أسامة مهدي: بعد اسبوع من طلب وزارة الخارجية العراقية من نظيرتها السعودية استبدال سفيرها في بغداد فقد غادرها اليوم السفير ثامر السبهان عائدا الى الرياض فيما اشارت تقارير الى تعيين العميد الركن عبد العزيز بن خالد الشمري الملحق العسكري في ألمانيا وزيرا مفوضاً برتبة سفير في العراق.

وقالت مصادر عراقية اليوم ان السبهان غادر بغداد عائدا الى الرياض بعد ان كانت الخارجية العراقية قد طلبت من نظيرتها السعودية في 28 من الشهر الماضي استبداله بذريعة تدخله في الشؤون الداخلية العراقية وهو ما اثار خلافات بين القوى الشيعية العراقية التي رحّبت بالقرار والقوى السنية التي اعتبرته ارضاء لايران التي تشهد علاقاتها مع السعودية توترا على اكثر من صعيد.&

حملة لحلفاء ايران ضد السفير
وقد جاء الطلب العراقي باستبدال السفير السعودي بعد حملة شنتها قوى عراقية حليفة لايران ضد السبهان متهمين اياه بتهديد السلم الأهلي في البلاد اثر اشارته الى الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها تشكيلات الحشد الشعبي الشيعية ضد اهالي المناطق السنية التي يتم تحريرها من سيطرة داعش وهي انتهاكات اكدتها منظمتا العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش.

وكان السبهان ذكر في تصريح متلفز لإحدى القنوات الفضائية المحلية أن رفض الأكراد ومحافظة الأنبار دخول قوات الحشد الشعبي مناطقهم دليل على عدم مقبوليته من قِبل المجتمع العراقي.& وكشفت تقارير صحافية قبل ايام عن محاولات لاغتيال السفير السعودي ونقلت عن مصادر عراقية قولها إن "الميليشيات التي خططت لاغتيال السبهان على ارتباط مباشر بإيران".

الشمري بديلا من السبهان سفيرا في العراق

ومن جهتها قالت وسائل إعلامٍ سعودية ان الخارجية السعودية قد رشحت عبد العزيز الشمري ليكون سفيراً جديدا للسعودية في العراق خلفا للسبهان .. واوضحت وكالة أنباء الجبل السعودية ان الديوان الملكي السعودي أصدر قراراً بتعيين العميد الركن عبد العزيز بن خالد الشمري الملحق العسكري في ألمانيا وزيرا مفوضاً برتبة سفير في وزارة الخارجية ليعمل في سفارة الرياض في بغداد حيث سيتسلم مهامه بديلاً من السفير السابق ثامر السبهان.

وقد اعتبر تحالف القوى العراقية الذي يضم القوى والاحزاب السنية في البلاد طلب العراق من السعودية استبدال سفيرها في بغداد استجابة لضغوط "الميليشيات المنفلتة". وقال تحالف القوى العراقية في بيان صحافي ان "السياسات العراقية تنزلق مرة اخرى الى محور الاختلاف مع الدول العربية بلا مبرر رغم انها مدت يدها للشعب العراقي ووقفت معه ولا تزال في محنته الامنية والانسانية". واكد انه فوجئ بقرار الحكومة العراقية طلب تغيير السفير السعودي في بغداد ثامر السبهان معتبرا ذلك "سابقة خطيرة لم تألفها الاعراف والتقاليد الدبلوماسية بين الدول المتحضرة في اساءة متعمدة للدور السعودي الاقليمي".

وشدد التحالف السني على عدم قبوله بالقرار الصادر عن الخارجية العراقية بطلب استبدال السبهان داعيا الحكومة الى التراجع عنه صوناً للمصالح المشتركة .

وعلى العكس من موقف القوى السنية هذا فقد رحب تحالف القوى الشيعية بطلب استبدال السفير السعودي معتبرا انه مظهر من مظاهر الحرص على إنجاح مسار تطوير العلاقات الثنائيَّة بين البلدين. ورحب قادة التحالف اثر اجتماع في بغداد بطلب استبدال السفير السبهان "باعتباره مظهراً من مظاهر الحرص على إنجاح مسار تطوير العلاقات الثنائيَّة بين البلدين" بحسب قولهم .

لا تأثير لتغيير السفير في علاقات البلدين

ومن جهته استبعد السفير السبهان أن يؤثر طلب بغداد استبداله على العلاقات السعودية-العراقية، لكنّه أشار إلى أن السعودية لن تلجأ للرد بالمثل لأن "المملكة أكبر من هذه الأمور ولديها أهداف أسمى من ذلك".

وأضاف السفير في تصريح صحافي أن "المبررات" التي قدمتها وزارة الخارجية العراقية بشأن طلب استبداله جاءت بدوافع شخصية لا علاقة لها بالعمل الدبلوماسي. واشار الى انه ابُلَغ عدة مرات من الأجهزة الأمنية العراقية بوجود تهديدات ومخططات لاغتياله، وأضاف "علما بأن أغلب التحذيرات التي تأتينا، تأتينا من&الأجهزة الأمنية&نفسها&في الحكومة العراقية. فلذلك لا عذر لهم في ذلك". وأوضح أن أحد قادة "الميليشيات الإرهابية" ظهر علانية في التلفزيون وقال "إنني مطلوب لهم وأن عملية اغتيالي ستكون شرفا للجميع".

وكانت السلطات السعودية عينت السبهان سفيرا في العراق في الثاني من يونيو عام 2015 ثم قدم اوراق اعتماده سفيرا جديدا للسعودية في العراق الى الرئيس فؤاد معصوم في 18 يناير الماضي وذلك بعد قطيعة دبلوماسية بين البلدين دامت ربع قرن.& &

&