بعد جولة محادثات أولى حول الإصلاحات التي تطالب بها بريطانيا لتفادي خروجها من الاتحاد الأوروبي، طالب كاميرون نظرائه الأوروبيين باتفاق يتمتع بالمصداقية.

&بروكسل: دعا طالب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الخميس في قمة حاسمة للاتحاد الاوروبي ببروكسل شركاءه الاوروبيين ب "اتفاق يتمتع بالمصداقية" لاقناع البريطانيين بالبقاء في الاتحاد الاوروبي.

وامل كاميرون باتفاق "يكون قويا بما يكفي لاقناع البريطانيين بتاييد انتماء المملكة المتحدة الى الاتحاد الاوروبي" وانتزاع تسوية بهدف تنظيم استفتاء حول هذه المسالة في بلاده في حزيران/يونيو.

ودعا الى اتفاق يتيح تسوية مشاكل العلاقات بين بريطانيا والقارة "لجيل".

وقال مصدر في الحكومة البريطانية ليل الخميس الى الجمعة ان "الليلة قد تكون طويلة".&

وفي كل الحالات فانه من غير المتوقع التوصل الى اتفاق قبل الجلسة الاخيرة المقررة صباح الجمعة.

ورغم انقسام الناخبين البريطانيين، يثير احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مخاوف الدول الاعضاء التي تعاني بالفعل من ازمة هجرة غير مسبوقة منذ العام 1945.

وقال رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال الذي تعتبر بلاده من بين اكثر المعارضين لتقديم تنازلات لبريطانيا "انها لحظة الجد".

&من جهتها قالت رئيسة وزراء بولندا بيتا سيدلو "نريد اتفاقا جيدا لكن ليس باي ثمن".

وقال رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك "نحن في خضم مفاوضات لا تزال صعبة جدا وحساسة" مضيفا "لكن هناك شيء واضح بالنسبة لي في هذه القمة، انها مسالة حياة او موت".

وتوسك الذي يشرف على المفاوضات منذ عدة اشهر اضفى انطباعا ماسويا على هذه المسألة في الايام الاخيرة، قائلا ان ليست هناك "ضمانات" بان رؤساء دول وحكومات الاتحاد سيتوصلون الى تسوية بحلول الجمعة، معتبرا ان "خطر انفجار" الاتحاد الاوروبي امر "واقعي".

- "افكار مسبقة" -من جهته، قال رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر انه "واثق جدا" حتى لو كانت هناك مسائل شائكة ينبغي حلها.

ويريد كاميرون زعيم حزب المحافظين البريطاني بشكل خاص تقييد الهجرة للعمل داخل أوروبا، وحماية مصالح بلاده الاقتصادية التي لا تنتمي الى منطقة اليورو وحي المال في لندن، المركز المالي الاول في اوروبا.

وقال رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز "في بعض النقاط، لا يزال من الضروري الخوض في التفاصيل". وسيصوت البرلمان على بعض التغييرات التشريعية اذا تم التوصل الى اتفاق". لكنه قال ان "الخطر قائم في ان لا يصوت البريطانيون على نتائج هذه القمة بل على وفق افكار مسبقة" في اشارة الى تيار قوي في بريطانيا مناهض للفكرة الاوروبية.

واذا كان الاوروبيون على استعداد للاعتراف "بالخصوصية البريطانية"، فانهم يريدون تجنب انتقال "العدوى" الى الدول الاعضاء الاخرى من حيث الامتيازات الممنوحة لكاميرون، مثل القدرة على تقليص المزايا الاجتماعية للمواطنين الاوروبيين العاملين في بريطانيا.

ويثير هذا الاجراء، الذي يعتبر "تمييزا" بالنسبة للمبدأ "المؤسس" لحرية التنقل، قلق بلدان أوروبا الوسطى والشرقية كونه يستهدف عمالها.

ولذلك اقترح توسك "آلية وقائية" تسمح للندن بالحد مؤقتا من المنافع الاجتماعية للمهاجرين الاوروبيين.

ولكن في ما يتعلق بمدة تطبيق ذلك ، قال دبلوماسي من اوروبا الوسطى ان "السؤال يبقى مفتوحا.وهذا قرار يعود للقادة".

- غير مقبول -وقد تلقى كاميرون الاربعاء دعما من انغيلا ميركل، حول مسألة الحوكمة الاقتصادية والتكامل في منطقة اليورو التي تثير شكوكا جدية في باريس.

وقالت المستشارة انها تشارك الرأي القائل أن "الدول الاعضاء التي لا تستخدم اليورو يجب عدم تجاهلها في قضايا مهمة بالنسبة لها".

وبالنسبة لفرنسا، فانها ترفض "احتمال استخدام حق النقض" من قبل لندن التي ليست عضوا في الاتحاد النقدي اي منطقة اليورو.

وقال الرئيس فرنسوا هولاند ان "الاتفاق ممكن (...) لكننا لا يمكن أن نمنع اوروبا من المضي قدما".

وشدد رئيس الوزراء البلجيكي على انه "من غير المقبول ان يكون لبلد من خارج منطقة اليورو استراتيجية مقابلة لاستراتيجية منطقة اليورو".

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي "يجب ان تنطبق قواعد المنافسة ذاتها على الجميع".

واذا كانت القمة مخصصة لمسالة احتمال خروج بريطانيا، الا انها ستبحث ازمة الهجرة ايضا.

وحضت ميركل الاربعاء الاوروبيين على حماية الحدود الخارجية للاتحاد، بينما تثير سياسة الانفتاح التي تنتهجها حيال اللاجئين انتقادات على نحو متزايد.

وفي مشروع ختام قمتهم، تطلب الدول ال 28 من تركيا "بذل جهود اضافية حازمة" لمكافحة التهريب ووقف تدفق اللاجئين.

لكن المفوضية الاوروبية دانت الخميس قرار النمسا ادخال نظام الحصص اليومية من طالبي اللجوء الى اراضيها، معتبرة ان ذلك "يتعارض بشكل واضح" مع القوانين الاوروبية.