حل شهر رمضان الاثنين بالنسبة الى المسلمين في انحاء عدة من العالم من السعودية ومعظم الدول العربية الى اندونيسيا وغيرها من الدول الافريقية والآسيوية، ويصادف هذه السنة ايضا مع ظروف صعبة في دول تشهد نزاعات مثل سوريا والعراق.


جدة: في الاردن، كانت بداية شهر رمضان دامية مع مقتل خمسة من عناصر المخابرات في "هجوم ارهابي" استهدف مكتبهم في مخيم البقعة شمال العاصمة عمان.&

والشهر الذي هو عادة عنوان للبركة ولم شمل العائلات على موائد الافطار الغنية، يبدأ بشعور بالاحباط لدى شرائح واسعة من السوريين المحاصرين في مناطق عدة بسبب المعارك.

في مدينة مضايا المحاصرة من قوات النظام السوري في ريف دمشق والتي تعاني نقصا فادحا في المواد الغذائية والادوية تسبب خلال الاشهر الماضية بوفيات عدة قبل ان تدخل كميات محدودة من المساعدات، تقول مؤمنة (32 عاما) انها تنوي تحضير طبق المسبحة والقليل من الفاصولياء لافطار اليوم الاول من رمضان لها ولزوجها بعدما نزح ابناؤها عن المدينة المنكوبة.

وتقول لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي "اشعر بالاسف لتمضية رمضان من دون اهلي وابنائي. كنا نجتمع في الماضي على مائدة الافطار معا. اما اليوم فانا وحيدة مع زوجي والكل مشتت".

وتضيف "نعتمد في طعامنا على المعونات التي تقدمها لنا الامم المتحدة. كنا ننتظر ان تصلنا مساعدات مطلع هذا الشهر لكنها تعطلت لأسباب نجهلها".

وتوضح ان المرة الاخيرة التي تلقت فيها مساعدات كانت في الرابع من ايار/مايو واقتصرت محتوياتها "على البقول وخمس علب من التونة لكل شخص، لكننا استهلكناها منذ ذلك الحين".

واشارت الى افتقار السوق للمواد الغذائية، وان وجدت فثمنها باهظ ولا تتمكن من شرائها.

في الاحياء الشرقية من مدينة حلب في وسط سوريا، تزداد معاناة المدنيين خصوصا بعدما باتت طريق الكاستيلو، المنفذ الوحيد لهذه الاحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة بحكم المقطوعة بسبب استهداف حركة المارة والباصات عليها من قوات النظام السوري بغارات جوية.

ويقول احمد اسود (35 عاما)، وهو من سكان حي الصالحين في شرق المدينة، "لم تعد توجد بهجة لأي شيء هنا. هذا هو شهر رمضان الخامس الذي اعيشه في ظل الحرب".

ويضيف احمد وهو عامل واب لثلاثة اطفال "معظم اقربائي اصبحوا نازحين خارج حلب، ولم يعد بامكاننا ان نجتمع في هذا الشهر الفضيل".

ويشير الى "الارتفاع الحاد في اسعار المواد الغذائية في الاسواق"، خصوصا بعدما باتت الاحياء الشرقية شبه محاصرة.

ويضيف "اتمنى "الا يكون رمضان هذا العام كما كان العام الفائت"، مستعيدا "كيف تعرضت المدينة مرارا للقصف في اوقات الافطار والسحور" العام الماضي.

في الفلوجة في غرب العراق، لا يزال حوالى خمسين الف شخص محاصرين ويستخدمون كدروع بشرية من تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على المدينة، في ظل عملية عسكرية تقوم بها القوات الحكومية العراقية مدعومة من ميليشيات "الحشد الشعبي" الشيعية.

ووعد بعض القادة العسكريين بانتهاء عملية استعادة المدينة قبل رمضان، لكن التقدم كان بطيئا.

والمدينة محاصرة منذ اشهر والعائلات التي بقيت فيها هي التي لم تتمكن من الرحيل.&

وقال ابو محمد الدليمي، وهو اب لستة اولاد في اتصال من داخل الفلوجة مع وكالة فرانس برس "يجب ان نستيقظ عند الساعة الخامسة فجرا ونقف في صف طويل لدفع خمسة الاف دينار (4,50 دولارات) مقابل كيلوغرام واحد من البندورة"، في اشارة الى الصعوبات الجمة التي يواجهها في تأمين الطعام لعائلته.

وتعاني المدينة العراقية انقطاعا في المياه العذبة منذ اشهر طويلة. ويقول السكان ان جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية يستحوذون على غالبية المواد الغذائية لانفسهم.

ودعا المرجع الديني الاعلى علي السيستاني الاثنين المتطوعين وعناصر القوات الامنية الى صيام شهر رمضان في مناطق القتال، لكنه أجاز لمقلديه الافطار في حال كان الصيام يعطل قيامهم بالواجب والصيام في وقت آخر.

