حلب: استهدفت عشرات الغارات ليلا مدينة حلب وريفها في شمال سوريا أسفرت إحداها عن مقتل اربعة عاملين طبيين، بعد يومين من انهيار الهدنة وفي وقت يعرقل التوتر الروسي الاميركي الجهود المبذولة لاعادة احياء وقف اطلاق النار.

في نيويورك، يعقد مجلس الامن الدولي الاربعاء جلسة حول سوريا يشارك فيها وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف غداة اتهام واشنطن موسكو ودمشق باستهداف قافلة مساعدات انسانية في ريف حلب الغربي.

وبعد يومين على اعلان الجيش السوري انتهاء هدنة استمرت اسبوعا في سوريا بموجب اتفاق اميركي روسي، تعرضت مناطق سورية عدة ابرزها مدينة حلب وريفها لغارات كثيفة ليل الثلاثاء الاربعاء.

وتسببت احدى هذه الغارات بمقتل اربعة كوادر طبية جراء استهداف نقطة طبية تابعة لمنظمة غير حكومية في بلدة خان طومان في ريف حلب الجنوبي. ولم يتمكن المرصد من تحديد هوية الطائرات التي نفذت هذه الغارات. وتستهدف المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في محافظة حلب غالبا بغارات من طائرات سورية او روسية.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان "بمقتل أربعة ممرضين ومسعفين جراء قصف طائرات حربية لم تعرف هويتها على نقطة طبية تابعة لمنظمة اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية في خان طومان". 

واكدت المنظمة التي تتخذ من باريس مقرا في بيان مقتل ممرضين اثنين وسائقي سيارة إسعاف في الغارة، مشيرة كذلك الى اصابة ممرض بجروح خطيرة. وقالت متحدثة اعلامية باسم المنظمة التي اسسها اطباء سوريون في الخارج العام 2012 ان الضحايا الاربعة "سوريون". 

وبحسب المرصد، تسببت الغارة ايضا بمقتل "تسعة عناصر تابعين لـ+جيش الفتح+" وهو تحالف فصائل مقاتلة يضم "جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) وفصائل اسلامية اخرى.

"مئة غارة"

وأحصى المرصد السوري "تنفيذ طائرات حربية سورية وروسية عشرات الغارات ليل الثلاثاء الاربعاء على مدينة حلب واطرافها الجنوبية الغربية".

وقال مراسل لفرانس برس في الأحياء الشرقية المحاصرة من قوات النظام في مدينة حلب ان أكثر من مئة غارة استهدفت المدينة وريفها بعد منتصف الليل حتى ساعات الفجر، الامر الذي منع السكان من النوم نظرا لشدة القصف.

واشار الى ان الغارات لم تتوقف الا بعد ان بدأ هطول المطر بغزارة صباحا. وادى القصف بعد منتصف الليل على حي السكري في شرق مدينة حلب الى تدمير مبنى من ستة طوابق بالكامل وفق مراسل فرانس برس.

وقال ابو احمد وهو من سكان الحي لفرانس برس اثناء قيامه بازالة الحجارة والزجاج المحطم من امام مبنى مجاور "كان في المبنى (المستهدف) شقيقان فقط". واوضح "قبل ساعة من القصف، كنت أزورهما وشربنا الشاي معا، ونصحني أحدهما بوجوب ان أخلي منزلي في الطابق الرابع وأنزل مع عائلتي الى الطوابق السفلية بسبب عودة القصف الجوي".

واضاف "لم يمض على مغادرتي الا ساعة حتى سقط صاروخ على الحارة ادى الى تهدم المبنى باكمله وقتل الشقيقان". وفي الاحياء الغربية من حلب الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، قال احد السكان عبر الانترنت لفرانس برس ان السماء بقيت مضاءة جراء كثافة القصف خلال ساعات الليل.

وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" الاربعاء بمقتل شخصين واصابة سبعة آخرين بجروح "جراء قذائف صاروخية أطلقتها المجموعات الارهابية على حي صلاح الدين في حلب".

ودارت وفق المرصد اشتباكات عنيفة بعد منتصف الليل بين قوات النظام وحلفائه من جهة والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة اخرى جنوب غرب مدينة حلب، ترافقت مع تنفيذ طائرات حربية غارات كثيفة على مناطق الاشتباك. 

واشار المرصد الى "تقدم لقوات النظام في المنطقة" حيث استعادت السيطرة على ابنية عدة كانت خسرتها الشهر الماضي.

جهود في نيويورك

في نيويورك، يعقد مجلس الامن الدولي الاربعاء اجتماعا حول سوريا على ضوء التصعيد الميداني الاخير.

وازداد منسوب التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا امس، بعدما حملت واشنطن موسكو مسؤولية استهداف قافلة مساعدات انسانية في بلدة اورم الكبرى في ريف حلب الغربي ليل الاثنين، ما تسبب بمقتل "عشرين مدنيا وموظفا في الهلال الاحمر السوري".

وقال مستشار الامن القومي الاميركي بن رودس الثلاثاء "كل المعلومات المتوفرة لدينا تشير بوضوح الى ان هذه كانت ضربة جوية" وبالتالي فان المسؤول عنها "لا يمكن ان يكون الا أحد كيانين: إما النظام السوري وإما الحكومة الروسية".

وردت وزارة الخارجية الروسية بالقول انها "تابعت باستياء وغضب (...) محاولات بعض حماة الارهابيين واللصوص لالقاء اللوم" على الطيران الروسي والسوري في هذا القصف.

وترى موسكو انه لا يمكن اعادة العمل بالهدنة ما لم يوقف "الارهابيون" هجماتهم، في حين اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان المساعي الاميركية-الروسية للتوصل الى وقف لاطلاق النار "لم تنته". ووعد باستئناف المحادثات الدولية هذا الاسبوع. 

وتتمسك واشنطن بادخال المساعدات الى المناطق السورية المنكوبة كجزء اساسي من اتفاق الهدنة.