إيلاف من القاهرة: داهمت قوة من الشرطة المصرية منزل الإعلامية اللبنانية ليليان داوود مساء اليوم الاثنين، وألقت القبض عليها، واقتادتها إلى مطار القاهرة، وتم ترحيلها إلى بيروت.

وجاءت عملية القبض على داوود بعد انهاء تعاقدها مع قناة "أون تي في" المصرية، التي كانت مملوكة إلى رجل الأعمال نجيب ساويرس، واشتراها مؤخراً رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، الزوج السابق للفنانة اللبنانية هيفاء وهبي.

وعلمت "إيلاف" أن أبو هشيمة المحسوب على نظام حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعاد هيكلة فضائية "أون تي في"، وقرر إنهاء التعامل مع داوود، التي كانت تعتبر من الأصوات الإعلامية المعارضة في مصر.

وتعرضت داوود مؤخراً، للكثير من المضايقات، وطالب بعض السياسيين والإعلاميين المصريين بترحيلها من مصر، وعلى رأسهم الإعلامي أحمد موسى، وذلك على خلفية معارضتها للنظام الحاكم.

وطبقاً للمعلومات التي تحصلت "إيلاف" عليها، فإن أبو هشيمة، أنهى التعاقد مع داوود، التي كانت تقدم برنامج "الصورة الكاملة"، كما قرر انهاء التعاقد مع الإعلامي جابر القرموطي، مقدم برنامج "مانشيت"، بينما سوف يستمر الإعلامي يوسف الحسيني في تقديم برنامجه "السادة المحترمون".

وعلمت "إيلاف" أن قوة من مباحث الجوازات داهمت منزل داوود، وقررت ترحيلها إلى بيروت، بعد انتهاء اقامتها في مصر، التي كانت مرهونة بتعاقدها مع فضائية "أون تي في"، ولم تقدم أية طلبات أخرى لتجديد الإقامة في مصر.

وقال مصدر أمني لـ"إيلاف" إن ترحيل داوود ليست له علاقة بالسياسة، مشيراً إلى أن شرطة الجوازات هي من ألقت القبض عليها ورحلتها إلى بلادها وليس جهاز الأمن الوطني، ووصف تداول أنباء عن تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي لترحيلها من مصر بأنها "مثيرة للسخرية".

وتناقل النشطاء السياسيون تصريحات للصحافي خالد البري، روى فيها تفاصيل عملية المداهمة، وقال عبر صفحته الشخصية بموقع فيسبوك: "ليليان مضت النهارده على إنهاء التعاقد مع أون تي في، واللي كانت بموجبه حاصلة الإقامة".

وقال في التصريحات المنسوبة إليه باعتباره الزوج السابق لـ"داوود"، "بعدها بنص ساعة بالظبط جم على بيتها. طبعا ليليان من حقها الإقامة قانونا لأنها زوجتي السابقة، يعني كانت متزوجة مصري لمدة 6 سنين وعندها بنت مصرية، لكن حسب ما قالوا الأوامر جاية من مكتب السيسي شخصيًا".

وأضاف: "ادوها بالظبط خمس دقايق. رفضوا إنها تاخد معاها غير محفظتها. وكمان رفضوا يخلونا نتصل بمحامي وبالسفارة بتاعتها"، واستطرد: "بالصدفة النهارده عيد ميلادي فكنت معدي آخد بنتي نفطر سوا وحصل الموضوع كله قدامي. البنت طبعا مرعوبة انما هي دلوقتي كويسة وموجودة معايا".

غير أن "إيلاف" لم تعثر على التصريحات المنسوبة إلى البري عبر صفحتيه الشخصيتين بموقعي فيسبوك أو توتير، وحاولت الاتصال به أكثر من مرة، إلا أن هاتفه المحمول غير متاح. وآخر تدوينة له بموقع فيسبوك بتاريخ 7 يونيو الجاري، بينما كانت آخر تغريدة له بموقع تويتر يوم 2 يونيو الجاري.

وقال محامي ليليان داوود، زياد العليمي، في تصريحات له، إن "عناصر أمنية ادّعت أنها من مباحث الجوازات اقتحمت منزل المذيعة ليليان داوود بحي الزمالك، وأجبروها على الخروج معهم لترحيلها خارج البلاد خلال يومين".

وأضاف أنهم "أجبروها أيضًا على عدم التواصل مع أحد"، مشيراً إلى أن "أسرة ليليان لا تعلم مكان احتجازها حتى الآن، وتحمل الأمن مسؤولية إخفائها قسريًا". وأشار إلى أن أسرتها "تقدمت ببلاغ للسلطات المختصة، وأبلغت سفارة بريطانيا بالواقعة كونها تحمل الجنسية الإنكليزية".

وأثار قرار إنهاء التعامل مع داوود وإلقاء القبض عليها وترحيلها من مصر، عاصفة من الغضب في أوساط المعارضة المصرية.

وكتب نائب رئيس الجمهورية السابق محمد البرادعي تغريدة له قال فيها: "لك يا سيدتي الشكر والاحترام على المهنية والمصداقية والشجاعة.. يوما ما ستكون لدينا الثقة بالنفس لنفهم قيمة الاختلاف في الرأي".

وقال الإعلامي باسم يوسف: "ليليان داوود اتقبض عليها. ده كده فتح كلام. و دلوقتي واخدينها عشان يرحلوها بره البلد".

وأضاف في تغريدة له بموقع تويتر: "ليليان عندها بنت صغيرة مولودة مصرية ومتربية في مصر طول عمرها اجبروها أنها تسيبها في البيت و تمشي معاهم. من الآخر مخطوفة. برافو يا جماعة لا برافو".

وقال الناشط السياسي شادي الغزالي حرب: "مش مكفيهم يوقفوا البرنامج الوحيد المحترم في التلفزيون، كمان بيقتحموا بيتها ويرحلوها و يحرموها من بنتها!!".