وقال السيستاني ردا على سؤال قدمه له "جمع من المجاهدين" وتلقت "فرانس برس" نسخة منه، "من وجد من نفسه ان استمراره في الامساك عن الاكل والشرب يضعفه عن اداء واجبه بالشكل اللازم يجوز له ان ياكل ويشرب، مقتصرا في ذلك على المقدار اللازم على الاحوط"، مضيفا "وعليه القضاء لاحقا".

سنة وشيعة

بدأ السنة في العراق صومهم اليوم، بينما أجمعت المرجعيات الدينية الشيعية على ان شهر رمضان يبدأ غدا.

وكذلك الامر في لبنان حيث اعلن السنة واتباع العلامة الشيعي الراحل محمد حسين فضل الله بدء شهر الصوم، بينما اعلن المجلس الشيعي الاعلى (المرجع الرسمي للطائفة الشيعية) ان بداية شهر رمضان هي الثلاثاء.

واعلنت معظم الدول السنية باستثناء المغرب بدء رمضان الاثنين، فيما سيكون الثلاثاء اول ايام شهر رمضان عند الشيعة.

في تونس حيث لا يحظر اي قانون تناول الطعام او الماء في العلن خلال رمضان، دعا "الائتلاف المدني من أجل الحريات الفردية" الذي يضم جمعيات حقوقية الى "ضمان الحريات خلال شهر رمضان" عبر عدم اغلاق المطاعم او المقاهي.

في دول الخليج، تتسابق المطاعم والفنادق على تقديم افضل العروضات واشهى الوجبات خلال رمضان.

في الرياض حيث تكون حركة السير كثيفة عادة صباحا، خلت الشوارع وبدا الاثنين كانه يوم العطلة الجمعة. وستبقى المطاعم والمقاهي مغلقة حتى المساء، موعد الافطار.

في اندونيسيا، قام المسلمون خلال الايام التي سبقت بدء رمضان بزيارات الى مدافن موتاهم، وبالسباحة في انهر نثرت فيها الورود.

الصين تفرض قيودا على الصوم في شينجيانغ

منع مسؤولون صينيون موظفي القطاع العام والطلبة والقاصرين في منطقة شينجيانغ المسلمة من الصوم في شهر رمضان كما افادت مواقع الكترونية حكومية في اول ايام رمضان الاثنين.

والحزب الشيوعي الحاكم في الصين ملحد رسميا ولسنوات منع موظفي الحكومة والقاصرين من الصوم في شينجيانغ التي تضم اكثر من عشرة ملايين شخص من اقلية الاويغور المسلمة.

كما امر بعض المطاعم بابقاء ابوابها مفتوحة.

وشهدت هذه المنطقة مواجهات منتظمة بين الاويغور وقوات الامن في السابق. كما نسبت بكين مسؤولية هجمات دامية وقعت في اماكن مختلفة في الصين لناشطين من اقلية الاويغور يناضلون من اجل استقلال هذه المنطقة الغنية بالموارد.

وتعزو مجموعات حقوقية التوتر الى القيود الدينية والثقافية التي تفرض على الاويغور واقليات مسلمة اخرى في هذه المنطقة الشاسعة الواقعة على حدود آسيا الوسطى.

ونشرت عدة دوائر حكومية محلية تعميمات الاسبوع الماضي على مواقعها الالكترونية تمنع الصوم خلال رمضان.

وجاء في بلاغ نشر الخميس الماضي على الموقع الرسمي لمدينة كورلا في وسط شينجيانغ ان "أعضاء الحزب والمسؤولين وموظفي القطاع العام والطلبة والقاصرين يجب الا يصوموا خلال رمضان والا يشاركوا في مناسبات دينية".

واضافت "خلال شهر رمضان يجب الا تغلق مؤسسات الطعام والشرب ابوابها".

وقال مسؤول من الاويغور في مدينة تيكيكي يدعى احمد جان توحتي امام تجمع الاثنين الماضي ان المسؤولين يجب ان "يمنعوا اعضاء الحزب وموظفي المؤسسات الرسمية والطلبة والقاصرين من دخول مساجد لأداء الصلوات" خلال رمضان بحسب تقرير اخر نشر على الموقع الالكتروني.

كما نشر موقع الكتروني يديره مكتب الثقافة في منطقة شويموغو في العاصمة الاقليمية اورومتشي تعميما الاثنين الماضي يدعو الى "منع الطلبة والمعلمين من كل المدارس من دخول المساجد" خلال رمضان.

وفي مدينة التاي شمالا، وافق مسؤولون على "تكثيف التواصل مع الاهالي لمنع الصوم خلال رمضان" بحسب ما نشر الجمعة على موقع رسمي صيني.

وندد ديلات راجيت الناطق باسم المؤتمر العالمي للاويغور في المانيا الاثنين بالقيود المفروضة على المسلمين قائلا "الصين تعتقد ان الدين الاسلامي للاويغور يهدد حكم قيادة بكين".

وتراقب الصين عن كثب المجموعات الدينية رغم تأكيدها عدة مرات بان مواطنيها يحظون بحرية المعتقد.

ووجه المسؤول الشيوعي الكبير في شينجيانغ جانغ شونتشيان تمنياته للمسلمين في المنطقة بشهر "فضيل" كما اوردت وكالة انباء الصين الجديدة الرسمية.