الوضع اكثر صعوبة لأنني يجب ان احضر لنفسي الطعام في المساء وعلى السحور. انه امر صعب للغاية".

غير ان الظروف تعتبر اكثر صعوبة بالنسبة الى المهاجرين على الطرقات والذين تجمعوا في مخيمات غير رسمية بالقرب من الحدود مع مقدونيا، أملا في العبور بمساعدة المهربين.

في بوليكاسترو في شمال اليونان، انشئ مخيم حول محطة وقود على الطريق السريع، على بعد حوالى 20 كيلومترا من الحدود.

ويفاجأ المتطوعون الذين يحضرون الافطار عندما يخرج بعض المهاجرين من خيامهم حاملين لهم هدايا صغيرة.

ويقول رجل يوناني يساعد في تنظيف المخيم "اعطوني الكرواسان وعصير الفاكهة. انا لا افهم لماذا يفعلون ذلك". 

ويوضح اياز، السوري البالغ 31 عاما، ان رمضان "شهر الحسنات والكرم. لهذا السبب يساعدون من يعتقدون انه في امس الحاجة، رغم الصعوبات التي يواجهونها (...)".