ردّ 81 في المئة من المشاركين في استفتاء إيلاف الأسبوعي الهجمات المتشددة في أوروبا إلى عنصرية تمارسها الدول الأوروبية في تعاملها مع الجالية الاسلامية.

إيلاف من بيروت: تطرح الهجمات الارهابية التي تستهدف الدول الأوروبية الكثير من التساؤلات عن سببها، وعن سبب تزايدها في الأيام الأخيرة، خصوصًا أن ثمة أصوات تنادي فعليًا بالتبحر في البحث عن هذه الأسباب، وعدم تعليقها على شماعة التشدد الإسلامي الذي تشهده دول في المنطقة.

في هذا الاطار، سألت "إيلاف" قراءها سؤالها الأسبوعي، وتناول هذه المرة سبب تكرار الهجمات الإرهابية في أوروبا.&

أجاب عن هذا السؤال 5754 مشاركًا، وسجلت "العنصرية" المركز الأول بنيلها 4693 صوتًا، أي ما نسبته 81 في المئة من الأصوات.&

حلّ "تمدد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)" في المركز الثاني بنيله 10 في المئة من الأصوات. كان "هامش الحرية" السبب الثالث على التوالي بنيله 8 في المئة من إجمالي الأصوات، في حين أعرب واحد في المئة عن عدم اهتمامهم بهذه المسألة.

تعميم عنصري
يشكو المسلمون في أنحاء أوروبا عنصرية متصاعدة تجاههم، بدأت وتيرتها تحتدّ فعليًا منذ الهجوم الكبير على مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية، بسبب نشرها رسومًا كاريكاتورية مسيئة الى الرسول في يناير 2015.&

حينئذٍ، أظهر استطلاع للرأي في بريطانيا أن نصف مسلمي بريطانيا يتعرضون للتمييز العنصري، بسبب عقيدتهم الدينية، كما ساد اعتقاد مفاده أن المملكة المتحدة أصبحت أقل تسامحًا مع المسلمين. وأشار الاستطلاع نفسه إلى أن المستطلعة آراؤهم رفضوا الهجمات على شارلي إيبدو، لكنهم أعربوا عن انزعاجهم من نشر الرسوم الكاريكاتورية إياها.

بحسب الاستطلاع، يرى 46 في المئة من المسلمين أن الأحكام المسبقة عن الإسلام صعّبت حياة المسلمين، ويظن 78 في المئة منهم أن الرسوم الكاريكاتورية التي تجسد النبي محمد مسيئة فعلًا. وقال 11 في المئة من مسلمي بريطانيا إنهم متعاطفون مع من يحاربون المصالح الغربية، بينما نظر 27 في المئة منهم بإيجابية إلى الأسباب التي تقف خلف هجمات باريس.&

منذ ذلك الحين، زادت حدة المشاعر الغربية المعادية للاسلام والمسلمين بسبب تصاعد الهجمات الدموية في فرنسا وبلجيكا وألمانيا وبريطانيا. لكن المراقبين يقولون إن هذه الأرقام المثبتة أعلاه تشي بتوافر نسبة عالية من تبلدل العنصرية بين الأوروبيين غير المسلمين والأوروبيين المسلمين، على خلفية تعميم الاتهام بالتطرف من جهة الأوروبيين، وتعميم الاتهام بالكفر والتعدي على المسلمين من جهة الاسلاميين.&

هذا التعميم، مع ما يستدعيه هذا التبادل العنصري من ممارسات رسمية وغير رسمية عقابية تدفع المسلمين إلى قبولهم بأن يكونوا حاضنة "نفسية في أقل تقدير" لعناصر تتحرك رافضةً السلوك الغربي الذي يجرّمهم، على الرغم من وقوف غالبية المسلمين الأوروبيين إلى جانب دولهم الأوروبية في وجه التطرف.

ما زالت أجهزة الاستخبارات الأوروبية عاجزة عن الامساك فعليًا بحدودها، متعللة بـ «موجات اللاجئين» المتدفقة إلى الدول الأوروبية، مع الاعتراف باندساس «جهاديين» بين صفوف اللاجئين، وعودة هؤلاء الجهاديين بعدما غادروا أوطانهم الأوروبية للمشاركة في الحرب في سوريا والعراق، إلى جانب تنظيم الدولة الاسلامية.

ترجح مصادر أوروبية أن تكون أجهزة الاستخبارات في الدول العربية مخترقة، بشكل من الأشكال، لأن التدابير المتخذة في هذه الدول قاسية، إلا أن مصادر أخرى ترى أن داعش تتمدد "أيديوليوجيًا" في الشرائح المتحدرة من أصول عربية في المجتمعات العربية، ويستدلون على ذلك من كثافة استهداف فرنسا، أكثر من استهداف الدول الأوروبية الأخرى، والسبب وجود أوسع شريحة مسلمة متحدرة من أصول تونسية وجزائرية ومغربية، وهي الأصول التي ينتمي إليها معظم المهاجمين المتشددين.&

بالتالي، تقول هذه المصادر أن تغلغل داعش في المجتمعات الأوروبية يردد صدى شعار "باقية وتمدد" الذي رفعه تنظيم الدولة الاسلامية لما اطلق عليه دولة الخلافة.

وثمة من يقول إن هناك أسبابا أخرى لاستهداف فرنسا، فهي التي ما زالت ترفض استمرار بشار الأسد على رأس النظام السوري، بعد المجازر التي اقترفها في شعبه، وهي ما تزال تشكك في النيات الإيرانية من وراء اتفاقها مع الغرب لتسوية ملفها النووي.
&& &
&