بغداد: قتل 75 شخصا على الاقل في الاعتداء الانتحاري الذي تبناه تنظيم الدولة الاسلامية في حي الكرادة المكتظ في بغداد قبل فجر الاحد، في اعنف هجوم يضرب العاصمة خلال العام الحالي.

واصيب كذلك اكثر من 130 شخصا بجروح في الاعتداء الذي استهدف شارعا تجاريا مكتظا بالمتسوقين استعدادا لعيد الفطر في الاسبوع المقبل. وتفقد رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي موقع "التفجير الارهابي" في منطقة الكرادة التي تعج بالحركة.

وتوعد العبادي بـ"القصاص من الزمر الارهابية التي قامت بالتفجير، حيث انها بعد ان تم سحقها في ساحة المعركة تقوم بالتفجيرات كمحاولة يائسة". وأعلن التنظيم المتطرف في بيان تبنيه للهجوم، مؤكدا ان احد مقاتليه نفذه بسيارة مفخخة مستهدفا تجمعا للشيعة، بحسب ما نقل موقع "سايت" الأميركي التي يتابع المواقع الجهادية.

يأتي التفجير بعد اسبوع من استعادة القوات العراقية السيطرة على كامل مدينة الفلوجة، معقل الجهاديين على بعد 50 كلم غرب بغداد. وقال العميد سعد معن المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد "الجهد مستمر للقبض على هؤلاء المجرمين الذين حاولوا قتل البسمة". واضاف ان "هذه الدماء الطاهرة لن تنثينا عن القضاء على داعش الارهابي".

وانتزع التفجير الذي خلف اضرارا مادية لا يمكن حصرها فرحة الانتصار باستعادة الفلوجة والقضاء على مجموعة كبيرة من عناصر التنظيم المتشدد خلال فرارهم الثلاثاء والاربعاء عبر صحراء الانبار.

والقى عشرات الشبان في موقع الانفجار باللوم على رئيس الوزراء الذي تفقد المكان ورشقوا موكبه بالحجارة. وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي لقطات تظهر الشبان الغاضبين يهاجمون الموكب الذي تمكن من المغادرة. وقطعت السلطات الطريق المؤدية الى موقع التفجير بحثا عن مفقودين واطفاء الحرائق.
وكانت الكرادة التي تقطنها غالبية شيعية منطقة سكن رئيس الوزراء قبل توليه المنصب قبل نحو عامين.

واحترق على الاقل مبنيين كبيرين يشكلان مركزا للتسوق، الى جانب عشرات المحلات التجارية الاخرى والمساكن المجاورة. وعلمت فرق الاطفاء منذ الساعة الواحدة فجر الاحد حتى منتصف النهار لاطفاء للحرائق الهائلة التي اندلعت.

وافاد مراسل فرانس برس ان 14 سيارة اسعاف كانت لاتزال حتى منتصف النهار في موقع الحادث، اضافة الى عشرات من سيارات الاطفاء. وحاصرت النيران عشرات الشباب في داخل المحال التجارية ونجا قسما منهم وقتل اخرون بحسب مصادر امنية بسبب صعوبة الوصول الى الضحايا. وقتل في الحادث اربعة شبان من اسرة واحدة من بلدة العزيزية في محافظة واسط حسبما افاد احد اقاربهم لفرانس برس.

وقال حسين علي هادي (24 عاما)، لفرانس برس بينما كان يحتسب الذين فقدهم بالتفجير "فقدت ياسر واكرم ومصطفى (...) ما اعرفه حتى الان ان سبعة من اصدقائي قتلوا في الاعتداء". واضاف الشاب الذي قضى ليلته محاولا انقاذ الضحايا "كل عيد تتكرر هذه المأساة، نريد ان نفرح بالعيد، لكن يبدو انها انتزعت منا كعراقيين".

وانتقد شخص اخر الاجراءات الامنية التي تحيط بالمكان قائلا "اقاموا حاجزا للتفيش في هذا الاتجاه مهمتهم فقط زيادة الازدحام". واضاف "اما الحاجز الاخر فتديره مجموعة من الاكراد يرفعون علم اقليمهم" في اشارة الى الحرس الرئاسي في منطقة الجادرية المجاورة.

وكان معدل التفجيرات في بغداد تراجع فور استيلاء التنظيم الجهادي على مساحات شاسعة في شمال وغرب البلاد في يونيو من عام 2014. وتفجير اليوم يثبت ان التنظيم المتطرف ما زال قادرا على ارتكاب اعتادءات رغم النكسات العسكرية التي لحقت به اخيرا. يذكر ان التنظيم سيطر في يونيو 2014 على مساحات شاسعة من اراضي العراق، غير انه اضطر الى التراجع امام تقدم القوات الحكومية.