وسط توتر شديد يسود العاصمة العراقية ومخاوف سكانها من اندلاع مواجهات دموية بين القوات الأمنية ومتظاهري مليونية الصدر، الذين انطلقوا باحتجاجاتهم صباح اليوم، فقد وضع القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي القوات الأمنية في حال انذار قصوى، بعد رفض الصدر تهديدات الحكومة ودعوتها للمواطنين بعدم المشاركة فيها، واعتبارها عملاً إرهابيًا.

إيلاف من لندن: انطلقت التظاهرة المليونية في ساحة التحرير وسط بغداد، بمشاركة قيادات التيار الصدري وعشرات الآلاف من المواطنين الذين تدفقوا على العاصمة من محافظات اخرى رافعين الاعلام العراقية ومرددين شعارات تنادي بالاصلاح وانهاء الفساد وطرد الفاسدين في الحكومة ومفاصل الدولة.

ووصل الصدر إلى ساحة التحرير للمشاركة في التظاهرة، حيث يتوقع أن يلقي كلمة بالمحتجين. واعتلى الصدر منصة التظاهرة وبدأ يردد شعاراتها الاحتجاجية مع المتظاهرين.

وقد احيط المتظاهرون بالآلاف من عناصر القوات الأمنية التي فرضت إجراءات مشددة منذ يوم امس بقطع العديد من المناطق والطرق والجسور بعد ان أعلنت السلطات العراقية ان هذه التظاهرة غير مرخصة.

وأبلغ مصدر قريب من التيار الصدري "إيلاف" في ساعة متأخرة من الليلة الماضية أن الهيئة السياسية للتيار عقدت اجتماعًا برئاسة الصدر وبحثت فيه تهديدات السلطات ضد المليونية وتهديدها بالتعامل معها بحزم باعتبارها عملاً إرهابيًا. 

وأشار إلى أنّ الاجتماع تمخض عن رفض تلك التهديدات والاصرار على تنظيم المليونية للمطالبة بالاصلاح الشامل ومواجهة الفساد وتشكيل حكومة من التكنوقراط المستقلين.

وأضاف أن الصدر قد أبلغ المجتمعين انه وضع عناصر سرايا السلام التابعة له، والتي تضم حوالي عشرة آلاف مسلح، على اهبة الاستعداد مع التأكيد عليهم بعدم التدخل الا في حال واجهت القوات الأمنية المتظاهرين واستخدمت ضدهم القوة المسلحة.

الأمن بالانذار وقطع للجسور والشوارع

وازاء ذلك، فقد وضع القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي القوات الأمنية في حال انذار قصوى.. كما تم اغلاق جميع مداخل ومخارج المنطقة الخضراء المستهدفة من المتظاهرين، والتي تضم مقار الرئاسات الثلاث للجمهورية والبرلمان والحكومة ومبنى مجلس النواب والسفارات الاجنبية.

وقبيل انطلاق التظاهرة المليونية صباح اليوم الجمعة، فقد اغلقت السلطات جميع الجسور والشوارع الرئيسية المؤدية إلى ساحة التحرير وسط بغداد بالحواجز الكونكريتية، والمقرر ان تشهد تظاهرة الاحتجاج، والتي تم عزلها تمامًا عن المناطق المحيطة بها.

تبديد مخاوف سكان العاصمة

ولتبديد مخاوف سكان العاصمة، فقد أكد القيادي في التيار الصدري رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي أن تظاهرة اليوم ستكون سلمية ولا توجد فيها مظاهر مسلحة.

كما تفقد العبادي في ساعة متأخرة الليلة الماضية عددًا من نقاط التفتيش في بغداد، حيث اطلع على سير الاجراءات في هذه النقاط وحركة سير المركبات من خلالها، اضافة إلى تأكيده على اهمية المراقبة الدقيقة وعدم مضايقة المواطنين من خلال فتح عدد من المنافذ في نقطة التفتيش الواحدة. 

ومن جهتها، دعت خلية الاعلام الحربي للقوات العراقية المشتركة المواطنين إلى عدم المشاركة في مليونية الصدر، فيما هددت القيادات الأمنية بالتعامل معها بحزم وسط مخاوف من صدامات بين الطرفين، حيث يرفض الصدر دعوات التأجيل التي اطلقتها السلطات.

الحكومة تهدد بالتعامل بحزم

وخلال اجتماع ترأسه العبادي مع القادة الأمنيين والعسكريين، فقد دعا المجتمعون إلى عدم إشغال القطعات العسكرية عن حربها ضد تنظيم داعش مؤكدين على منع المظاهر المسلحة والتعامل معها بحزم.

ومن جهتها، حذرت خلية الإعلام الحربي التابعة للقوات المسلحة من المشاركة في التظاهرة المليونية، التي دعا لها زعيم التيار الصدر مقتدى الصدر للمطالبة بالاصلاح ومكافحة الفساد.. وقالت إن التظاهرة التي من المزمع انطلاقها الجمعة غير مرخصة داعية المواطنين إلى عدم المشاركة فيها مهددة بالتعامل مع أي مظاهر مسلحة وكأنه تهديد إرهابي.

وامام اصرار الصدر على تظاهرته المليونية وتهديد الأمن بمواجهتها بحزم والتعامل معها وكأنها عمل إرهابي، فقد سادت مخاوف من صدامات دموية بين الطرفين خاصة وأن تظاهرات سابقة اقتحمت المنطقة الخضراء نهاية مارس الماضي قد اصدمت مع القوات الأمنية، ما اسفر عن سقوط قتلى وجرحى عديدين.

ودعا العبادي الثلاثاء إلى تأجيل التظاهرة "تجنبًا لوقوع البلاد في الفوضى والمزيد من التحديات وتشتيت الجهد الأمني مشددًا على ضرورة بقاء الاولوية للمعركة ضد داعش وتحشيد وتعبئة كل الجهود لدعم الانتصارات وعدم السماح للتنظيم بتمرير اهدافه عبر الخلافات واضعاف تماسك الجبهة الداخلية". 

وأشار إلى أنّ الاصلاح ومكافحة الفساد لا يتمان من خلال اشاعة الفوضى والاخلال بالأمن والاعتداء على المواطنين وعلى المال العام وتعطيل الخدمات.

لكن الصدر رفض طلب التأجيل داعيًا إلى مليونية مهيبة دعمًا للاصلاح والمطالبة بالقضاء على الفساد، واقالة جميع الفاسدين والمقصرين في كل الملفات والوزارات وجميع المناصب، مؤكداً أن بقاء الفساد والمفسدين يعني بقاء تسلط الإرهاب على العراقيين.