أثار خبر مقتل القائد العسكري في حزب الله مصطفى بدر الدين الكثير من التداعيات على المستويين الداخلي والخارجي، نظرًا لارتباطه الوثيق بجملة من الملفات الساخنة، لا سيما ما يتعلق بقضية اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري.

بيروت: ما إن أعلن حزب الله عن مقتل قائده العسكري ومسؤول عملياته في سوريا مصطفى بدر الدين، حتى أُثيرت عاصفة من الأسئلة التي أضيفت إلى التداعيات المباشرة وغير المباشرة لسقوط قائد بهذا الحجم، وقد تركزت هذه الأسئلة حول مصير محاكمته في قضية اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، لا سيّما أنه أحد أبرز المتورطين بحسب القرار الاتهامي للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، الذي اتهمه بالتخطيط والإشراف على الاغتيال، بالإضافة إلى اعتباره المخطط الرئيس للعملية.&

ولكن يبدو أن المحكمة الدولية غير معنيّة على الإطلاق بهذه الأخبار، فالمتهم مصطفى بدر الدين لا يزال على قيد الحياة بالنسبة لها، ما لم يثبت عكس ذلك بالأدلة الحسيّة والقاطعة، وبالتالي فإن مسار المحاكمة الغيابية سيستمر دون&أي تغيير أو تعديل.

أدلة دامغة

بعض الأوساط القانونية أكدت أن المحاكم لا تستند إلى أخبار أو روايات إعلامية تتعلق بموت هذا أو ذاك، ولا حتى إلى جنازات تُظهر عملية التشييع أو الدفن، بل إلى وثائق رسمية دقيقة تعتمد الأدلة العلمية والطبية الدامغة، بما في ذلك فحص الحمض النووي للجثة، مشيرةً إلى أنها السبيل الوحيد لإثبات الموت، وبالتالي اسقاط الملاحقة القانونية. & &

وفي هذا الإطار، أوضحَ رئيس لجنة متابعة أعمال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان المحامي وهيب عيّاش لموقع "لبنان 24"، أن ما يمكن أن تفعله المحكمة هو "إصدار إستنابة قضائية للدولة اللبنانية كي تقدّم السلطات المختصّة شهادة توثق الوفاة بعد التأكد من فحص DNA وأنّ الجثة تعود لبدر الدين"، مؤكدًا أن "المحكمة ستتابع الملاحقة القانونية حتّى إثبات الوفاة، وإذا ما سقطت الملاحقة، يتم حينها ضمّ المستندات المصدّقة والتحقيقات السابقة عن تورّطه إلى الملف الأساسي".

حيلة للهرب

وطرح عيّاش مثالًا عن بارون المخدرات "ال تشابو"، الذي تمّ توقيفه منذ مدة ليست بعيدة، شارحًا أنّ الأخير قيل إنّه توفي بعد وجود مذكرات دوليّة بحقه وأقيمت له جنازة، ويومها توقفت ملاحقته قانونيًا، إلا أنّه كان استخدم هذه الحيلة للتهرّب من المحاكمة، فخضع لعمليات تجميل وأكمل عمله، إلى حين توقيفه مؤخرًا.&

وكان حزب الله قد أعلن، أمس الجمعة، مقتل القيادي مصطفى بدر الدين في انفجار كبير استهدف أحد مراكز الحزب بالقرب من مطار دمشق الدولي، وذلك وفق ما جاء في بيانه الرسمي، الذي أشار الى أنه "لم تحدد طبيعة الانفجار وأسبابه، وهل هو ناتج من قصف جوي أو صاروخي أو مدفعي، وسنعلن المزيد من نتائج التحقيق قريبا".

فيما اعلن في بيان، صباح اليوم السبت، ان "التحقيقات اثبتت بأن الإنفجار الذي استهدف احد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي، وادى إلى استشهاد الأخ القائد مصطفى بدر الدين، ناجم من قصف مدفعي قامت به الجماعات التكفيرية المتواجدة في تلك المنطقة".
&