نفى القائد العام لغرفة عمليات دمشق وريفها أبو زهير الشامي لـ"ايلاف" اغتيال القيادي العسكري في حزب الله مصطفى بدر الدين من قبل الفصائل المسلحة التابعة للجيش الحر في سوريا، وقال: "لو كنا نحن من قتلناه، لأعلننا ذلك في وقته وبكل فخر واعتزاز، لأنه عدو حقيقي لنا، وقتله هدفنا".

لكنه اعتبر "أن اتهام الفصائل المسلحة من قبل حزب الله هو اﻷفلاس الحقيقي الذي يهدف إلى رفع معنويات مرتزقته، وليكون ثأرهم أكثر من دم الشعب السوري من أطفال ونساء وشيوخ بعد احباط معنوياتهم في حلب ومعظم المحافظات السورية واثر خسائرهم المتتالية".

وأكد "بأن من قام بعملية قتل مصطفى بدر الدين هم من الدائرة المقربة لحزب الله والنظام السوري ليتخلصوا من متهم مهم بقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري".

حرق أوراق

من جانبها، أكدت مزن مرشد، عضو المكتب السياسي في تيار الغد السوري في تصريح لـ"ايلاف" على أنها "ما هي الا أوراق يحرقونها"، وشددت على أن مقتل مصطفى بدر الدين يشكل "ضربة قوية لحزب الله، ومن الممكن ان تحدث خللًا حقيقيًا في صفوف قياداته".

وعبّرت عن قناعتها "بأن حزب الله نفسه من قام بالعملية ليتخلص من شخص متهم باغتيال الحريري، خاصة اذا لاحظنا ان كل من وردت اسماءهم في قائمة اتهام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في قضية اغتيال الحريري سواء من سوريين او لبنانيين تتم تصفيتهم تباعا".

وقالت مرشد: "اذا تطرقنا لتاريخ مصطفى بدر الدين سنرى انه أوقف في قضايا تفجيرات الكويت وحوكم بالاعدام وقتها في ثمانينات القرن الماضي، اضافة الى سجل طويل في عمليات ارهابية بحجة المقاومة، لكننا لم نشهد عملية واحدة داخل الاراضي المحتلة، فهو قاتل ودخل الى سوريا ليقتلنا".&

وحول النظرية التي تقول بأنهم أخفوه وابتدعوا حجة الموت لحمايته، قالت: "انا استبعد هذا الاحتمال لانني لا اعتقد بان الاشخاص لهم قيمة عند حزب الله او النظام السوري مهما بلغت مكانتهم او خدماتهم، فهم مجرد اوراق لدى الحزب يحرقونها عندما تنتهي صلاحيتها".

أهداف متعددة

أما العميد الركن والمحلل العسكري السوري أحمد رحال فقال: "إن إدعاء حزب الله أن قتل بدر الدين كان بقذيفة مدفعية من الثوار في الغوطة الشرقية هو مجرد تمهيد بهدف سياسي وهدف عسكري ودفع معنوي لميليشياتهم لعمل عسكري مقبل في الغوطة الشرقية يقوده حزب الله". وهكذا يكون حزب الله قد حقق عدة أهداف تتلخص بـ"خلق سبب للهجوم على الغوطة الشرقية، والتخلص من شخص مزعج متهم باغتيال الرئيس الحريري ويطالب بالانسحاب من سورية"، بحسب رحال.

ومصطفى بدر الدين له تاريخ طويل من التفجيرات والاغتيالات والعمليات الأمنية، بحسب وكالات الانباء ورصدها لتاريخه منذ &مطلع الثمانينات، ففي العام 1982 جنده الحرس الثوري الإيراني مع مغنية قبل تأسيس حزب الله، وأسس مع مغنية مجموعة تتبع لإيران والتحقت بحزب الله، وفي العام 1983 ساهم مع مغنية في تفجير السفارة الأمريكية في بيروت.

وفي العام 1983 أيضاً ساهم مع مغنية بإرسال انتحاريين لتفجير مقري المارينز والقوة الفرنسية في بيروت، وانتقل إلى الكويت في نفس العام تحت اسم “إلياس فؤاد صعب”، وقام بعدد من التفجيرات، واعتقلته الكويت وحكمت عليه بالإعدام في العام 1984، وفي عام 1990 هرب من سجن الكويت بعد احتلالها من العراق إلى إيران ثم لبنان.

المسؤول العسكري

وحضّر بدر الدين بعد خروجه من السجن لاعتداءات في دول عربية من السعودية إلى البحرين، وفي العام 1996 كشفت علاقته بتفجير الخبر، عبر ما يدعى “حزب الله في السعودية”، وفي عام 2003، شارك في تأسيس “حزب الله” العراق.

بدر الدين وقبل سنوات من بدء الحرب في سوريا قام عام 2005 مع عدد من قياديي حزب الله باغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري، بحسب اتهامات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

ومنذ اغتيال عماد مغنية في دمشق عام 2008 تحول بدر الدين إلى المسؤول العسكري لحزب الله.

وبحسب ذات المصادر أن حزب الله خطف طائرة مدنية كويتية وقتل اثنين من ركابها، وحاول اغتيال أمير الكويت في منتصف الثمانينيات، وقام باختطاف عدد من الصحافيين الغربيين في بيروت بهدف إطلاق سراح بدر الدين من سجنه في الكويت.
&