رد وزيرا الخارجية والدفاع العراقيان إبراهيم الجعفري وخالد العبيدي على زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بعد اصداره اوامر عسكرية لسرايا السلام، حيث طمأن الجعفري أعضاء التحالف الدولي على أن بعثاتهم الدبلوماسية ببغداد محمية، مقللاً من أهمية تصريحات الصدر على انها تندرج في حرية التعبير، بينما رأى العبيدي أن "الدعم الدولي مطلوب عسكريًا وإنسانيًا".

ايلاف من بغداد: قلل وزير الخارجية إبراهيم الجعفري من أهمية تصريحات زعيم التيار الصدري، وقال انها تندرج في اطار ما يكفله الدستور من حرية تعبير وتصريح، لكنه شدد قائلاً إن البعثات الدبلوماسية محمية في العراق، وان أمنها يدخل في سياق الامن العراقي، وفيما اعتبر وزير الدفاع خالد العبيدي أن الدعم الدولي مطلوب عسكريًا وانسانيًا، فإن محافظ نينوى السابق اثيل النجيفي طالب أهالي الموصل بالبقاء في المدينة وعدم الخروج منها، وذلك حسب توصيفه "اسلم لحياتكم وأستر".

كما اضاف الجعفري يوم السبت ان جميع الممثليات الأجنبية ومنها سفارة الولايات المتحدة الاميركية في عهدة القوات الأمنية العراقية.

حرية التعبير.. حق مكفول

وردا عن سؤال وجه له خلال مؤتمر صحفي عقده في معهد السلام الأميركي في واشنطن، بشأن التهديدات التي اطلقها مقتدى الصدر بحق القوات الاميركية، وسفارتها في بغداد، قال الجعفري إن "البُعد الإعلاميّ في التعبير حقّ مكفول لكلِّ مُواطِن عراقيّ يُعبِّر عن رأيه، والدستور كفله، ولا أحد يستطيع أن يمنع أحداً من التصريح".

ولفت الجعفري الى ان "أمن البلد، ومُؤسَّساته، والشعب، وثرواته، وممثليات الدول في الخارج التي تأتي إلى العراق تدخل في سياق الأمن العراقيّ، وهي في عُهدة القوات المسلحة العراقية".

الجعفري اكد ان "داعش ما وُلِدت في يوم واحد، بل وُلِدت بسبب تراكمات، وأخذت وقتاً طويلاً، وفي الوقت نفسه عبرت من خلال الدول الأخرى، فسيبقى الإرهاب وداعش بالذات يشكـِّلان خطراً حقيقياً ليس للعراق فحسب بل لكِّل دول المنطقة، ودول العالم الأخرى في كِّل القاَّرات، ولا تـُوَجد دولة في العالم بمنأى، وبمعزل عن خطر داعش".

أهمية استمرار الدعم الدولي للعراق 

ولم يكن وحده الجعفري من رد على الصدر، فوزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، رد خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر إقامته بالعاصمة الأميركية واشنطن على الاعتراضات التي اطلقتها بعض الكتل السياسية واللجان النيابية ضد التدخل الاميركي في معركة الموصل وارسال عدد من قواتها الى هناك، بالتأكيد على أهمية استمرار الدعم الدولي للعراق في المجالات العسكرية والإنسانية.

واشار العبيدي "العالم يدرك تماماً أن العراق وجيشه هما من يضطلعان بمهمة مكافحة الإرهاب العالمي بالدرجة الأساس"، لافتًا الى ان "خطط بناء القوات المسلحة والإجراءات التي تم اتخاذها لتفعيل مسار الإصلاح فيها، افضت إلى نتائج باهرة في مسرح العمليات".

وأجاب الوزيرالعبيدي بشأن الخطط والاستعدادات لمعركة تحرير الموصل، موضحًا "خطة الحكومة العراقية لمعالجة أوضاع النازحين وإعادة اعمار المناطق التي تمت استعادتها فضلاً عن آليات إعادة الأمن والاستقرار الى محافظة نينوى بعد استعادتها".

وكان وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر اعلن عزم واشنطن استقدام 650 جندياً اميركياً للمشاركة بمعركة الموصل.

في المقابل، هدد الصدر بأنه سيتعامل مع هذه القوات كقوات غازية، متهمًا الولايات المتحدة الاميركية بأنها هي من أتت بداعش وتريد اليوم تخليص العراق منه كما ادعت انها جاءت محررة لتخلص العراق من نظام البعث.

