بهية مارديني:&مازالت واشنطن تؤكد أن غاراتها ضد جيش النظام السوري في دير الزُّور، والتي أدت الى مقتل جنوده، كانت "غير مقصودة"، فيما حمل جون كيري وزير الخارجية الاميركي النظام السوري مسؤولية ما يحدث، وسط الحديث عن هدنة "هشة" ومستقبل غامض لحل سياسي سوري يؤدي الى استقرار البلاد.

في المقابل، اعتبر الدكتور منذر خدام المعارض السوري المستقل، الذي يعيش داخل سوريا، في حديث مع "إيلاف"، أن "الضربة الأميركية مقصودة وهي رسالة إلى روسيا بالدرجة الأولى تفيد بأنه لا يمكن تجاوز الدور الأميركي في الأزمة السورية من خلال فرض وقائع ميدانية، وإن ما قبلت به في التفاهمات مع روسيا لا يعدو كونه مناورة سياسية كسبًا للوقت".

وأضاف: "الإدارة الحالية ليست جادة في حل الأزمة السورية وتعمل على ترحيلها إلى الإدارة القادمة".

وأشار الى أن واشنطن "كانت تعلم علم اليقين أنه لا يمكن فصل جبهة النصرة عن قوى المعارضة المسلحة الأخرى، وهذه الأخيرة أعلنت بصريح العبارة أنها لا تقبل ضرب جبهة النصرة."

وانتهى الى القول: "نحن في الواقع أمام استراحة لن تطول تمهد لمزيد من القتال ويبدو لي أنه قد بدأ في جوبر" .

اشتباكات

واندلعت، اليوم الاثنين، اشتباكات بين جيش النظام ومقاتلين من فصائل معارضة مسلحة في محيط كراجات العباسيين بدمشق، وذلك في استمرار لمواجهات بدأت بوادرها يوم الجمعة الماضي.

وأعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري خلال لقاءات له في نيويورك على هامش اجتماعات للأمم المتحدة، أن اتفاق وقف "اطلاق النار" في سوريا لا يزال "مستمرًا"، لكنه "هش"،&وذلك عقب الاعلان عن انتهاء مفعول سريان التهدئة. مشيرًا الى أن ممثلي الولايات المتحدة وروسيا يجتمعون في جنيف لتقييم الوضع في سوريا.

ومن جانب آخر، حمّل وزير الخارجية الأميركي جيش النظام مسؤولية ما حدث في دير الزور، لافتاً الى أنه "على روسيا أن تضغط على النظام في سوريا لمراعاة نظام وقف اطلاق النار.".

وفي حديث لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، قال:&"على الروس أن يتعاملوا بجدية أكثر مع موضوع إرغام "حكومة الأسد" على الالتزام بوقف النار، الذي بات ساري المفعول في 12 سبتمبر".

وأشار كيري إلى أن "قوافل المساعدات الإنسانية كانت يجب أن تصل إلى السكان قبل عدة أيام، لكنها لا تزال تراوح مكانها، لكن هذه السلطات تعتبر العائق الوحيد والأكبر في هذا الموضوع".

مساعدات

وكانت الأمم المتحدة، أكدت أن قافلتي مساعدات تضمان كل واحدة منهما 20 شاحنة، لا تزالان عالقتين في تركيا، ولم تتمكنا من الدخول لشرق حلب، كما حمل دي ميستورا النظام مسؤولية عدم ايصال المساعدات للمناطق المحاصرة لعدم منح التصاريح اللازمة.

وقال كيري إن بلاده تعمل مع المعارضة السورية بهدف إرغامها على مراعاة وقف القتال، لافتًا الى أن الاتفاقات" بين روسيا والولايات المتحدة تقوم على تنفيذ خطوات محددة من قبل كل طرف تتضمن الوقف التام لإطلاق النار، ونقل المساعدات الإنسانية".

واتهم كيري جيش النظام بمهاجمة المناطق الخاضعة للمعارضة بذريعة قصف "الإرهابيين" من "جبهة فتح الشام"، "جبهة النصرة" سابقاً، فيما تتبادل موسكو وواشنطن الاتهامات بعدم الالتزام بتنفيذ الاتفاق حول الهدنة في سوريا.

واعتبر كيري أن "انتهاك القوات السورية لوقف إطلاق النار ومنعها دخول القوافل الإنسانية يعيق بدء التنسيق الكامل بين روسيا والولايات المتحدة بشكل يمنع تكرار الحوادث المريعة".

وتبادلت موسكو وواشنطن خلال جلسة لمجلس الأمن في وقت سابق الانتقادات اللاذعة بشأن هذه الغارات التي شنها طيران التحالف على مواقع النظام في مدينة دير الزور، في وقت أخفق المجلس في التوصل لقرار بشأن الحادثة.

ونفذ طيران التحالف بقيادة واشنطن يوم الأحد الماضي غارات على أحد مواقع جيش النظام في جبل الثردة بريف دير الزور، حيث أعلنت موسكو أن القصف أسفر عن مصرع أكثر من 62 جنديًا وأكثر من 100 جريح، في حين أعلن الجيش الأميركي أن التحالف لم يتعمد استهداف "الجيش السوري".

وعلى خلفية ذات الضربة، شهدت الساحة السياسية الأحد ملاسنات حادة بين المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا وممثلة الولايات المتحدة الأميركية في الأمم المتحدة سامانثا باور.

في غضون ذلك، أعلن الناطق الرسمي باسم الخارجية الألمانية مارتن شيفر&أن الاجتماع الوزاري للمجموعة الدولية لدعم سوريا سيعقد يوم 20&سبتمبر في نيويورك.

ونقلت وسائل إعلام عن شيفر قوله إن الأطراف المشاركة في الفعالية ستكون نفسها التي شاركت في لقاء فيينا، من دون أية توقعات إيجابية حول نتائج الاجتماع، الذي من المفترض أن يحضره معارضون سوريون. .