تفرد مراكز البحوث النافذة في الولايات المتحدة كما الصحافة، حيزا واسعا لزيارة ولي ولي العهد السعودي إلى أميركا. وتقول تقارير إنّ هذه الزيارة التاريخية ستكون حاسمة في مصير العلاقات الثنائية السعودية - الأميركية.


إيلاف من تونس: بدأ ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مباحثات في واشنطن مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وإلى جانب العلاقات السعودية الأميركية، تستأثر أزمات المنطقة خصوصاً اليمن، وسوريا، والعراق، وليبيا، بالاضافة الى التدخلات والتهديدات الإيرانية باهتمام المحادثات التي يجريها الأمير محمد بن سلمان حاليا مع كيري، ولاحقا مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، ووزير الدفاع أشتون كارتر.

وصل الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة في زيارة من المرجح أن تشمل نيويورك والساحل الغربي وكذلك واشنطن. وستكون المحادثات التي من المتوقع أن يجريها مع إدارة الرئيس أوباما والكونغرس الأميركي عنصراً حاسماً في العلاقات الثنائية.

وتزامنا مع هذه الزيارة، نشر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى تقدير موقف تحت عنوان "الزيارة التاريخية للزعيم السعودي الشاب إلى الولايات المتحدة".

ويقول معدّ التقرير وهو سايمون هندرسون، زميل "بيكر" ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن، إنه وعلى الرغم من أن ولي ولي العهد البالغ من العمر ثلاثين عاماً يشغل مناصب رسمية مختلفة (النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع، ورئيس "مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية")، إلا أن استحقاقه الأكثر أهمية هو أنه يمثل مستقبل المملكة العربية السعودية - ولا سيما أنه أطلق مؤخراً "برنامج التحول الوطني 2020" كجزء من مبادرة «رؤية عام 2030»، بهدف توجيه اقتصاد المملكة بعيداً عن الاعتماد المفرط على احتياطيات النفط.

وهذه هي الزيارة الثالثة التي يقوم بها الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن خلال مدة تزيد قليلاً عن عام واحد. ففي مايو 2015، رافق ابن عمه الأكبر سناً، ولي العهد الأمير محمد بن نايف، للمشاركة في قمة زعماء دول الخليج في كامب ديفيد، عندما حاول الرئيس أوباما تهدئة المخاوف بشأن الاتفاق النووي مع ايران. وفي سبتمبر، عاد إلى واشنطن مع والده الذي سمح له بإدارة غالبية المحادثات في الاجتماع الذي عُقد مع الرئيس الأميركي في المكتب البيضاوي، بحسب معهد واشنطن.

يقول التقرير إنّ الرحلة الفردية التي يقوم بها الأمير بن سلمان هذا الأسبوع "سوف تباركه في الواقع كشخصية رئيسة في الاتصال بين الرياض وواشنطن".

ويكشف التقرير عن اجتماعات مهمة سيعقدها الأمير الشاب في واشنطن، ويقول: "سيعقد اجتماعات في البيت الأبيض والكونغرس - من بينها مع مسؤولين ولجان تشرف على قضايا الأمن الداخلي والاستخبارات، والتي عادة ما تُعتبر جزءاً من دائرة نفوذ الأمير محمد بن نايف.

وعلى الرغم من التقارير الأولية التي تصوّر الزيارة الحالية للأمير الأصغر سناً على أنها محاولة لعرض رؤيته إلى الشركات والبنوك الاستثمارية في الولايات المتحدة، عن مبادرة «السعودية 2030»، إلا أن الجزء الأول من الرحلة سيركز على ما يبدو على توفير الدعم السياسي.

وسوف تمنح زيارة الأمير محمد بن سلمان فرصة للسياسيين والمسؤولين الأميركيين لتقييم الأمير شخصياً. وعلى الرغم من صغر سنه وعدم خبرته النسبية، إلا أنه يتمتع بسمعة طيبة كمسؤول يعمل بجد ويمتلك شخصية قوية، بحسب المركز البحثي.

يشار إلى أنّ بيانا للديوان الملكي السعودي قال في وقت متأخر يوم الأحد: "غادر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان... إلى الولايات المتحدة الأميركية في زيارة رسمية يلتقي خلالها عددا من المسؤولين لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ومناقشة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك."

وساد الفتور العلاقات الأميركية السعودية أثناء حكم أوباما، وانتقدت السعودية -أحد أهم داعمي المعارضة السورية التي تقاتل للإطاحة بحكم الرئيس بشار الأسد- ما تعتبره تباطؤا من جانب واشنطن تجاه جهود إنهاء الصراع.

كما حثت أوباما على اتخاذ موقف أكثر صرامة مما تصفه الرياض بالتدخل الإيراني في شؤون دول عربية. وتنفي إيران ذلك.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الوفد المرافق للأمير محمد بن سلمان خلال الزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام يضم عددا من كبار المسؤولين بينهم وزير المالية إبراهيم العساف ووزير التجارة والاستثمار ماجد القصبي.
&