&سلمت الولايات المتحدة روسيا، للمرة الأولى، بيانات حول مواقع تمركز مجموعات المعارضة، الخاضعة لسيطرتها. وأبلغت واشنطن أنها أبلغت موسكو أنها لن تنشئ لجنة للتمكين من استهداف مشترك للمتشددين في سوريا حتى تبدأ المعونات الإنسانية في التدفق إلى مدينة حلب المحاصرة ومناطق أخرى.

إيلاف من لندن: قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي إن وزير الخارجية جون كيري نقل تلك الرسالة في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أكد خلاله أن واشنطن تتوقع أن تستخدم موسكو نفوذها لدى الرئيس السوري بشار الأسد "للسماح للقوافل الإنسانية التابعة للأمم المتحدة بالوصول إلى حلب ومناطق أخرى في حاجة للمساعدة".

اتصالات في جنيف

وعلى هذا الصعيد، قال المبعوث الروسي الخاص من وزارة الدفاع في مجموعات وقف إطلاق النار والشؤون الإنسانية في جنيف ألكسندر زورين إن الضباط الروس وممثلي البنتاغون والمخابرات الأميركية أجروا اتصالات في جنيف.&

وأشار إلى أن الجانب الأميركي قدم بيانات متعلقة بمناطق تمركز الجماعات المسلحة الخاضعة للولايات المتحدة. وأضاف أن التحليل الأولي للبيانات لم يسمح بفصل المعارضة المعتدلة عن "جبهة النصرة".

&ووفقا لأقوال زورين، فقد ركز الجانبان الروسي والأميركي خلال الاتصالات على أهمية توفير المعلومات اللازمة لفصل الأراضي الخاضعة لسيطرة الإرهابيين والمعارضة.

تمديد الهدنة

وقال مسؤول روسي رفيع المستوى إن موسكو مستعدة لتمديد وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة أخرى، ابتداء من مساء الجمعة، على الرغم من الاتهامات التي وجهتها وزارة الدفاع الروسية لواشنطن، بأنها لا تلتزم بالاتفاق. وكان اتفاق وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ يوم الاثنين الماضي لمدة خمسة أيام.

وحذرت روسيا الأطراف الدولية من أنها قد تلجأ إلى استئناف القصف الجوي لمواقع المعارضة "المعتدلة" في سوريا، إذا لم تعمل الولايات المتحدة على فصلهم عن باقي التنظيمات التي تعتبرها "متطرفة".

وقال مسؤول روسي رفيع المستوى لـ(بي بي سي)، إن انتظار روسيا، الحليف الرئيس للحكومة السورية "له حدود".

وبموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين روسيا والولايات المتحدة، دخلت الأطراف المتحاربة في هدنة ووقف لإطلاق النار، لكن الاتفاق لا يشمل وقف العمليات العسكرية التي تستهدف التنظيم المعروف بالدولة الإسلامية، والمقاتلين المرتبطين بالقاعدة.

كلام لافروف&

وإلى ذلك، فإن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قال في تصريحات لوكالة (سبوتنيك) ردا على سؤال عن الاتفاقات الروسية الأميركية حول سوريا، إن الأولوية الرئيسة في هذه الاتفاقات تتمثل في تنفيذ الولايات المتحدة "تعهداتها القديمة بالفصل ما بين المعارضة السورية المتعاونة معها، و"جبهة النصرة" وأمثالها، وذلك إن لم تكن المماطلة في تنفيذ هذه الالتزامات نابعة من إرادة جهة معينة في واشنطن تريد تحييد الضربة عن هؤلاء الإرهابيين".

ومضى يقول: "وفي ما يتعلق بـ"جبهة النصرة"، فإنه لدينا الكثير من الشكوك الجدية بشأنها. لقد تسلمنا من الجانب الأميركي أخيرا قائمة تضم المنخرطين في اتفاق وقف إطلاق النار، الأمر الذي يحتم عدم استهدافهم، فيما يتصدر القائمة المذكورة "أحرار الشام".

مكافحة النصرة

وأعاد الوزير الروسي إلى الأذهان أن قيادة هذا التنظيم تحديدا قد رفضت تنفيذ الاتفاقات الروسية الأميركية، لأن هذه الاتفاقات ترمي إلى مكافحة "جبهة النصرة". وقال: هذا يعني أن الأميركيين قد ألحقوا جزءا لا يتجزأ من "جبهة النصرة" بقائمة المعارضة المتعاونة معهم، رغم تصنيف الأمم المتحدة للـ"النصرة" في خانة الإرهاب".

وتابع: الولايات المتحدة مترددة في الإفصاح عن فحوى الاتفاقات الروسية الأميركية حول سوريا، فيما نحن مستعدون لإطلاع الجميع عليها. واستطرد قائلا: "نسعى في الوقت الراهن إلى الإعلان عن فحوى هذه الاتفاقات، إذ لا نريد السير على طريق الدبلوماسية السرية".

وختم لافروف قائلاً: "شركاؤنا الأميركيون مترددون في الوقت الراهن في الإفصاح عن هذه الاتفاقات خلافا لما يعرف عنهم، وذلك نظرا لتمسكهم بالرؤى الديمقراطية لتسوية المشاكل، فيما الديمقراطية نفسها تحتم العلانية".