إيلاف من عمّان: في تعبير عن القلق من تصويت يوم الغد، وهو ما عبر عنه الرئيس الركي في اتصال مع المستشارة الألمانية يوم الثلاثاء، قال يلديريم إن ما حدث عام 1915، هو حدث عادي، يمكن أن يشهده أي مجتمع أو بلد، خلال ظروف الحرب العالمية الأولى.

وأكد يلدريم في تصريحات أدلى بها للصحفيين، في مطار إيسانبوغا بأنقرة، &قبيل توجهه إلى جمهورية شمال قبرص التركية، أن من يحاولون جعل تركيا "تدفع فاتورة تلك الأحداث، ليسوا أصحاب نوايا حسنة".

الرئيس الأرمني&

وبينما ترفض تركيا اعتبار هذه الأحداث إبادة جماعية، حض الرئيس الأرمني النواب الألمان على عدم "التأثر" بما تقوله تركيا، في توصيتهم لاعتبار مجازر الأمن على يد العثمانيين "إبادة جماعية".

وقال سيرج ساركيسيان لصحيفة (بيلد) الألمانية: "ليس من الإنصاف عدم اعتبار الإبادة الجماعية إبادة جماعية لمجرد أن ذلك سيغضب رئيس دولة أخرى".

وتقدم بالمشروع ائتلاف يسار- اليمين الحاكم وحزب البيئة المعارض، بعنوان "تخليد ذكرى إبادة الأرمن والأقليات المسيحية الأخرى بين 1915 و1916".

جذور الأزمة&

وتعود الأزمة العميقة بين تركيا وأرمينيا، بخصوص ما حدث خلال الحرب العالمية الأولى، إلى سنوات طويلة. ويقول الأرمن أن 1.5 مليون أرمني قتلوا ما بين 1915 و1917، عندما كانت الإمبراطورية العثمانية تتهالك، ولمن تركيا الحديثة ترفض هذ المزاعم.

وتشير الرواية التركية إلى أن 300 ألف إلى 500 ألف أرمني ومثلهم من الأتراك قتلوا في حرب أهلية عندما تمرد الأرمن على الحكم العثماني.

وأضاف يلدريم: "نقول بوضوح للعالم بأسره، إنه ليس لدينا ما نخفيه بهذا الخصوص، فليتم تدقيق كل شيء والتحقق منه، ليتم فحص تاريخ جميع الدول، والكشف عن المقصر أيا كان، إلا أن ذلك يقع على عاتق المؤرخين، وسيكون من الخطأ جعل هذا الموضوع أداة سياسية".

وقال يلدريم: "علاقاتنا مع ألمانيا ستتضرر بالطبع لهذا السبب، ونحن لا نريد لها أن تتضرر".

الناخبون الأتراك

وأعرب يلدريم عن أمله في أن يضع صانعو القرار في البرلمان الألماني، في اعتبارهم، 3.5 مليون من الناخبين الأتراك المقيمين في ألمانيا، قائلا "نأمل ألا يصدر البرلمان الألماني قرارا كهذا، وفي حال صدور القرار فلن يكون له أي تأثير، وقد سبق وأصدرت دول أخرى قرارات مشابهة، إلا أننا لا نرغب في صدور هذا القرار".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال في تصريح مساء أمس، إنه في حال أقر البرلمان الألماني مشروع القرار حول الادعاءات الأرمنية بشأن أحداث عام 1915، فإنّ ذلك لن يكون له أي جانب إلزامي لأنقرة وفق القانون الدولي، مضيفا أنه من الخطأ التعليق على أمر لم يحصل بعد، مشيراً أنّ الرئاسة والحكومة التركيتين، ستقيّمان نتائج التصويت بعد الإعلان عنها.

وأجرى أردوغان في وقت سابق أمس، اتصالًا هاتفيًا مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، دعاها خلاله إلى "التعامل بمنطق سليم حيال مزاعم إبادة الأرمن"، مشيرًا إلى حساسية بلاده في هذا الخصوص.