إيلاف من لندن: كشف فيلم وثائقي جديد عن أن نشر الأخبار في القرن الـ 19 كان يتم في أحيان كثيرة عن طريق الأغاني، وأن نوعية "الأغاني القصصية أو الوصفية" كانت تُرَدَّد بصوت جهوري على نواصي الشوارع لإبقاء الناس على دراية بما يحدث في المنطقة.

وكانت تُزَوَّد غالباً تلك الأغاني، التي كانت تُطبَع على أوراق كبيرة الحجم من النوع الرخيص، بنقوش خشبية ودلالات مفيدة يُستَمَد منها لحن معروف يمكن أن يتماشى مع الكلمات، ثم كانت تُبَاع لأناس مقامرين يذهبون ويشدون تلك الأخبار في أماكن أخرى.

ولفت الفيلم الوثائقي كذلك إلى أن محتوى تلك الأغاني كان يتركز على الأخبار، النبوءات، الحكايات التاريخية، النصائح الأخلاقية، التحذيرات الدينية، النزاعات والنقاشات السياسية، الهجاء، الكوميديا والقصص الفاحشة، كما أنها كانت تباع بأعداد كبيرة على نواصي الشوارع وفي الساحات المنتشرة بمختلف المدن وفي المعارض.

وأشار الفيلم إلى أنها كانت تُعَلَّق على حوائط الحانات وغيرها من الأماكن العامة، وأنها كانت تُغَنّى بشكل فردي من جانب دعاة&الأغاني، وأنها كانت تحظى بشعبية في المجموعات المهتمة بالغناء، وكانت تُغَنّى كذلك في الحقول من جانب الحلابات والمزارعين.&

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن المقدم الإذاعي، مارك رادكلايف، الذي سافر لموطنه لانكشاير كي يعدّ ذلك الفيلم الوثائقي، قوله "لم يكن هناك راديو أو تلفزيون وقت انتشار تلك الأغاني، كما أن أول نسخة من صحيفة ذا مانشستر غارديان لم تصدر إلا بعدها بـ 5 أعوام. وكانت تلك الأغاني بمثابة نوع من أنواع التواصل الاجتماعي خلال القرن الـ 19، لكنها لم تكن تُعرَف بذلك المسمى في ذلك الوقت".

ونوّه الفيلم في نفس السياق إلى أن الموضوعات التي كانت تغطيها تلك الأغنيات كانت تتنوع بشكل كبير، فسبق لها أن تناولت مذبحة بيترلو وفيضان مانشستر العظيم عام 1872، وإلى جانب ذلك، كانت تبرز بعض الأناشيد خفيفة الظل عن الزوجات اللواتي يسيطرن على أزواجهن والحكايات الخاصة بالعلاقات خارج نطاق الزواج.

ورغم قيمة تلك الأغاني القصصية من الناحية التاريخية، إلا أن أعداداً كبيرةً منها لم تصمد أمام عوامل الزمن نظراً لطباعتها على ورق منخفض الجودة سريع الزوال. ومع هذا، كان لدى البعض شغف بهواية جمعها واقتنائها، إدراكاً منهم لقيمتها.