يعتبر البعض أن خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قد يزيد من سوء العلاقات بين لبنان ودول الخليج، بعد تهجمه على السعودية، رغم فصل دول الخليج موضوع حزب الله وإساءاته عن الموضوع اللبناني.

بيروت: كان واضحًا حديث الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أمس في احتفال هيئة دعم "المقاومة الإسلامية"، حيث رفض في حديثه اتهام حزب الله بأنه يعطل الإستحقاق الرئاسي، معتبرًا أن لا حلول سياسية قريبًا في المنطقة، وبدا واضحًا هجومه على السعودية.

تعقيبًا على خطاب نصرالله، يعتبر النائب السابق مصطفى علوش (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف"، أن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إذا كان صادقًا في حديثه بأن حزب الله لا يعطل الإستحقاق الرئاسي، ليذهب مع نوابه لانتخاب رئيس للجمهورية، لأن عمليًا الأمور تبدو واضحة، التعطيل من خلال عدم نزول نواب حزب الله والتيار الوطني الحر إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية.

بدوره، يعتبر النائب رياض رحال (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف"، أن خطاب نصرالله بالأمس كان يريد به أن "يغطي السماوات بالأبوات"، أي بمعنى الإغفال عن الحقيقة المطلقة، فنصرالله عليه أن ينزل مع نوابه إلى البرلمان لانتخاب رئيس للجمهورية، لأنه إذا لم يفعل ذلك يكون يخالف المواد الدستورية في القانون اللبناني منها المواد 73 و74 من القانون اللبناني.

سوريا مستعمرة إيرانية
عن اعتبار نصرالله أن لا وجود لحلول سياسية في المنطقة، وأن الحرب في سوريا مستمرة، يقول علوش إن مصلحة حزب الله أن تتوقف الحرب في سوريا، ولكن أن يبقى الديكتاتور الحاكم في سوريا موجودًا، أي بشار الأسد، كي تبقى سوريا ممرًا لحزب الله، وطالما الحلول المطروحة لسوريا لن تتضمن بقاء الأسد حاكمًا مطلقًا لسوريا، فحزب الله مستعد أن يستمر في الحرب السورية بتكليف شرعي وواضح من قبل إيران، على اعتبار أن سوريا مستعمرة إيرانية.

عن عدم وجود حلول سياسية في الأفق القريب في سوريا، يعتبر علوش أن الحلول السياسية مطروحة بكثرة في سوريا، وأساسها تخلي الأسد عن الحكم المطلق، وحل انتقالي من خلال حكومة مطلقة الصلاحية، وبعدها الذهاب إلى تثبيت وضع سوريا من خلال دستور جديد، ما يعني أن الحرس الثوري الإيراني لن يكون هو الحاكم في سوريا بعد اليوم.

لهذا، يضيف علوش، إيران هي السبب الأول في عدم استقرار المنطقة، والدمار في سوريا، وحزب الله يبقى الأداة التدميرية. عن توقع نصرالله ازدياد الضغوط على الدول التي تدعم حزب الله، وفي مقدمتها إيران، إلى أي مدى سيساهم الضغط على إيران من قبل المجتمع الدولي بحلحلة قضايا المنطقة؟ يجيب علوش أن هذا الأمر يساعد على حلحلة قضايا المنطقة، لكن إيران يمكن تشبيهها بكوريا الشمالية بشكل ملطف، ولكن قد تذهب نحو الدمار الشامل، والدمار الذاتي في سبيل تحقيق رؤيا أسطورية بالوقت الحالي، الإعتماد اليوم على المجتمع الإيراني أن يتغيّر داخليًا.

السعودية
وردًا على سؤال أن هجوم نصرالله كان واضحًا على السعودية، إلى أي مدى يساهم خطابه الأخير في سوء العلاقة أكثر بين لبنان والسعودية؟، يجيب علوش أن العلاقة السعودية مع لبنان مفصولة بشكل كبير عن العلاقة مع حزب الله، وتصنيف حزب الله من قبل دول الخليج أصبح واضحًا أي أنه "إرهابي"، ويعتقد علوش أن الأمور وصلت إلى أقصى ما يمكن في سوء العلاقة بين حزب الله والسعودية.

في هذا الخصوص، يرى رحال أن السعودية هي التي تساهم في انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، من خلال دعم رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وهو من يسعى إلى انتخاب رئيس للجمهورية، حتى لو كان من ضمن فريق 8 آذار، وبناء عليه يجب على حزب الله أن يتلقف الأمر بإيجابية، وأن لا يسعى إلى ما تطلبه إيران المتمثل في عدم انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان.
&