تفاوتت الطريقة التي تعاطت من خلالها الصحف الأوروبية مع القرار التاريخي الذي اتخذته بريطانيا بالخروج من الاتحاد الأوروبي، فمنها من تعامل مع الأمر بدعابة وسخرية، فيما مال بعضها الآخر إلى التوجس وطرح التساؤلات.

بروكسل: نشرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية اليسارية على صدر صفحتها الأولى تلك الصورة الشهيرة لبوريس جونسون وهو يلوّح بأعلام المملكة المتحدة أثناء تدليه في الهواء عبر أحد الأسلاك خلال مشاركته بالفعاليات الخاصة بأولمبياد لندن عام 2012.

وبلغة إنكليزية لافتة، كتبت الصحيفة أسفل الصورة عبارة "Good Luck" أو "حظ سعيد"، وأوضحت أن لدى المملكة المتحدة الكثير من التساؤلات التي يجب أن تجيب عليها في أعقاب تصويت البريطانيين بنسبة 51.9 % على الخروج من الاتحاد الأوروبي، تلك الخطوة التي يقال إن بوريس جونسون ساهم فيها بشكل كبير.

زلزال

فيما علقت صحيفة لوموند الفرنسية بقولها: "المملكة المتحدة تغادر أوروبا"، وبالأسفل مباشرة، أفادت بأن الجنيه الإسترليني تعرض بالفعل لحالة من التراجع، وأن دافيد كاميرون قد تقدم باستقالته، وأن اجتماعاً طارئاً قد أجرى مع وزراء أوروبيين وتم الاستفسار من خلاله عن المصير الذي ينتظر اسكتلندا وأيرلندا في المستقبل.&

أما صحيفة لو فيغارو فعنونت صفحتها الأولى بـ "زلزال في أوروبا" مع صورة ضخمة لعلم الاتحاد الأوروبي وتعليق يتهم بريطانيا بجر القارة الأوروبية إلى أزمة سياسية.

وفي النمسا، نشرت صحيفة كورير صورة لنجم الكوميديا البريطاني المحبوب، جون كليز، وتبدو عليه آثار الصدمة وكلمات كبرى بالإنكليزية تقول "And Now?" أو "وماذا الآن؟". وأوضحت الصحيفة أنه وبرغم إظهار استطلاعات الرأي رغبة البريطانيين في البقاء، إلا أنهم قرروا في الأخير أنهم بحاجة لإحداث تغيير.

أوروبا توفيت!

وفي ألمانيا، نشرت صحيفة تاز صورة لقلعة رملية مزودة من المنتصف بعلم المملكة المتحدة مع عنوان يقول "أحسنتِ، بريطانيا الصغيرة"، لتشير بعدها إلى أن ذلك التصويت الذي أيد خطوة الخروج من الاتحاد الأوروبي أصاب العالم بصدمة.

أما مجلة دير شبيغل فعنونت: "أوروبا توفيت، هل ما يزال بالإمكان القول عاشت أوروبا؟". وسبق للمجلة البارزة أن نشرت على صدر صفحتها الأولى مطلع الشهر الجاري توسلاً للبريطانيين بأن يبقوا في الاتحاد الأوروبي بقولها: "رجاءً لا تغادروا". &&

فيما قالت صحيفة بيلد في عددها الصادر اليوم إنه كان يومًا أسودًا بالنسبة لأوروبا مع عنوان اختصرته في كلمة "آخ !"، وهو صوت أرادت أن تعبر من خلاله عن الألم والاستياء. وتابعت بقولها: "كنا نأمل حتى اللحظات الأخيرة، لكن القرار جاء بالخروج في النهاية، وبهذا تفقد ألمانيا واحدة من أهم شركائها في الاتحاد الأوروبي. وها هي كارثة أخرى تلقى على كاهل أوروبا التي تئن من الأزمات. وهو ما يتوقع أن يُدخِل القارة في شهور وربما سنوات من حالة عدم اليقين". وعلى صفحتها الأخيرة، أعلنت الصحيفة أن ألمانيا سترحب بأي ممن وصفتهم باللاجئين البريطانيين.

وادعًا ..

وفي اسبانيا، نشرت صحيفة إيه بي سي صورة للشاعر والكاتب المسرحي الشهير ويليام شكسبير بداخل علم المملكة المتحدة وتعليق يقول: "أن تكون أو لا تكون أوروبيًا".&

وفي بلجيكا، أعدت صحيفة لا ليبر نسخة خاصة من 22 صفحة عن قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي مع عنوان لها بالصفحة الأولى يقول: "وداعًا أوروبا".&

وفي بريطانيا، كانت صحيفة ذا صن جاهزة بغلافها الاحتفالي الذي عنونته بـ"نراك لاحقاً أيها الاتحاد الأوروبي"، وقالت صحيفة الدايلي ميل إن المملكة المتحدة تحررت من أغلال الاتحاد الأوروبي بعد 43 عاماً، فيما نشرت فاينانشيال تايمز صورة لدافيد كاميرون وهو يضع يده على وجه وعنوان يقول: "بريطانيا تنفصل عن أوروبا".&

أعدت إيلاف المادة عن موقع اكسبرس عبر هذا الرابط:&
http://www.express.co.uk/news/world/683301/Europe-newspapers-front-pages-after-EU-referendum-Brexit​&