قبل ساعات من إنطلاق المسيرة المليونية التي دعا لها في بغداد اليوم مقتدى الصدر، فإنه قد صعد موقفه من العبادي محذرًا من أن عدم تحقيقه للإصلاح الحقيقي المنشود وتشكيل حكومة تكنوقراط نزيهة فأنه لن يبقى بمنصبه.. فيما أكد رئيس الوزراء من جهته على أن حكومته بحاجة إلى فريق إصلاحي منسجم.

لندن: قال الشيخ صلاح العبيدي الناطق باسم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إن عدم تمكن رئيس الوزراء حيدر العبادي من تحقيق التغيير والاصلاح فإنه لن يجد له مكانًا في الحكومة، في إشارة إلى امكانية معارضة التيار لبقائه رئيسًا للحكومة.

وأضاف في تصريح صحفي تابعته "إيلاف"، أن مبادرة تحالف القوى العراقية السنية وكتلة المواطن الممثلة للمجلس الاعلى الاسلامي برئاسة عمار الحكيم بتقديم استقالات عدد من وزرائهم قد شكلت خطوة مشجعة نحو حكومة التكنوقراط.. مشددًا على ان استقالة وزراء التيار الصدري أمر مفروغ منه.

وأضاف أن الكتل السياسية تتخوف من تشكيل حكومة تكنوقراط وفقًا لتوجهات ائتلاف دولة القانون بقيادة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، والذي يعتبر العبادي احد قادته، مؤكدًا أن الصدر حريص على تولي وزراء لا يحظون بتغطية الكتل السياسية.

وتشير تقارير إلى أنّ لجنة شكلها مجلس الوزراء من مستشارين وأكاديميين لتقويم الوزراء الحاليين وترشيح الجدد وتعمل بإشراف رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ورئيس الكتلة البرلمانية للائتلاف علي الاديب، قد توصلت إلى بعض النتائج، أهمها إبعاد تسعة وزراء حاليين منهم طارق الخيكاني في الإعمار والإسكان وحيدر الزاملي في العدل ومحسن الشمري في الموارد المائية وعديلة حمود للصحة، إضافة إلى إبراهيم الجعفري في الخارجية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين الشهرستاني.

وحذر العبيدي من انه اذا لم يتمكن العبادي من تحقيق التغيير والاصلاح المنشودين، فإنه قد لا يجد له مكانًا في الحكومة.. موضحًا أن الصدر "فضل منح رئيس الوزراء فرصة لاجراء الاصلاحات قبل المطالبة بتغييره كونه تولى حكومة مليئة بمشاكل لم تكن من مسؤوليته"، بحسب قوله.

وقد قامت قيادة عمليات بغداد بإتخاذ اجراءات امنية لتأمين تظاهرة اليوم الجمعة، واغلقت فجرًا جسري الجمهورية والسنك اللذين يوصلان إلى المنطقة الخضراء الحصينة مركز الرئاسات الثلاث والوزارات المهمة والسفارات الاجنبية، وبينها الاميركية، كما قامت بنشر قواتها في الساحات والشوارع العامة القريبة من ساحة التحرير بوسط العاصمة، والتي ستشهد التظاهرة المليونية التي سيؤم اثرها الصدر صلاة موحدة شيعية سنية ويلقي خطابًا يتحدث فيه عن آخر التطورات السياسية والامنية والاقتصادية وموقفه من التغيير الوزاري الذي ينوي العبادي القيام به، إضافة إلى الاصلاحات التي يقوم بها منذ ستة اشهر ومدى نجاحها في مكافحة الفساد واسترجاع اموال الشعب المسروقة من الفاسدين ومحاكمتهم.

وجاءت دعوة الصدر للمليونية من اجل دعم خطته التي اطلقها في الثالث عشر من الشهر الحالي عن "اصلاح الاداء الحكومي"، حيث قدم إلى العبادي قائمة بأسماء شخصيات عراقية مستقلة تكون مهمتها تشكيل لجنة لاختيار التشكيلة الوزارية الجديدة.. مهددًا بسحب الثقة من حكومة العبادي في حال عدم تنفيذ المشروع خلال 45 يوماً.

العبادي: الحكومة بحاجة إلى فريق إصلاحي منسجم

ومن جهته، أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي أن الحكومة بحاجة إلى فريق اصلاحي منسجم على مستوى تطبيق وتنفيذ الاصلاحات والتوجه العام ورؤية للحكومة مع ضرورة تخفيض عدد النواب واعضاء مجالس المحافظات.

جاء ذلك خلال اجتماع عقده العبادي مع رئيس واعضاء لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية، حيث أكد ان الاصلاح الاقتصادي يحتاج إلى اجراءات.. مؤكدًا بالقول "لقد بدأنا العمل بها للسير بالبلد إلى الطريق الصحيح "، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي عقب الاجتماع الليلة الماضية في بيان صحفي، اطلعت على نصه "إيلاف".

وشدد العبادي على حاجة الحكومة إلى فريق اصلاحي منسجم على مستوى تطبيق وتنفيذ الاصلاحات والتوجه العام ورؤية للحكومة.. مشيرًا إلى أنّ "التواصل مع البرلمان امر مهم، فهناك تحدٍ خطير نتيجة انخفاض اسعار النفط والبعض لا يعي خطورة المشكلة التي تتطلب التعاون واتخاذ اجراءات للسيطرة عليه ".

وأضاف قائلا "خفضنا الانفاق الحكومي للعام 2015 إلى نسبة 60%عما كان عليه وفرضنا تخفيضًا إضافيًا للسنة المالية الحالية ونعمل على تقليل الاعتماد على النفط في الموازنة المالية ".. مؤكدًا على أن
البلد لا يقاد بعقلية واحدة، وانما بالتعاون ضمن فريق واحد، وقد اتخذنا اجراءات لتشجيع المنتوج الوطني وسنمنع اغراق السوق بالبضائع المستوردة الرديئة لتشجيع صناعتنا الوطنية".

وشدد رئيس الوزراء على اهمية التعاون من اجل تخفيض عدد النواب واعضاء مجلس المحافظة لما لها من اهمية في خفض النفقات، وكذلك اتخاذ القرار.. مطمئنًا الموظفين بأن رواتبهم مستمرة ودعاهم إلى عدم الاستماع للشائعات التي يطلقها البعض، والتي تحاول عرقلة اية عملية إصلاحية.

وكان العبادي اعلن قبل ايام عن توجهه لاجراء تغيير وزاري جوهري بضم شخصيات مهنية متخصصة من التكنوقراط إلى حكومته داعيًا البرلمان والكتل السياسية إلى التعاون معه لانجاز هذه المهمة، التي قال انها ستساعد على خروج العراق من ظروفه الصعبة التي يمر بها حاليًا.