إيلاف من لندن: تلقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من نظيره التركي بن علي يلدريم رسالة، قدم خلالها تعازيه وتعازي الشعب التركي للعبادي وللشعب العراقي بالتفجير الارهابي في منطقة الكرادة ببغداد امس، والذي راح ضحيته العشرات من المواطنين، مبديًا استعداد تركيا لاستقبال جرحى التفجير في مستشفياتها.

وأكد أن تركيا تعرضت قبل ايام لعملية ارهابية مماثلة، ولذلك فإن العراق وتركيا يمران بنفس الظروف ويجب أن تتوحد الجهود للقضاء على عصابات داعش.. مشددًا على أن امن واستقرار العراق مهم جدًا لتركيا "ونحن معكم في مجال محاربة الارهابيين وعلى استعداد لمزيد من العلاقات الاستراتيجية بين البلدين كما نقل عنه المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء العراق في بيان صحافي الليلة الماضية، اطلعت على نصه "إيلاف". &

بدوره، أشار العبادي إلى أنّ العراق وتركيا تواجهان الارهاب نفسه الذي يقتل المواطنين الابرياء في هذا الشهر الفضيل.. وابلغ يلدريم قائلاً "إن تعاوننا مع دول المنطقة والمجتمع الدولي سنقضي عليه". واضاف "أن قواتنا ماضية بتحرير الاراضي وتحقق الانتصارات، ونحن متجهون لتحرير الموصل والتفجيرات هي محاولة من العدو ليقول انه موجود لأننا انتصرنا عليه وحررنا اغلب الاراضي".&

واوضح أن العراق يسعى الى علاقات تقوم على اساس الاحترام المتبادل والحفاظ على السيادة وعدم التدخل والمصالح المشتركة بين الشعبين الجارين.

وكانت منطقة الكرادة بوسط بغداد التي تسكنها غالبية شيعية قد شهدت فجر امس تفجيرًا بشاحنة ملغومة، ما ادى إلى مقتل واصابة 348 مدنيًا. وقال رئيس اللجنة الامنية بمجلس محافظة بغداد محمد الربيعي إن حصيلة التفجير في الكرادة ارتفعت إلى 168 قتيلاً و180 جريحاً. واعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن التفجير، وقال في بيان إن احد مقاتليه نفذه بسيارة مفخخة مستهدفاً تجمعاً للشيعة، في إشارة إلى الكرادة التي كانت تحتشد بالمواطنين المتبضعين في آخر ايام شهر رمضان، ما ادى ايضا إلى الحاق اضرار بالعشرات من متاجر المواطنين وسياراتهم وشققهم السكنية.&

ويوم الثلاثاء الماضي، تعرض مطار اتاتورك الدولي في اسطنبول لهجوم نفذه ثلاثة مسلحين يعتقد انهم ينتمون إلى تنظيم داعش، وادى إلى مقتل 45 شخصًا واصابة العشرات الآخرين قالت سلطات اسطنبول امس ان 52 شخصًا منهم لا يزالون يتلقون العلاج، بينهم عشرون في العناية المركزة. &

العراق يدعو العالم للتعاون معه للقضاء على داعش

وجه رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي نداء&إلى العالم وخاصة الدول العربية إلى التعاون مع بلاده من اجل القضاء على تنظيم داعش.

وقدم العبادي، في كلمة خلال تفقده لمقر قيادة القوة الجوية العراقية، وتابعتها "إيلاف"، تعازيه إلى " الشعب العراقي الصابر باستشهاد واصابة ثلة بريئة من ابناء شعبنا في بغداد، الذين راحوا ضحية جريمة الارهابيين الجبناء الذين يهاجمون المدنيين العزل والتهرب من مواجهة ابطالنا في جبهات القتال بعد ان اصيبوا بذعر كبير وتم القضاء على عدد كبير منهم".

واضاف العبادي أن "الارهابيين يحاولون حرف مسيرتنا في مواجهتهم والقضاء عليهم ولكن ردنا عليهم &سيكون قاسيًا في عقر مكان جريمتهم بالفلوجة ومدن الانبار والموصل كما فعلنا في السابق وسنستمر بالتصدي اليهم حتى ملاحقة اخر واحد منهم في العراق". وأشار بالقول "أننا نعلم أن لهم حواضن وهناك عملاء يساعدونهم وسنتصدى لهم جميعًا".

ووجه العبادي رسالة إلى العالم قال فيها ان "رسالتي إلى العالم أن الذي حصل في بغداد هذا اليوم هي نفسها التفجيرات الارهابية التي حصلت في عدة عواصم من العالم هذا الاسبوع، ومنفذوها هم نفس المجرمين ونفس الارهابيين الذين يريدون قتل المدنيين بالجملة، ولذلك فإن على العالم ان يتوحد معنا لمواجهتهم وعلينا التصدي جميعًا لهم".. كما ادعو الدول العربية والاقليمية إلى وضع ايديهم بايدينا من اجل مجابهة هذا الارهاب".

وأشار العبادي إلى أن "الارهاب يقتل المدنيين ولا يقتل العسكريين ولا المقاتلين حيث يهرب من وجه القتال ويهرب امام الابطال فيما يقتل المدنيين العزل". وشدد على أن "ما حصل في الكرادة مجزرة وجريمة كبرى ولن يهدأ لنا بال حتى القضاء على اخر داعشي على ارض العراق".. مؤكدًا بالقول "لن نطردهم من العراق بل سنقضي عليهم".

وكان العبادي اعلن امس وبعد ساعات من تفجير الكرادة عن خطط جديدة للحفاظ على امن العاصمة تقضي باستخدام طائرات الاستطلاع واجهزة كشف المتفجرات والاستعانة بقوات ردع مسنودة بجهد استخباري.

&واعلن العبادي الحداد العام في البلاد قائلاً " ببالغ الحزن والألم والمواساة ننعى شهداء فاجعة التفجير الآثم والغادر والجبان في الكرادة الشرقية ببغداد فجر اليوم، حيث قضى عشرات من أبناء شعبنا العزيز نحبهم صابرين ومحتسبين. وبهذا المصاب الجلل نعلن الحداد العام في عموم البلاد لثلاثة ايام اعتباراً من هذا اليوم.. وإنا لله وإنا اليه راجعون".

وعادة ما تتعرض منطقة الكرادة التجارية وسط بغداد وتقطنها غالبية شيعية لتفجيرات بين الحين والاخر تؤدي إلى مصرع العشرات من المواطنين الذين تكتظ بهم مراكزها التجارية عادة، حيث يبدو ان تنظيم داعش قد اختار ارتكاب جريمته لدى قيام حشود من الناس بالتبضع مع قرب حلول عيد الفطر المبارك.

وكانت بعثة الامم المتحدة في العراق قالت الجمعة الماضي إن رمضان العراق هذا العام تحول إلى استهداف من قبل الارهابيين الذين نفذوا عمليات قتل شهدتها الأسواق والمساجد وأماكن تجمع المواطنين بهدف إيقاع أكثر ما يمكنهم من الخسائر في صفوف المدنيين، اضافة إلى نزوح عشرات آلاف العراقيين الذين اضطروا للهرب من ديارهم نتيجة القتال، حيث قتل واصيب 2119 عراقيًا خلال شهر يونيو الماضي وحده.