اعتبر منسق الجيش السوري الحر كرم خليل أن أهمية جبل الأكراد الواقع في الساحل السوري، بمحاذاة الحدود التركية، تكمن في كونه خط الدفاع الأول عن القرى الموالية للنظام السوري، داعيًا إلى تشكيل مجلس عسكري يجمع الأطراف المقاتلة تحت قيادة واحدة.

إيلاف من لندن: يمتاز جبل الأكراد بموقع استراتيجي على البحر المتوسط، وقد فرض هذا الواقع الجيوسياسي على جبل الأكراد واقعاً معقداً، انعكست ارتداداته سلباً على الفصائل المسلحة.

ويرى منسق الجيش السوري الحر كرم خليل في حديث مع "إيلاف" ان ارتدادات ذلك الموقع "تمثلت برفع يد الدعم العسكري والسياسي عن هذه المنطقة الحيوية، لأن سقوط النظام السوري يبدأ من هذه المنطقة، التي تعتبر الحضن الدافئ للنظام، والخزان البشري لجيشه، وتشكل رافداً مهماً لميليشيات الشبيحة وما يسمى بقوات الدفاع الوطني".

خليل يعتبر ان ذلك خلق لواقع هذه المنطقة تحديات كبيرة "تمثلت بشح الدعم المقدم من الجهات الداعمة في المعارضة، والأطراف الإقليمية، ما تسبب بتشرذم الكتائب والفصائل وعدم انتظامها وانضباطها بالشكل الأمثل، بما يضمن تحقيق أهداف الثورة السورية، وحماية الاقليات وتحقيق الحرية والعدالة تحت سقف القانون، وفي كنف الدولة السورية، بكل مكوناتها الوطنية".

التطرف والإرهاب&

وأشار الى ان هذا الواقع المعقد "أدى، نتيجة لكل الأسباب المشار إليها أعلاه، إلى ظهور تنظيمات إسلامية متشددة، تتبع عضوياً وإيديولوجياً لتنظيم القاعدة، وبرز دور النظام في التمهيد لظهور تلك التنظيمات المتطرفة، من خلال مساهماته الكبيرة، وخبراته المتراكمة، في صناعة هؤلاء المتشددين، في أقبية مخابراته، ومسخ عقولهم في سجونه الكبيرة، ومن أشهرها سجن &صيدنايا العسكري، الذي يعد واحداً من أهم المدارس الضالعة في تخريج شلل الجهاديين وأصحاب الفكر التكفيري، بغرض تحقيق أهداف النظام وحلفائه الإقليميين والدوليين في منطقة الشرق الأوسط".&

وقال خليل: "وقفت الثورة السورية منذ البداية ضد هذا النوع من التنظيمات المتطرفة، وحاربتها جنباً إلى جنب مع مواجهتها للنظام، غير أن النظام نجح بإطالة وجوده من خلال هذه التنظيمات، ونجح في تحويل الثورة السورية إلى ثورة تطرف وإرهاب، لأنه المصدر الأساسي لصناعة الإرهاب".

ولفت الى ان معظم غرف الكتائب، التي تشكلت في منطقة الساحل في بداية الثورة ولا تزال مستمرة حتى الآن، "هي بأغلبيتها من الجيش الحر، المدعوم من غرفة الموك، وقد أدى تشكيل هذه الغرفة الى ترتيب وجودهم بشكل قوي في هذه المنطقة، كالفرقة الساحلية الأولى والثانية والفوج الاول، ولواء العاديات، واللواء العاشر والقادسية وكتيبة الهجرة إلى الله وفيلق الشام".&

واضاف أن الإخوان المسلمين شكلوا بالإضافة إلى ذلك كتائب إسلامية بصفة معتدلة، كلواء النصر وأنصار الشام، وهي تتبع فعليا لحركة أحرار الشام الإسلامية، التي هي فصيل إسلامي سوري معتدل، لا يحمل أية أفكار تكفيرية ولا يتبع لفكر القاعدة نهائياً".

وأكد أن هذه الفصائل الإسلامية المعتدلة سينتهي دورها العسكري بسقوط النظام، "وسينتقل دورها نحو العمل السياسي، من خلال تشكيلها أحزابا سياسية إسلامية معتدلة، تهتم بالدعوة والإرشاد واحترام جميع الأديان".

وجود مرحلي&

أما بالنسبة إلى جبهة فتح الشام، النصرة سابقا، فأوضح "أن هذا التشكيل بأغلبيته من تنظيم القاعدة، وهو خليط مغربي تونسي خليجي أوروبي، وبأقلية سورية، كما أن الحزب التركستاني هو حزب إسلامي، ينتهج نهج القاعدة".

ولفت خليل الى أن هوية هذه التنظيمات الإسلامية المتشددة، غير الوطنية، سوف تساعد على نهايتها واندثارها، لأن طبيعة الشعب السوري بعيدة كل البعد عن هذه الأفكار التكفيرية .

وشدد على ان "الشعب السوري بالفطرة اسلامه وسطي معتدل ومتعايش مع جميع الأديان، ويرتبط أفراده بعلاقات اجتماعية قوية لن يستطيع النظام ولا حتى هذه التنظيمات المتشددة زعزعتها".

وأما عن منطقة القلمون في ريف دمشق، فقال: "يوجد فيها العديد من الكتائب العسكرية التابعة للجيش الحر، ممثلة بالمجلس العسكري، بالإضافة الى تنظيمي داعش والنصرة، وكما أشرنا في السياق إلى أن وجود هذه التنظيمات التكفيرية هو وجود مرحلي مرتبط بوجود النظام، ونهايتها مقترنة بتغيير النظام".

وانتهى خليل الى أن الضامن الوحيد لمواجهة خرائط الإرهاب في سورية، وحماية الشعب السوري، يتمثل في "دعم الجيش الحر وتشكيل المجلس العسكري الجامع، بقيادة موحدة ودعم قوي ومستمر ومنظم من جميع الدول المعنية في مواجهة الإرهاب واجتثاث مصادره."
&