أوامر عسكرية لسرايا السلام

اصدر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اليوم السبت، أوامر عسكرية لسرايا السلام لتحديد عملها، تضمنت منع ارتداء الزي العسكري واستخدام المركبات والعجلات في غير أماكن القتال، وفيما تضمنت أيضا توجيهًا بالتعامل مع نقاط التفتيش بـ"أسلوب حضاري وأخلاقي" وعدم استغلال النفوذ في الاستيلاء على الأراضي، حذر المخالفين من عقوبات "حازمة".

وقال الصدر في بيان اطلعت "إيلاف" على نسخة منه "لنا عدة أوامر عسكرية لسرايا السلام وذلك درءاً لكثير من المفاسد، وان كانت بعضها مكررة، أولها منع لبس الزي العسكري في غير مكان الجهاد في المناطق المحررة والمناطق التي فيها قتال"، داعيًا "لجنة مكافحة الفساد الى التعامل مع المخالفين بحزم بعد التنسيق مع قيادات السرايا".

وأضاف الصدر "يمنع أي تعامل مع دوائر الدولة باسم السرايا أو التيار، وإن كان لأجل الجهاد والمجاهدين، ومن يفعل ذلك فيعرض نفسه للعقوبة المشار إليها"، مستثنيًا "المكلفين بتلك التعاملات بورقة خطية حصراً".

ووجه الصدر، لسرايا السلام "بعدم استعمال المركبات والعجلات والسيارات في غير مناطق الجهاد ومسك الأرض إلا بورقة خطية وكتاب من قبل القيادات وفق ضوابط وشروط، وعدم الإكثار منها إلا لضرورات قصوى"، محذرا "المخالفين بالعقوبة".

كما دعاها إلى "التعامل مع نقاط التفتيش بأسلوب حضاري وأخلاقي"، مطالبًا نقاط التفتيش بـ"عدم تصديق ادعاء الانتماء إلا من خلال كتاب رسمي ومختوم".

كما أمرها " بعدم التدخل في الصراعات المدنية والعشائرية على الإطلاق"، موجهًا "المسؤولين بطرد من يفعل ذلك فورًا".

وشدد الصدر، بالقول "يمنع أي عمل تجاري حكومي على كل الأفراد والمسؤولين مطلقاً، واستعمال النفوذ في اخذ الأراضي أو تعقيب المعاملات أو لأي أمر آخر "، مهددًا "المخالفين بالعقوبة".

واضاف ايضاً "بعدم التدخل في أي عمل سياسي أو حكومي أو حتى أعمال مدنية"، مهددًا "المخالفين بالعقوبة".

وختم الصدر بالقول، "نظرًا لوجود المصلحة في دعم الجهاد والمجاهدين نفتح باب التبرع مرة أخرى، وذلك ابتداء من الأول من ذي القعدة والى نهاية الشهر"، داعيًا الجميع إلى "التعاون من اجل إنجاح عملية دفع الإرهاب في المناطق المغتصبة".

وسبق للصدر أن لوح مهددًا خصومه في العراق بالقول "نحن الوحيدون القادرون على تحريك الشارع"، فيما اشار الى انه لا يريد "منصباً أو زعامة". 

أموال النازحين تسرق قبل وصولها 

أكد قائد الحشد الوطني لتحرير نينوى أثيل النجيفي أن بقاء أهالي مدينة الموصل في منازلهم أفضل من خروجهم الى مخيمات النازحين.

حيث وجه النجيفي كلامه الى أهالي الموصل قائلاً:" مهما قيل لكم بأن خروجكم من بيوتكم سيكون امنًا لكم، فلا تصدقوهم، وإن قالوا بأنهم يهيئون المخيمات لاستقبالكم فاعلموا بأنهم يقولون ما لا يفعلون فأموال النازحين تسرق قبل وصولها واجهزة الدولة أعجز من أن تتولى مثل هذه المهام".

وأضاف النجيفي أن بقاء الأهالي في بيوتهم أسلم لحياتهم واستر لعوائلهم واحفظ لأموالهم، وان بقاءهم سيكون دافعًا لتحرير الموصل على يد اخوانهم من الداخل، ويكفيهم ان يبتعدوا عن تواجد داعش وتجمعاتهم.