إيلاف من نيويورك: اعرب المعارض السوري&عبد المجيد بركات&عن اعتقاده في حديث لـ"إيلاف" عن "أن الحادثة ليست مقصودة، ولكن هناك حالات مشابهة تكررت في الفترة الأخيرة، وأصبحت تشكل عبئًا سياسيًا وإنسانيًا علی كاهل الحكومة التركية. ولذلك لا بد من توضيحات من قبل الساسة الأتراك".

الخلافات بين المؤسستين
وعن إمكانية وجود خلافات بين الحكومة التركية والمؤسسة العسكرية والأمنية، أشار بركات&"إلى أن الخلافات بين المؤسسة العسكرية والحكومة التركية ليست جديدة، وتعود إلى عقود مضت.

لكن الخلاف زاد في الآونة الأخيرة، خاصة بعد التهديد الكردي علی الحدود الجنوبية، وبداية تشكل ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية، فالمؤسسة العسكرية والأمنية التركية كانت ترغب منذ بداية الأحداث في الجنوب في أن تحسم الأمر بفعل عسكري يضمن العمق الاستراتيجي لتركيا من دون النظر إلى البعد الإنساني أو السياسي لعمل كهذا، بخلاف الحكومة وحزب العدالة، الذي ماطل وتلكأ كثيرًا في اتخاذ أي موقف لكونه لا يريد أن يخسر نتائج العمل الطويل في المصالحة مع الأكراد وحل الملف الكردي".

خطوط حمراء
أضاف: "في النهاية لا يمكن لأي طرف تجاوز الآخر، سواء المؤسسة العسكرية أو الحكومة، فتركيا قد رسخت مفهوم الدولة المؤسساتية. وأزمة السياسة التركية تكمن في تحقيق توازن بين الملف الإنساني والمصلحة العليا للدولة وبين سياسات أردوغان العابرة للحدود".

الأتراك والأكراد
هل يعد الأتراك لصفقة مع الاكراد؟، سؤال يجيب عنه السياسي المعارض المقيم في تركيا، بالقول: "لا بد من الإشارة أولًا إلى أن تنظيمات كالبي كي كي تعتبر مشابهة لتنظيم الدولة والقاعدة، فهي تتمدد في الأماكن الأكثر فوضی، لأنها تؤمّن لها بيئة مناسبة للعمل. وإن كان هناك تصور لدی البعض بأن نزول الأكراد من تركيا لسوريا بصفقة مع الحكومة التركية فهو غير عالم بسلوكيات هذه التنظيمات".&

وتابع بركات بالقول&"أعتقد أن الحكومة التركية ستستمر في مشروع المصالحة مع الأكراد بغضّ النظر عن تصرف تنظيم الـpkk". وعن إمكانية خروج أوجلان بصفقة مشروطة، قال: "المهتم بالشأن الكردي يعلم بأن أوجلان معارض تمامًا لتصرفات تنظيم pkk ولا يرغب في تشتيت قوته، وهذا واضح في رسائله التي يكتبها من داخل مقر إقامته الجبرية. وأعتقد بأن توغل الأكراد حاليًا يأتي ضمن تفاهمات إقليمية ودولية عابرة لتركيا، هذه التفاهمات تضع المكون الكردي في موقف وأزمة مستقبلية، لا يدركها المتحمسون لهم".

العلاقة مع الأطلسي
وعن العلاقة بين تركيا والدول الموجودة داخل الحلف الأطلسي وأميركا الداعمة للأكراد، رأى بركات أن "وجود تركيا في حلف شمال الأطلسي لا يعني أنها موافقة على سياسات الدول داخل الحلف، خاصة في الملف السوري. فالملف السوري أصبح ملفًا مركبًا، ولا يحتوي علی خط واحد للحل فقط، إنما تتشابك خيوط الحل كما تتشابك مصالح الدول.

أضاف: الملف الكردي جزء من الملف السوري، وقد يكون سببًا لخلاف سياسي بين الدول المتحالفة أو الفاعلة في الملف السوري. وعدم وجود حلول في الأفق واستمرار المعاناة يعكسان هذا الخلاف الكبير في المصالح بين تلك الدول، فضلًا عن أن الأزمة السورية - إن صح التعبير - مازالت جاذبة لمشاريع وطموحات وتدخلات دول عديدة، ولا يعدو الملف الكردي سوی أداة تنفيذ لتلك الصراعات، وبالتالي ليس من مصلحة تركيا حاليًا الصدام المباشر مع أي جهة، رغم وجود مبررات عديدة لحسم كثير من الأمور".
&