نصر المجالي: لمرة ثالثة في الأسبوعين، أطلق رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، مجددا تصريحات حول سوريا، ملمحا بطريقة غير مباشرة إلى استعداد أنقرة تحسين علاقاتها مع دمشق.

وقال يلدريم خلال كلمة بثها التلفزيون التركي، الأربعاء، إننا نوسع صداقاتنا في الداخل والخارج، ولقد بدأنا في فعل ذلك خارجيا، حيث أعدنا علاقاتنا مع إسرائيل وروسيا إلى طبيعتها، "وأنا متأكد من أننا سنعود إلى العلاقات الطبيعية مع سوريا أيضا، نحن في حاجة إلى ذلك".&

وأضاف: نحن في حاجة إلى ذلك، لابد من إرساء الاستقرار في سوريا والعراق من أجل النجاح في مكافحة الإرهاب. وتقول وسائل الإعلام في المنطقة إن دبلوماسيين سوريين وأتراكا أجروا محادثات في الأيام الأخيرة.

بعد أو قبل&

ولم يحدد يلدريم إن كانت حكومته تسعى لتطوير علاقتها مع سوريا بعد رحيل الرئيس السوري بشار الأسد كما دأبت على المطالبة، أو في ظل استمراره على رأس السلطة.

وكان يلديريم صرح لمرات عديدة منذ توليه منصبه في أيار (مايو) خلفا لأحمد داود أوغلو بأن بلاده بحاجة "لزيادة أصدقائها وتقليص أعدائها" - بحسب ما نقلته وكالة رويترز للأنباء، في اعتراف ضمني فيما يبدو بأن السياسات السابقة كانت سببا في تهميش أنقرة.

وتعد خطوة الحديث عن عودة العلاقات لطبيعتها مع دمشق، تغيرا كبيرا في السياسة التركية التي كانت تضغط من أجل الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

وأدى موقفها هذا إلى خلافها مع روسيا، حليفة الرئيس الأسد، وإبعادها عن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي يركز على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

تطبيع&

وكان يلدريم واضحا في هذا الخصوص، حين قال "قمنا بتطبيع العلاقات مع روسيا وإسرائيل وأنا واثق أننا سنطبع العلاقات مع سوريا أيضا"، في إشارة إلى تغيير جذري لسياسة أنقرة.

وأعلنت تركيا الشهر الماضي إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بعد قطيعة استمرت ستة أعوام، على إثر استهداف القوات الإسرائيلية لسفينة مساعدات تركية كانت بطريقها لغزة.

كما عبرت عن أسفها لروسيا بشأن إسقاط أنقرة لطائرة حربية كانت تقصف مواقع المعارضة السورية قرب الحدود التركية، في خطوة سمحت ببدء عملية التطبيع بين البلدين.

وكان يلدريم أعلن عقب التطبيع مع روسيا حليفة الأسد وإسرائيل، عزم بلاده على تحسين علاقاتها مع دول البحر المتوسط، وأكد أن تركيا تعتبر كافة الدول "أصدقاء".