دعا رئيس الوزراء العراقي الى تأجيل التظاهرات ومليونية الصدر الجمعة تجنبا لوقوع البلاد في الفوضى والمزيد من التحديات وتشتيت الجهد الامني مشددا على ضرورة بقاء الاولوية للمعركة ضد داعش وتحشيد وتعبئة كل الجهود لدعم الانتصارات وعدم السماح للتنظيم بتمرير اهدافه عبر الخلافات واضعاف تماسك الجبهة الداخلية... مؤكدا على ضرورع الاسراع في انجاز مشروع قانون الخدمة العسكرية الالزامية.
إيلاف من لندن: أكد رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي ان القوات العراقية تحقق تقدما سريعا في عملية تحرير الموصل وان داعش ينهار وبلغت اعداد قتلاه عدة مئات في بلدة القيارة (60 كم جنوب الموصل) التي حررتها السبت الماضي إضافة إلى مئات القتلى في قاطع ألفلوجة وقتل نحو ألف إرهابي منهم بعملية تدمير رتل داعش خلال هروبهم نحو صحراء الانبار مؤخرا.. مشددا على أنّ هذا يمثل ردا رادعا قويا لصالح الضحايا وانتقاما من داعش بعد الجريمة الإرهابية الجبانة في تفجيرات الكرادة وبلد.
ودعا العبادي خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء اليوم العراقيين جميعا والقوى السياسية الى توحيد جهودهم للحفاظ على الانجازات العسكرية المتحققة في الفلوجة والموصل وان تبقى الاولوية للمعركة ضد داعش وتحشيد وتعبئة كل الجهود لدعم الانتصارات وعدم السماح لداعش بتمرير اهدافها عبر الخلافات واضعاف تماسك الجبهة الداخلية كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف".
وحول تفجير منطقة الكرادة قال رئيس الوزراء ان داعش كان يهدف من وراء هذا التفجير الإرهابي والشائعات التي اعقبته احداث صدمة والطعن في الظهر من خلال عملائه والمتعاونين معه لعرقلة عملية تحرير الموصل.
ووجه بتشكيل لجنة من الامانة العامة لمجلس الوزراء ومحافظة بغداد ومؤسسة الشهداء وممثل عن القطاع الخاص تتولى تعويض عوائل شهداء الكرادة واعمار ما دمره الإرهاب وتخويل اللجنة عمليات الصرف الاصولية والمواد العينية.
دعوة لتأجيل تظاهرات الجمعة
وفي هذا الصدد دعا مجلس الوزراء إلى الاسراع في انجاز مشروع قانون الخدمة العسكرية الالزامية.. وتابع "دعوات التظاهر في الوقت الذي تواجه فيه البلاد خطرا وجوديا متمثلا بالإرهاب وتخوض القوات المسلحة حرب تحرير لطرد عصابة داعش من ارض العراق ويضحي فيه المقاتلون بأرواحهم ويحققون الانتصارات الباهرة في مختلف مناطق العمليات.
وطالب مجلس الوزراء ابناء الشعب بتحمل مسؤولياتهم التاريخية في مساندة القوات المسلحة وتأجيل التظاهرات لتجنيب البلاد الوقوع في الفوضى والمزيد من التحديات وتشتيت الجهد الأمني في مشاكل جانبية تعطل خطط التحرير وتؤدي لخدمة اهداف العدو وإرهابه... مؤكدًا أن واجب القوات الأمنية تطبيق القانون وحماية مصالح المواطنين ومؤسسات الدولة والذود عن حياض الوطن وفي الوقت ذاته تؤكد الحكومة المضي بتحقيق الاصلاحات التي يتطلع اليها الشعب ومكافحة الفساد بجميع اشكاله وصوره وإن الاصلاح ومكافحة الفساد لا يتم من خلال اشاعة الفوضى والاخلال بالأمن والاعتداء على المواطنين وعلى المال العام وتعطيل الخدمات.
ووصل الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر مساء اليوم الى منطقة الانفجار في الكرادة في وسط بغداد.
مناقشة خطط إغاثة النازحين
وناقش مجلس الوزراء ملف النازحين ووجه بوضع جدول زمني ملزم لاعادة النازحين إلى مناطقهم المحررة في محافظة الانبار. واطلع المجلس على الخطة الاولية لايواء واغاثة النازحين خلال معركة تحرير الموصل ووجه بعقد اجتماع للوزارات والجهات ذات العلاقة لغرض التهيؤ لاستقبالهم وتأمين احتياجاتهم الضرورية.
واجرى مجلس الوزراء تقييما لوضع الطاقة الكهربائية في بغداد والمحافظات من حيث زيادة الانتاج وعدالة التوزيع وعدم التجاوز على الحصص المقررة واهمية ترشيد الاستهلاك إلى جانب حماية خطوط الطاقة من الهجمات الإرهابية. كما ناقش مجلس الوزراء ضوابط منح اجازة وحمل السلاح ووافق على القانون الخاص بهذا الغرض وحصر منح الرخص بوزارة الداخلية.
مليونية الصدر للاصلاح ومكافحة الفساد
وكان الصدر قد دعا امس إلى مليونية مهيبة في وسط بغداد الجمعة المقبل دعما للاصلاح والمطالبة بالقضاء على الفساد واقالة جميع الفاسدين والمقصرين في كل الملفات والوزارات وجميع المناصب مؤكداً أن بقاء الفساد والمفسدين يعني بقاء تسلط الإرهاب على العراقيين.
وحذر الصدر من "ان بقاء الفساد والمفسدين يعني تسلط الإرهاب علينا، حيث كان الحاضنة الاولى له وسيكون الحاضنة لاستمراره لا محالة ولذا اجد لزاماً على المخلصين والمؤمنين بالقضية العراقية وبالمشروع الاصلاحي الخالص لوجه الله بكل انتماءاتهم المدنية والاسلامية وغيرها التعاون من اجل الخروج بتظاهرة مهيبة لإنقاذ الوطن ولكي لا تذهب دماء العراقيين التي سالت في كل بقاع العراق ولا سيما في الكرادة وبلد هباء وبغير حساب ولكي يزول عنا ألم الفساد والظلم".
وجاءت دعوة الصدر هذه بعد ساعات من انتشار منشورات وشعارات على جدران العاصمة تداول صورها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تدعو للمشاركة بثورة الاصلاح وتظاهراتها في الخامس عشر من الشهر الحالي.
وكان فشل البرلمان في استكمال التشكيلة الوزارية الجديدة في 28 من ابريل الماضي قد اثار تظاهرات احتجاج شعبية اقتحم خلالها المتظاهرون المنطقة الخضراء ومبنى مجلس النواب واحتلوه لساعات محطمين اثاثه واجهزته الالكترونية.. ثم كرروا الاقتحام في الاسبوع التالي الامر الذي ارغم القوات الأمنية على التصدي إلى المقتحمين بالسلاح ما ادى إلى مصرع ثلاثة منهم.
يذكر أن الفساد قد اصبح المعضلة الكبرى في العراق كما أن الهبوط الكبير في أسعار النفط عام 2014، أدى إلى تقليص ميزانية الدولة العراقية في وقت تحتاج فيه إلى المزيد من الموارد لتمويل حربها ضد تنظيم داعش الذي احتل مساحات واسعة من البلاد.
التعليقات