فضلا عن مطالبته لها بتسليم فتح الله غولن الذي يتهمه بتدبير المحاولة الانقلابية، وجد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان نفسه في مواجهة قادة عسكريين أميركيين انتقدوا إبعاد عدد من ضباط الجيش لدورهم في المحاولة الفاشلة "وأن إبعادهم يعرقل التعاون في محاربة الإرهاب".

وانتقد مدير جهاز المخابرات الوطني الأميركي جيمس كلابر ومعه قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال جوزيف فوتيل، عملية التطهير التي تقوم بها تركيا للجيش، وقالا إنها تعرقل التعاون في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

ورد إردوغان على تعليقات المسؤولين الأميركيين بالقول إن "تطهير قواتنا من الانقلابيين أزعج الجيش والاستخبارات الأميركية. ينبري أحد الجنرالات أو الأميرالات في أميركا وبالتزامن مع ما يجري (في تركيا) ليقول "شخصيات من مستويات عليا في القيادة، كنّا نتواصل معهم، قد باتوا خلف قضبان السجون".&

من أنت؟

واضاف الرئيس التركي موجها كلامه للجنرال الأميركي جوزيف فوتيل: على الإنسان أن يخجل قليلًا، هل أنت مخوَّلٌ بالخوض في هذه الأمور واتخاذ قرارات في هذا الصدد؟، من أنت؟ عليك قبل كل شيء أن تعرف حدودك وتعرف نفسك".

ودعا أردوغان الجنرال الأميركي، لتقديم الشكر لتركيا، التي أفشلت الانقلابيين، قائلاً :"عليك أن تقدم الشكر باسم الديمقراطية، لهذه الدولة التي تمكنت من دحر الانقلابيين، عوضًا عن الاصطفاف بجانبهم، لا سيما أنَّ متزعم الانقلاب مقيم في بلدك، ويتلقى الدعم منكم".

وقال أردوغان في الكلمة التي ألقاها بمقر رئاسة القوات الخاصة (تعرض لقصف الانقلابيين) بالعاصمة أنقرة، إن "الخونة (الانقلابيين) قصفوا مركز القوات الخاصة (في العاصمة أنقرة) ما أدى لاستشهاد 50 من إخوتنا، أولئك سُيذكرون دومًا بخيانتهم، على عكس إخوتنا الذين سيستذكرون بتضحياتهم في سبيل الوطن".

القوات الخاصة&

وحول مبنى القوات الخاصة الذي تعرض لقصف الانقلابيين، قال أردوغان "سنبني بناءً أجمل بكثير من هذا البناء الذي دمره الانقلابيون وبفترة قصيرة ، مشروع البناء بات جاهزًا وسنباشر به".

يشار إلى أن قال مدير المخابرات الوطنية الأميركية والجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأميركية قالا في حديثهما أمام منتدى أسبن الأمني بولاية كولورادو إن عملية التطهير شملت الكثير من الضباط الأتراك الذين تعاملوا مع الولايات المتحدة وألقت بالبعض في السجون.

وعندما سئل كلابر عن تأثير الأحداث في تركيا على الحرب ضد الدولة الإسلامية أجاب "لها تأثير لأنها أثرت على كل ركائز أجهزة الأمن الوطني في تركيا".

استبعدوا او اعتقلوا&

وأضاف أن الكثير من الذين كنا نتعامل معهم تم استبعادهم أو اعتقالهم..ما من شك في أن ذلك سيحدث انتكاسة ويجعل التعاون أكثر صعوبة مع الأتراك.

وسئل فوتيل عما إذا كان هناك عسكريون أتراك من الذين تعاملت معهم الولايات المتحدة رهن الاعتقال فقال "نعم أعتقد أن بعضهم في السجن".

وأضاف فوتيل أن العمليات المتعادة استؤنفت في انجيرليك لكنه قلق من تأثير الانقلاب الفاشل "على المدى الطويل" &على عمليات مكافحة الإرهاب.

وقال: كانت لدينا بالتأكيد علاقات مع الكثير من الزعماء الأتراك والقادة العسكريين على نحو خاص.. أنا قلق من مدى التأثير على تلك العلاقات ونحن نواصل المضي قدما.

وقال فوتيل من دون الخوض في التفاصيل إنه بخلاف قاعدة انجيرليك فإن هناك "خلافات" &أخرى تعتري العلاقات الأميركية التركية وتؤثر على العمليات الأميركية، وختم: "لدينا الوسائل لتخفيف ذلك..والتعامل مع الأمر على الفور ونحن نفعل ذلك".