إيلاف من نيويورك:

بعدما اوقفت سلطات إحدى الدول الخليجية في عشرين الجاري في مطارها الدولي رجل الأعمال اللبناني خ. م. (يحمل جنسية دولة أوروبية)، الذي كان في رحلة عمل إليها، حيث يملك شركة للسيراميك، علمت إيلاف من مصادر مطلعة أن هذه الدولة الخليجية تدرس طلب الامارات العربية المتحدة تسليمها رجل الأعمال اللبناني للقضاء ليمثل امامها بتهمة اختلاس 1,5 مليار دولار عندما كان يشغل منصبا مهما في إمارة رأس الخيمة. وستبحث محكمة خاصة طلب ترحيل رجل الأعمال اللبناني، وتسليمه إلى السلطات الاماراتية الاثنين المقبل.

هذا، ونفى محامو رجل الأعمال اللبناني الموقوف التهم الموجهة إليه جملة وتفصيلًا، وهم بصدد طلب إخلاء سبيل موكلهم الذي يملك شركات وأعمالًا في دول مختلفة، منها لبنان وسويسرا وبريطانيا.

علاقات مع إيران

لم يتكشف سبب اعتقال رجل الأعمال، لكن "إيلاف" حصلت من مصادر خاصة من داخل الشركة على وثائق ("إيلاف" مستعدة لتقديمها إلى القضاء المختص حين طلبها) تبين تلاعبها ببيانات للحصول على قروض وامتيازات، وعلى ما يثبت علاقات رجل الأعمال اللبناني بإيران واستثماراته فيها، وصلاته بشخصيات إيرانية متنفذة، خصوصًا أن استثماراته في ايران تثير شكوكًا في شأن أعماله الاقتصادية وتورطه في عدد من القضايا ذات الاهتمام العالمي.

وبحسب المصادر نفسها، قدمت الشركة التابعة له، والتي تعمل في مجال السيراميك ومقرها إحدى الدول الخليجية، بيانات كاذبة للبنك من أجل الحصول على قروض، في وقت تنشر الصحافة العالمية أن الشركة هي الثالثة على صعيد الدولة التي تعمل منها، وتسعى إلى إنتاج 10 في المئة من السيراميك خلال العام المقبل.

وحصلت "إيلاف" على وثائق ومستندات تؤكد أن الشركة تعاني مشكلات مادية كبيرة نتيجة هبوط مبيعاتها خلال السنتين الاخيرتين، وأن مسؤولين في الشركة كانوا حذروا الإدارة من التلاعب الذي حصل في البيانات المقدمة إلى أحد المصارف الأجنبية العاملة في الخليج، حيث تودع الشركة أرصدتها، إلا أن المدير العام لم يحرك ساكنًا.

مستندات دامغة

كشفت المستندات نفسها عن تكبد الشركة خسائر بعشرات الملايين من الدولارات، وعن وقوع الشركة في أزمة مالية خانقة. غير أن الشركة نشرت من خلال مكتبها الدولي في جزيرة جيرسي تقارير في الصحافة العالمية، وتحديدًا في غلوبال نيوز وايرد باللغة الانجليزية، أن الشركة ناجحة وأنها الثالثة في البلد الخليجي، الذي تتخذه مقرًا رئيسيًا لها، وتسعى إلى إنتاج 10 في المئة من السيراميك في ذلك البلد، على الرغم من الأزمة الخانقة بحسب المصدر الذي زوّد "إيلاف" بمستندات دامغة عن تلاعب الشركة بالبيانات، متحايلةً على البنك لتحصل على القروض.

على سبيل المثال، قدمت الشركة للبنك الأجنبي في منتصف عام 2015 بيانات تؤكد أرباحًا بقيمة مليون وثلاثمئة ألف دولار، بينما كانت الشركة تتكبد خسائر بملايين الدولارات.

هو وابنه

يذكر أن رجل الاعمال اللبناني مقرب من العماد اللبناني ميشال عون المدعوم من حزب الله وإيران. ورد اسمه في ويكيليكس على أنه ساهم في المشروع النووي الايراني من خلال إنتاج أحد مركبات الصواريخ التي تحمل رؤوسًا نووية.

انكر رجل الأعمال اللبناني هذه التهمة واصفًا اياها حينها بمحاولة لتشويه سمعته. لكن علاقته بإيران وثيقة، وله فيها استثمارات، منها ملكيته لمركز تجاري كبير في مدينة أصفهان الإيرانية برأس مال كبير، شراكة مع شخصية متنفذة هناك.

اللافت أن للشركة إدارة مركزية ومجلس إدارة، الا أن رجل الأعمال اللبناني وابنه ج. م. هما من يديران الشركة بشكل كامل، بحسب شهادة المصدر نفسه، الذي أكد أن رجل الأعمال اللبناني يخفي عن مجلس إدارة الشركة وعن شركائه تلاعبه في البيانات، كما أشار إلى أنه ربما يعمل لحساب أطراف خارجية، قد يكون همها ضرب اقتصاد الدولة الخليجية، التي يتخذ منها مقراً لشركته.​